icon
التغطية الحية

حملات إيرانية متصاعدة لشراء العقارات في دمشق وحمص ودير الزور

2021.04.17 | 07:07 دمشق

6ab886dcc3efb8f71b9acfaa7d46c48ec9d35a9a.jpg
أبنية مدمرة في مدينة عربين في غوطة دمشق الشرقية - AFP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أكدت مصادر محلية، أن إيران تنشط بمجال الاستحواذ العقاري في مثلث "دمشق - حمص - دير الزور"، محذرة من العواقب على البنى الاجتماعية السكانية والاقتصادية للبلاد.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر من داخل الغوطة الشرقية بريف دمشق، قولها إن حملة شراء العقارات قد تصاعدت مؤخراً من قبل مجموعات موالية لإيران.

وأفادت مصادر الصحيفة أن تجاراً ينحدرون من مدينة الميادين في دير الزور، ويرتبطون بشكل مباشر بميليشيا "لواء العباس" العراقية التابعة لإيران، يواصلون شراء العقارات من الأهالي في عموم مناطق الغوطة الشرقية، عبر وسيط يدعى "أبو ياسر البكاري"، الذي سبق له أن اشترى كثيراً من العقارات في مناطق متفرقة من الغوطة الشرقية بأوامر من قائد ميليشيا موالية لإيران.

وأضافت المصادر إلى أن عمليات الشراء تركزت خلال الفترة الأخيرة في مناطق القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية، وتحديداً في "زبدين - دير العصافير - حتيتة التركمان – المليحة"، حيث تم شراء مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية والمنازل والمطاعم والمتنزهات التي تضررت بفعل العمليات العسكرية في السنوات الأخيرة، كما تم شراء نحو 100 منزل في مدينة المليحة، بعض من تلك المنازل مدمر بشكل شبه كامل.

كما أشارت مصادر الصحيفة إلى أن مفاوضات تجري بين التجار الوسطاء وأصحاب المكاتب العقارية، لشراء أبنية تعود ملكيتها لأشخاص معظمهم خارج البلاد، سُوّيت ممتلكاتهم بالأرض بفعل الضربات الجوية خلال العمليات العسكرية للنظام في المنطقة، مؤكداً أن الوسطاء التجار بدؤوا خلال الفترة الماضية بالبحث عن أبنية مدمرة لشرائها من أصحابها.

وبحسب الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية الإيرانية، في "مركز عمران للدراسات الاستراتيجية"، نوار شعبان، فإن "هذا الشراء ليس جديداً، لكنه كان يتم في مناطق معتمة إعلامياً، وليس في مناطق مزدحمة، بغية عدم لفت الانتباه".

وأوضح شعبان أن الشراء في السابق كان "عشوائياً ولهدف تجاري، أما الآن، فالشراء يتم لأسباب استراتيجية، بهدف حماية طرقها وإمداداتها وأمنها داخل المناطق السورية، مثلما حدث في مزارع دير الزور حيث وضعت يدها عليها"، وفق ما نقلت عنه "الشرق الأوسط".

وأشار إلى أن إيران "تستخدم أذرعاً محلية بكثافة الآن، وتبتعد عن تورط أذرع أمنية عسكرية عُرِف عنها ارتباطها بميليشياتها، كي يصعب اكتشاف حملة الشراء".

وحذر شعبان من أن ما تفعله إيران هو "مشروع خطير سيؤثر على بنية المجتمع السوري، لأنه سيؤدي لتغير ديموغرافي، ولتدخل في سوق العقارات، كما سيؤدي إلى السيطرة التجارية الاقتصادية الاجتماعية، ما يعني أن استئصال إيران أو ميليشياتها من سوريا سيكون صعباً جداً في المستقبل"، وفق تعبيره.