icon
التغطية الحية

حملات تبرّع الفلسطينيين لصالح المهجّرين شمالي سوريا تدخل مرحلة جديدة

2022.02.01 | 07:09 دمشق

123.jpg
حملات تبرّع فلسطينية لصالح المهجّرين في الشمال السوري (تلفزيون سوريا)
+A
حجم الخط
-A

"نحن إخوة في الدم، ولهم فضل علينا في التاريخ، هم من ساندونا قبل سنوات وفتحوا أبوابهم لنا، وحان وقت سداد الدين"، بهذه الكلمات عبّر الفلسطيني إبراهيم خليل عن هدف الفلسطينيين في الداخل المحتل من الحملات الخيرية لجمع التبرعات وتقديمها للمهجّرين في شمال غربي سوريا.

الشاب إبراهيم خليل الذي يعيش في الداخل الفلسطيني المحتل أطلق، قبل أيام، حملتين تحت عنوان "دفء القلوب الرحيمة" و"بيت بدل خيمة"، جمع خلالهما ملايين الدولارات من أجل بناء وحدات سكنية في الشمال السوري وإيواء المهجّرين فيها، وإنهاء معاناة مئات العائلات القاطنة في المخيمات.

ولم تكن هاتان الحملتان الوحيدتين التي أطلقهما فلسطينيون لمساعدة السوريين، إذ أُعلن عن حملات "فاعل خير" و"أنا إنسان" و"الكرامة 6"، وكلّها - وفقا للقائمين عليها - "لاقت إقبالاً كبيراً من فلسطينييّ الداخل وسخاءً يفوق المتوقع".

حملة "دفء القلوب الرحيمة"

أطلق الفلسطيني إبراهيم خليل بالتعاون مع جمعية "القلوب الرحيمة" حملة "دفء القلوب الرحيمة"، يوم الخميس الفائت، في بلدة الناصرة بفلسطين المحتلة، بهدف "التضامن مع الأطفال والأهالي الذين يقطنون مخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة، وسط ظروف البرد القاسية، والعمل على توفير بيوت وغرف ومدافئ ومستلزمات أخرى تقيهم البرد".

وقال "خليل" لموقع تلفزيون سوريا إنّ هدف الحملة كان جمع تكاليف مدافئ وفحم ووقود لأحد المخيمات السورية، قبل أن يتطوّر هدفها لبناء وحدات سكنية نظراً للإقبال الكبير على التبرعات، مردفاً "هدفنا مساعدة السوريين وإنقاذ أرواح أناس تموت من البرد والجوع، وتحقيق آمال أطفال يحلمون بالعيش في منازل مثل كل شخص في العالم".

وأضاف أنّ مقاطع الفيديو التي كان ينشرها على حساباته وتُظهر وصول التبرّعات إلى النازحين، من خبز وتدفئة وأغطية، شجّعت الناس على التبرع بكثافة، مؤكّداً أنه جهّز نفسه للانتقادات وللتشكيك في أهداف الحملة ومصداقية وصول التبرعات إلى المحتاجين، وهو ما جعله يصر على توثيق وصولها بالفيديو ونشر كل الحوالات البنكية.

الهدف الأوليّ كفالة 3 مخيمات شرقي حلب

ذكر خليل أن هدفهم من الحملة كفالة ثلاثة مخيمات كبيرة في منطقة الباب شرقي حلب، ونقل جميع العائلات القاطنة فيها إلى وحدات سكنية، مشيراً إلى أنّهم جمعوا حتى مساء الأحد (30 كانون الثاني) نحو 4 ملايين دولار أميركي، ما عدا الذهب المتبرع به من نساء في الداخل الفلسطيني.

ويضع القائمون على الحملة مدة تتراوح بين 6 - 8 أشهر لبناء هذه الوحدات السكنية المجهزة ببنية تحتية، مدرسة ومستوصف ومسجد وسوبر ماركت، وذلك بإشراف جمعية "القلوب الرحيمة".

وقال رائد بدر مدير الجمعية في حديث مع موقع تلفزيون سوريا إنّ الجمعية بدأت، منذ العام الفائت، بمشاريع تهدف إلى بناء بيوت سكنية صغيرة بديلة عن الخيام في الشمال السوري، واستطاعوا بناء 1700 بيت سكني وتسليم  600 منها، مضيفاً أن "900 وحدة سيتم تسليمها في الأسابيع المقبلة".

وأشار إلى أن الجمعية أطلقت قبل أيام حملة تشمل الإغاثة العاجلة من مواد التدفئة والألبسة والطعام، إضافة لبناء الوحدات السكنية. وتركّزت الحملة بكل مدن وقرى فلسطين المحتلة، مردفاً: "الحملة الجديدة أمّنت، خلال الأيام الماضية، أكثر من 1380 منزلاً، واعتمدت أسماء المخيمات التي ستنقل إلى هذه المنازل، وهي مخيمات: الحدث والراجح وكوكنايا والوادي الأخضر وزمكا في منطقة الباب"، مضيفاً أن كلفة الوحدة السكنية 2650 دولاراً.

حملة "بيت بدل خيمة"

كذلك أطلق الناشط إبراهيم خليل حملة باسم "بيت بدل خيمة" لبناء وحدات سكنية في الشمال السوري، وذلك بالتعاون مع الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية (انصر) ومؤسسة الخير، كما نشر رابطاً للتبرع، مخصّصاً للفلسطينيين في الضفة الغربية، وفي دول اللجوء.

وتهدف الحملة لإنشاء قرية سكنية جديدة تحتوي على 245 بيتاً وبكلفة إجمالية 612 ألف و500 دولار، حيث تبلغ كلفة بناء البيت الواحد 2500 دولار، ليكون جاهزاً لاستقبال إحدى العائلات المهجّرة.

حملة "أنا إنسان"

أهالي مخيم شعفاط في القدس المحتلة أطلقوا حملة "أنا إنسان"، ستستمر حتى يوم السبت المقبل، لجمع التبرعات للاجئين السوريين، وتميّزت هذه الحملة كغيرها بالسخاء والمواقف التي تعكس كرم الشعب الفلسطيني.

وقال محمود خالد الفقيه - أحد القائمين على الحملة - لموقع تلفزيون سوريا: "هدفنا الوحيد هو مساعدة إخواننا اللاجئين في مخيمات اللجوء، وتمكنا من جمع 664 ألف شيكل خلال ثلاثة أيام (نحو 200 ألف دولار)"، واصفاً تفاعل الناس بأنه غير طبيعي.

وتابع "نوجه رسالة للشعب السوري من خلال هذه الحملة، بأن سكان مخيم شعفاط للاجئين في فلسطين مع إخوانهم السوريين وداعمون لهم، ونسأل الله ان يرفع الظلم عنا وعنكم وأن تعودوا إلى بيوتكم سالمين".

حملة "فاعل خير"

أطلقت جمعية "الإغاثة 48" الفلسطينية حملة تبرعات عبر بث مباشر على صفحتها الرسمية، لجمع التبرعات من الداخل الفلسطيني لبناء وحدات سكنية للمهجّرين السوريين.

وتهدف الحملة للوصول إلى 1500 وحدة سكنية بقيمة 5 آلاف "شيكل" (ما يعادل 1570 دولاراً أميركياً) للوحدة، وتمكّنت الجمعية حتى الآن من جمع تبرعات تكفي لبناء 1272 وحدة سكنية.

وجمعية "الإغاثة 48" (مؤسسة إنسانية إغاثية دولية مركزها في الداخل الفلسطيني المحتل) افتتحت، في أيلول الماضي، قرية "يافا البرتقال" في الشمال السوري، وتحتوي على 100 وحدة سكنية ضمن المرحلة الأولى من المشروع الذي أطلقته ضمن سلسلة مشاريع "فاعل خير".

وأفاد مدير جمعية "الإغاثة 48" غازي عيسى لموقع تلفزيون سوريا بأن الجمعية ستستمر في تقديم مساعدات حملة "فاعل خير" لتخفيف معاناة الأهالي في الداخل الفلسطيني، قطاع غزة، الضفة الغربية، القدس، إضافة للمهجّرين في مخيمات الشمال السوري والجنوب التركي.

وتابع: "تختلف نسب التوزيع حسب حاجة أهلنا في كل منطقة وحسب تبرّع الأهالي لمشاريع محددة، فقد حصد مشروع بناء الوحدات السكنية للمهجّرين في الشمال السوري النصيب الأكبر من جمع التبرعات والتعاطف الشعبي في الداخل الفلسطيني".

وأشار إلى أنّ "حملة فاعل خير ليست الحملة الأولى ولن تكون الأخيرة، لدينا العديد من المشاريع المستمرة على مدار العام ومنها مشاريع التعليم وبناء الخيام ورمضان الخير وأضاحي الخير والخبز والوجبات الغذائية، ومشاريع المياه والآبار وتركيب ألواح الطاقة الشمسية وغيرها".

من جانبه قال الدكتور علي الكتناني العامل في جمعية "الإغاثة 48" لموقع تلفزيون سوريا إنّ "الحملة ما تزال مستمرة وتقترب من جمع ثمن بناء 1500 منزل"، مضيفاً: "سيتم الشروع ببناء الوحدات إلى جانب قرية (يافا البرتقال) المكوّنة من 600 منزل في حي الجليل السكني للاجئين ببلدة بابسقا في إدلب".

حملة "الكرامة 6"

أعلنت جمعية "العيش بكرامة" الفلسطينية عن إطلاق حملة "الكرامة 6" لإغاثة المهجّرين السوريين والفلسطينيين في مخيمات الشمال السوري، ووفق ما نقلت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" فإن الحملة جاءت بتبرع من أبناء فلسطينيي الداخل، وستتضمن تسيير شاحنات مزودة بالمواد الإغاثية، مثل المدافئ ووقود التدفئة والبطانيات والطحين.

وهذه الحملات ليست الأولى من نوعها التي يطلقها فلسطينيو الداخل، حيث سبق أن نظمت جمعيات أهلية فلسطينية عدة حملات في السابق، تضمنت جمع مساعدات مالية وعينية دعماً لأهالي المخيمات في الشمال السوري.

مرحلة جديدة في الحملات الفلسطينية

يسعى القائمون على جمع التبرعات في الداخل الفلسطيني إلى أن تتكفل كل بلدة أو قرية فلسطينية بجمع التبرعات لتحويل أحد المخيمات في الشمال السوري إلى قرية سكنية وتسميتها باسم البلدة الفلسطينية التي جمعت الأموال، وذلك بهدف التشجيع على التبرع والتنافس.

وفي بث مباشر على حسابه في "إنستغرام" أشار الفلسطيني إبراهيم خليل إلى أنه سينقل الحملة إلى البلدات والقرى الفلسطينية، وكل بلدة وقرية تتكفل بهذا الأمر، ستكون ملزمة بمراقبة ومتابعة وتنفيذ المشروع، وذلك بهدف تخفيف الضغط وتوزيع المهام.

وذكر مدير فريق ملهم التطوعي عاطف نعنوع في منشور على حسابه بـ"فيس بوك": "اقترحنا على أهالي بلدة طمرة الفلسطينية بناء مجمع سكني يضم 500 منزل في شمالي سوريا اسمه طمرة، فانتقلت حملة أهل فلسطين إلى مرحلة جديدة وهي التوءمة، بحيث تُعمّر مناطق في سوريا على اسم مناطق فلسطينية".

حملات جمع التبرعات في فلسطين شهدت مواقف وُصفت بـ"التاريخية والعظيمة" مثل أن "يقدم رجل على بيع منزله والتبرّع بقيمته لصالح المهجّرين السوريين، وكذلك تبرّع سيدات فلسطينيات بذهبهن أو بأموال كّن قد وفرنها للحج والعمرة".

"الجرح واحد شكراً فلسطين"

أطلق سوريون حملة على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان "الجرح واحد شكراً فلسطين"، عبّروا فيها عن شكرهم للشعب الفلسطيني على موقفه الإنساني والنبيل.

يشار إلى أنّ هذه الحملات تزامنت مع عواصف ثلجية ومطرية شهدتها منطقة شمال غربي سوريا وأدّت إلى تهدّم مئات الخيام على رؤوس قاطنيها وتشرد مئات العائلات، كما أنها جاءت لتدعم حملة "حتى آخر خيمة" التي أطلقها فريق ملهم التطوعي، وتمكّن خلالها من جمع مليوني دولار لبناء منازل تؤوي 500 عائلة مهجّرة في الشمال السوري.