icon
التغطية الحية

حوت التجارة العابرة للحدود.. الإدارة الذاتية تعتقل "أبو دلو"

2021.04.30 | 06:33 دمشق

557087image1.jpg
+A
حجم الخط
-A

ألقت الإدارة الذاتية القبض على الرجل الممول والاقتصادي الأول في مناطق سيطرتها في بداية شهر نيسان الجاري واقتادته إلى جهة مجهولة وسط تكتم إعلامي عن مصير ما يعرف في منطقة سيطرة "قسد" بـ "رامي مخلوف الإدارة الذاتية".

وأفاد مصدر أمني مطّلع لموقع تلفزيون سوريا باعتقال فؤاد محمد جميل والمعروف بأبو دلو، من قبل أحد الفروع الأمنية للإدارة الذاتية، واقتادته إلى جهة مجهولة، وكشف عن مزيد من التفاصيل حول الجهة التي ألقت القبض عليه والأسباب التي أدّت لذلك.

لكن المصدر أشار -نظراً لعلاقات أبو دلو الواسعة ورفيعة المستوى- إلى أن الجهة الوحيدة القادرة على إخفائه هم كوادر حزب العمال الكردستاني الذين تربطهم به علاقات اقتصادية مشبوهة وغير شرعية.

أسباب اعتقال أبو دلو

وقال المصدر إن أبو دلو يمتلك شبكة علاقات اقتصادية واسعة جداً ضمن مناطق الإدارة الذاتية والمحافظات السورية الأخرى التي يسيطر عليها النظام، فضلاً عن عقوده التجارية في مناطق سيطرة المعارضة، بالإضافة إلى دول الجوار كإقليم كُردستان العراق وتركيا، وهذا ما جعله موضع اهتمام لدى كوادر حزب العمال الكردستاني الموجودين حالياً على رأس عملهم في مؤسسات الإدارة الذاتية والذين فرّ بعضهم وبحوزتهم مبالغ مالية كبيرة وصلت لملايين الدولارات.

ولفت المصدر إلى علاقة أبو دلو الوطيدة مع علي الشير (علي الأسد) القيادي من حزب العمال الكردستاني والمسؤول المالي والمتحكّم بجميع العقود التجارية في مناطق الإدارة الذاتية، والذي علّق مصير تجارة أهم السلع في جميع مناطق الإدارة الذاتية بأبو دلو، كالنفط والقمح والسكر والحديد والأسمنت والدخان والصرافة والحوالات المالية.

وبالنظر إلى علاقات أبو دلو الكبيرة مع النظام السوري وخاصةً مع ضباط بالقصر الجمهوري، ومع القاطرجي، فإن حادثة اعتقاله نجمت عن أمر كبير، بحسب وصف المصدر.

وأكد المصدر أن سبب اعتقال فؤاد أبو دلو يعود إلى تهريب كمية من الآثار إلى إحدى دول الجوار، دون أن يحدّدها.

 

مَن هو أبو دلو؟

فؤاد محمد جميل والذي عُرِف بأبو دلو نسبةً إلى نجله الأكبر دلو والذي يدير شركة "خيرات الجزيرة" و"الحافظ للصرافة والتحويل" وهي من أكبر الشركات في سوريا.

كردي الأصل ومن سكان مدينة القامشلي، كان يعمل شوفير لبيك آب صغير من نوع داتسون مع والده بين عامي 1978 /1979، وكان ينقل أمتعة القادمين من تركيا إلى سوق مدينة القامشلي وإلى المدن والقرى المتاخمة لها.

كانت بداية النفوذ الهائل عندما تعرف على جمال حسن رئيس مفرزة الأمن العسكري في المعبر (شقيق اللواء جميل حسن رئيس فرع المخابرات الجوية)، واستطاع من خلال علاقته مع جمال فتح مكتب تخليص جمركي في معبر القامشلي، من ثم افتتح مكتباً آخر للمعاملات الجمركية في معبري اليعربية والتنف الحدوديين مع العراق.

واحتفل أبو دلو في شهر تموز من عام 2000 بالمسبح البلدي في القامشلي بامتلاكه مليار ليرة سورية، ودعا إليها جميع ضباط الفروع الأمنية في محافظة الحسكة، وفي مقدمتهم رئيس شعبة الأمن السياسي محمد منصورة ووجهاء العشائر الكُردية والعربية في المنطقة.

يملك أبو دلو الآن فقط في مدينة القامشلي أكثر من 450 عقاراً أي ما يعادل ملايين الدولارات، بالإضافة الى ممتلكاتٍ في إقليم كردستان العراق وخاصةً في محافظتي أربيل ودهوك.

 

نشاطات أبو دلو الاقتصادية

يحتكر "مخلوف الإدارة الذاتية" (كما يسميه البعض) - أبو دلو جميع السلع الأساسية في مناطق الإدارة وبالتنسيق مع كوادر حزب العمال الكُردستاني وفي مقدمتهم علي الشير (المسؤول المالي للإدارة)

وفي قائمة تلك السلع:

-        تصدير النفط مع شركة القاطرجي للنظام وإيصالها إلى مصفاتي حمص وبانياس بالإضافة إلى تصدير الغاز

-        تصدير النفط لإقليم كُردستان العراق من خلال شركته "أصلان أوغلو"

-        تصدير النفط والغاز لمناطق سيطرة الجيش الوطني عن طريق شركة أصلان أوغلو

-        تصدير القمح والشعير للنظام السوري بالتعاون مع القاطرجي

-        تصدير القمح والشعير لإقليم كُردستان العراق ومناطق سيطرة الحشد الشعبي

-        استيراد حديد البناء والإسمنت من إقليم كردستان العراق

-        استيراد حديد البناء والإسمنت من تركيا وعن طريق شركة أصلان أوغلو، وتستخدم هذه المواد في بناء الأنفاق العسكرية التي تحفرها "قسد"

-        تهريب الآثار ونقلها إلى دول الجوار

-        استيراد معظم المواد الغذائية الأساسية والتحكم بأسعار السكر والزيوت النباتية

-        احتكار استيراد مادة الطحين

-        احتكار استيراد السماد الزراعي

-        أنشأ مستشفى ضخماً في مدينة القامشلي لاستقبال المصابين بفيروس كوفيد 19, وسلّمه لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية بعقودٍ قُدّرت بآلاف الدولارات.

 

70218259_478406019405628_3733065525052309504_n.jpg
أبو دلو ومحمد براء قاطرجي

 

أبو دلو وشركة الصرافة والتحويل

يمتلك أبو دلو شركتين في مبنى واحد ويديرهما نجله الأكبر دلو، وهما شركة خيرات الجزيرة وشركة الحافظ.

وتعمل الشركة الأولى في مجال صرف العملات الأجنبية وتحويل العملات إلى جميع أنحاء العالم، أما الثانية فتعمل في تحويل الأموال وبالليرة السورية إلى جميع مندوبيها في جميع المحافظات السورية، دون حسيب أو رقيب، بحسب ما أفاد به تجّار من سوق مدينة القامشلي.

أفادت عدة مصادر من سوق مدينة القامشلي لموقع تلفزيون سوريا، بأن دلو وبالتعاون مع شركة وهمية تابعة للنظام السوري وبالتنسيق مع الإدارة الذاتية؛ يسيطرون على سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في مناطق سيطرة "الإدارة"، وكذلك بكمية الدولار الموجودة في السوق السوداء.

 

وسبق أن كشف موقع تلفزيون سوريا قبل يومين عن أكبر عملية اختلاس في "الإدارة الذاتية"، حيث ألقى جهاز المخابرات في قوات سوريا الديمقراطية بمدينة القامشلي القبض على أحد موظّفي هيئة المحروقات والمشرف على إدارة "سادكوب"، بتهمة اختلاسه مع آخرين ما يزيد على مليار دولار أميركي من عائدات النفط. وهو أمر يفسر حالة الفساد المتفاقمة في صفوف مسؤولي "الإدارة" وكذلك انعدام الخدمات في مناطق سيطرتها رغم وجود موارد هائلة.