أصدر رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، "إعلاناً دستورياً" يحدد آلية تولي منصب الرئاسة في حال شغور المنصب، حيث تنتقل المهام مؤقتاً إلى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني لحين إجراء انتخابات رئاسية.
ونص الإعلان على أن رئيس المجلس الوطني، وهو برلمان منظمة التحرير الفلسطينية الذي يضم أكثر من 700 عضو، سيشغل المنصب مؤقتا لمدة أقصاها 90 يوماً، تجرى خلالها انتخابات مباشرة.
وأوضح "الإعلان الدستوري" أنه في حال تعذر إجراء الانتخابات خلال هذه الفترة لأسباب قاهرة، يمكن تمديد الفترة لمرة واحدة بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني.
ويرأس محمود عباس، البالغ من العمر 89 عاماً، السلطة الوطنية الفلسطينية منذ عام 2005، وكان من المفترض أن تنتهي ولايته في عام 2009، لكنه استمر في منصبه دون إجراء انتخابات، وسط انقسامات عميقة بين حركتي "فتح" و"حماس".
"حماس" خارج المجلس الوطني الفلسطيني
وينص الدستور الفلسطيني على أن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني يتولى السلطة في حال شغور منصب الرئيس، إلا أن حل المجلس التشريعي في العام 2018، الذي كانت تتمتع فيه حركة "حماس" بالأغلبية، أنهى هذا المسار، وجعل المجلس الوطني الفلسطيني يحل مكانه.
ويعتبر المجلس الوطني الفلسطيني بمثابة برلمان فلسطين، وهو الهيئة التمثيلية والتشريعية العليا للشعب الفلسطيني بأسره، داخل فلسطين وخارجها، بما في ذلك سكان مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة في 1948 و1967 واللاجئون في دول الشتات، وهو السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويضع سياساتها وخططها.
ويضم المجلس الوطني الفلسطيني 765 عضواً، موزعة على قوائم فئات الشعب الفلسطيني كافة، بما في ذلك الفصائل العسكرية والسياسية والنقابات والاتحادات والمستقلون، باستثناء حركة "حماس".
ويشغل منصب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني حالياً القيادي في حركة "فتح" والمقرب من عباس، روحي فتوح، فيما لا ينتخب نواب المجلس بشكل مباشر، بل يتم تعيينهم من داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها.
من هو روحي فتوح؟
سبق أن تولى روحي فتوح منصب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية خلفاً للزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، في العام 2004، حيث كان يشغل منصب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، وتولى الرئاسة لمدة 60 يوماً تمت خلالها انتخابات فاز بها محمود عباس.
ولد فتوح في آب 1949 في قرية برقة في أراضي فلسطين المحتلة عام 1948، وانتقل مع عائلته إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
درس فتوح في مصر ثم الأردن وبعدها في سوريا، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة دمشق وماجستير في العلوم السياسية.
انضم فتوح لصفوف حركة "فتح" من بدايات العام 1968، حيث التحق بقوات "العاصفة" في الأردن، وتلقى تدريبه العسكري في الكلية العسكرية بالعراق، ليلتحق بعدها بقواعد الثورة الفلسطينية في الأردن وسوريا.
تولى مناصب في "فتح"، وانتُخب في المؤتمر العام الخامس للحركة عام 1989 عضواً في المجلس الثوري، ثم انتُخب في عام 2016 عضواً في المجلس المركزي للحركة.
بدأ حياته البرلمانية عام 1983، حين كان عضواً في المجلس الوطني، وبعدها عضواً في المجلس المركزي، وانتُخب عضوا في المجلس التشريعي عام 1996، ومنذ بداية عمل المجلس التشريعي انتُخب أميناً للسر على مدار ثماني دورات، ورئيساً لكتلة "فتح" البرلمانية.
في العام 2003، تقلد منصب وزير الزراعة في حكومة أحمد قريع، وفي العام التالي انتُخب رئيساً للمجلس التشريعي الفلسطيني.
في تشرين الثاني 2004، تولى فتوح رئاسة السلطة الفلسطينية، إثر وفاة ياسر عرفات، لتنتقل السلطة بعد 60 يوماً إلى محمود عباس، الذي عينه في عدة مواقع، أبرزها الممثل الشخصي لرئيس السلطة الوطنية، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ورئيس دائرة المغتربين في المنظمة، في حين يرأس المجلس الوطني الفلسطيني منذ العام 2022.