icon
التغطية الحية

"حي تشرين" في مدينة حماة يهجره ساكنوه بسبب غياب الخدمات

2021.12.01 | 06:21 دمشق

unnamed.jpg
حماة - إيلين حداد
+A
حجم الخط
-A

تشعر رهف كلبون 22 عاما والتي تسكن في حي تشرين بمدينة حماة أنها تعيش في قرية نائية أو صحراء قاحلة بسبب غياب كل الخدمات التي يجب أن تقدمها حكومة النظام للحي الذي تقطنه وتقول إنها منذ انتقال بيتها إلى حي تشرين منذ ثلاث سنوات وهي تعاني من صعوبة الوصول إلى جامعتها وخاصة في فصل الشتاء بسبب عدم وجود شوارع معبدة وانعدام وسائل المواصلات في الحي.

وتضيف أن الشوارع محفرة وغير قابلة للسير فيها إضافة لعدم وجود أرصفة مبلطة وأن المعاناة تزداد عندما يهطل المطر وتمتلئ الأرض بالأتربة مؤكدةً أنه لا يوجد إلا سيرفيس واحد يخدم الحي صباحا فقط وأنها تضطر للمشي طويلا لدوار السباهي أو موقف البحرة البعيد عشرات الأمتار عن الحي لتستطيع أن تأخذ وسيلة نقل إلى وسط المدينة.

حيث يعد حي تشرين من الأحياء حديثة البناء والذي تم بناؤه منذ نحو عشر سنوات ويقع في الجهة الشمالية من مدينة حماة وهو عبارة عن جمعيات تعاونية سكنية تابعة للمعلمين والمهندسين والحرفيين وغيرهم من أصحاب الشهادات العلمية والحرفية.

ويبلغ عدد الشقق في الحي نحو ثلاثة آلاف شقة موزعة على أبنية طابقية مؤلفة من 3-4 طوابق تقطنها نحو ألف عائلة معظمهم من المهجرين من أرياف حماة وباقي المحافظات ويحتوي الحي على مدرسة واحدة تخدم جميع السكان.

سوء بناء الشقق يرهق السكان

يقول منذر الدالي 49 عاما (اسم مستعار لأحد سكان الحي) إنه قام بالتسجيل على شقة في حي تشرين منذ عام 2003 وقد استلم شقته بعام 2014 حيث إن الشقة كانت مغايرة للاتفاق المنصوص عليه في التسجيل والشقق ليست كما كان يحلم أو يفكر المدنيون المكتتبون عليها فالوضع مختلف تماما وكل الخدمات التي وعد فيها الأهالي لم يتم تنفيذها فقد كان من المقرر أن يكون هنالك سوق تجاري ومحال تخدم منازل الحي ومؤسسات وملاعب وكهرباء ومياه وشوارع مزفتة وشبكة إنترنت وهاتف ونقل بالإضافة إلى أن الجمعيات قامت بتسليم الشقق بإكساء 30% فقط على الرغم من أن التسجيل كان على أساس تسليم الشقة بإكساء كامل وجيد.

وعلى الرغم من أن الحي مازال حديث البناء إلا أن الأبنية بدأ يظهر عليها آثار تفسخ حيث يقول منذر إنه يفكر جديا ببيع شقته وترك الحي بسبب دفع مبالغ كبيرة على تصليح المنزل نتيجة تدني الجودة في البناء فالجدران بدأت بالتفسخ والدهان زال والأبواب تكسرت بسبب رداءة الأنواع المستخدمة في البناء.

 

عدم وجود إنارة يجعل الحركة معدومة ليلا

يقول فايز وهو أحد سكان الحي بأن الشوارع مخيفة وموحشة وخاصة عند غروب الشمس فلا يوجد أعمدة إنارة فيها حيث إن حكومة النظام لم تقم بتركيب أضواء للشوارع وباتت الشوارع مخيفة ليلاً ولا يستطيع السكان التجول فيها خوفاً من عمليات الخطف أو هجوم الكلاب الشاردة فيها ويضيف أن عدد من السكان قاموا بوضع ليدات أمام منازلهم لإنارة جزء من الحي ولو كان قليلا، وإعادة الحيوية له مساءً.

ويضيف أن المدنيين قاموا بتقديم عشرات الشكاوى لمجلس مدينة حماة من أجل تأمين خدمات للحي ولكن لم يلمسوا أي تحسن بل ازداد الوضع سوءا ولم يجدوا منهم إلا الوعود الكاذبة.

الحشرات والقوارض تملأ الحي

يقول مازن وهو أحد سكان حي تشرين في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا إنهم يعانون من انتشار الكثير من الأمراض في الحي وخاصة مرض الليشمانيا والتي تسببها ذبابة الرمل بسبب القمامة التي تملأ الشوارع ويضيف أنه لا يوجد عمال نظافة يقومون بترحيل القمامة من الحي وأن الروائح تملأ الحي نتيجة تراكم القمامة فوق بعضها لأيام وأحيانا لأسابيع إضافة إلى انتشار الجرذان والفئران التي باتت تخيف السكان وتسبب لهم الذعر.

وأكد مازن أن السكان يقومون بحرق القمامة للتخلص من الروائح والحشرات وطالبوا البلدية بحملة رش مبيدات حشرية من دون أي رد.

هجرة سكان الحي إلى المدينة

غيث وهو من سكان الحي يقول إن غالبية سكان الحي قاموا بترك بيوتهم وتأجيرها واستئجار بيوت ضمن مدينة حماة لغياب الخدمات وإن ما تبقى من سكان الحي هم من النازحين والمرغمين على السكن فيه ويضيف أنه لا يستطيع استئجار بيت وسط مدينة حماة لغلاء أسعار الإيجارات.

بينما يقول أحد موظفي مجلس مدينة حماة إن البلدية ليس من مهمتها وضع أرصفة أو تزفيت شوارع حي تشرين لأنه هنالك بندا في نص الاتفاق بين المدنيين والاتحاد يتضمن تزفيت الشوارع وتأمين الكهرباء والمياه والخدمات للحي وأن هذه المهمة هي من اختصاص الجهة التي قامت ببناء الحي وهي اتحاد التعاون السكني الذي تم حله في عام 2019.

وعن انتشار القمامة في الشوارع قال إن كل الأحياء تعاني من نفس المشكلة بسبب غياب ما يكفي من عمال النظافة لجميع الأحياء نتيجة هجرة الشباب بالإضافة لعدم وجود وقود يكفي لتشغيل جميع سيارات النظافة.