icon
التغطية الحية

حفارون ومقاتلون.. هكذا تدعم "قسد" الفرع العراقي من "العمال الكردستاني" في سنجار

2022.02.20 | 05:57 دمشق

000_16g3bw.jpeg
عنصران من "حزب العمال الكردستاني" في العراق - (رويترز)
غازي عنتاب - عبد العزيز الخليفة
+A
حجم الخط
-A

بعد سيطرة قوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان على منطقة سنجار غرب محافظة نينوى العراقية عام 2015، وقعت المنطقة ضحية التنافس بين بغداد وأربيل للسيطرة عليها، كما أن موقع المنطقة على المثلث الحدودي بين سوريا وتركيا والعراق، جعلها هدفا لـ "الحشد الشعبي العراقي" و "حزب العمال الكردستاني" الذي أسس في المنطقة ما يسمى بوحدات حماية سنجار، مستغلاً الخلافات العراقية مع الإقليم، والوضع في سوريا الذي مثل فرصة مثالية لتسهيل حركة عناصره، خاصة أن "العمال الكردستاني" كان يملك ذراعا أخرى في سوريا هي "وحدات حماية الشعب" التي تقود "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) منذ تشرين الأول 2015. ولم توفر الأخيرة أي طريقة لدعم شقيقتها في سنجار، وآخر ذلك الدعم هو نقل مقاتلين عرب وحفارة أنفاق إلى سنجار من مناطق مختلفة في سوريا.

تصدير المقاتلين

مقابل 300 دولار للعنصر انتقل عشرات الشبان العرب من صفوف "قسد" خلال العام الفائت إلى صفوف "وحدات حماية سنجار"، تحت اسم "الجنايز" بحسب مقاتل في "قسد" تحدث لتلفزيون سوريا شريطة عدم ذكر اسمه، بعد أن قضى في منطقة سنجار ثلاثة أشهر، وعاد للعمل في صفوف "قسد". 

يقول المقاتل إنه انتقل بكل سهولة من صفوف "قسد" إلى صفوف فصيل "الجنايز" العامل في منطقة سنجار، وخدم هناك مدة ثلاثة أشهر ثم عاد إلى سوريا، عن طريق التهريب عبر الحدود العراقية. 

وكشف عن وجود نحو 150 سوريا من القرى العربية في ريف مدينة القامشلي وبلدتي اليعربية/ تل كوجر والهول، مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً من هؤلاء يحملون الجنسيتين السورية والعراقية، خاصة من أبناء القرى الحدودية بين البلدين، وأنهم جميعاً خضعوا لدورة "إعداد عقائدي" من قبل كوادر في حزب العمال قبل مباشرة مهامهم في الحراسة والأعمال العسكرية الروتينية، في مناطق غرب وشمال غرب سنجار، وبشكل أساسي في منطقتي الميدان وحصاويك. 

رحلة مغمسة بالدم

يقول المقاتل السابق في سنجار، إن رحلة التهريب مغمسة بالدم لم تعد سهلة بعد سيطرة الجيش العراقي على الحدود وزيادة المراقبة، ويدلل على ذلك بحادثة مقتل شاب من قرية جزعة بريف القامشلي بعد إطلاق النار عليه من قبل الجيش العراقي، وحادثة وفاة شاب من قرية خزاعة بريف القامشلي بعد أن أصيب "بسكته قلبية بسبب الخوف من القبض عليه أو قتله خلال محاولة عبور دفعة من المسلحين العام الماضي".

رحلات الحفارة

ويقول نوار الرهاوي الصحفي في موقع الخابور، إنهم رصدوا في آب 2020 أول حادثة عبور بقصد العمل في حفر الأنفاق بمنطقة سنجار في العراق، بعد إعلان خلية الإعلام الأمني في الجيش العراقي اعتقال عشرات السوريين خلال محاولتهم العبور بشكل غير شرعي إلى العراق. 

ويضيف الرهاوي بحديثه لتلفزيون سوريا، أن الشبان المعتقلين كانوا من قرى الهيشة والكالطة وخنيز بريف الرقة، وقد كانوا في طريقهم إلى العبور إلى مناطق سيطرة "وحدات حماية سنجار" للعمل في حفر الأنفاق، وجرى تسليمهم لنظام الأسد من قبل السلطات العراقية، إذ أفرج عنهم فيما بعد بواسطة من شيخ عشيرة المجادمة خليل الكشة.

ويؤكد "رحلات الحفارة" رئيس الهيئة السياسية في الحسكة، محمود الماضي، كاشفاً أنه تم اعتقال عشرة شبان من قريتي تهامة الشرقية وتهامة الغربية (بگعة) في ريف القامشلي الجنوبي، خلال عملهم في حفر الأنفاق بمنطقة سنجار العراقية، من قبل الجيش العراقي الذي كان يجري عملية أمنية في المنطقة. 

ويضيف الماضي بحديثه لتلفزيون سوريا، أن وساطة عشائرية من شيوخ قبيلتي طي والجبور في الحسكة مع شيوخ قبائل عربية عراقية لإطلاق سراحهم أخفقت حتى الآن في إطلاق سراحهم.

المقاتل السابق في سنجار أكد وجود الحفارة بدوره، وقال إنهم يحفرون الأنفاق في جبل سنجار والمناطق القريبة من الحدود السورية العراقية، بهدف تسهيل حركة المقاتلين بين الطرفين، خاصة بعد توسع الجيش العراقي في منطقة الحدود، وأن رواتبهم أكبر من رواتب المقاتلين إذ يتقاضون 400 دولار أميركي عن كل شهر، ويتم حرمانهم من استخدام الهواتف خوفا من تصوير فيديوهات وصور لمناطق عملهم مثلهم مثل المقاتلين في ذلك.

علاقة تمتد إلى "الحشد"

ويضيف المصدر، أن العمل بالعسكرة ليس جديدا على أهالي المنطقة، فنصفهم عراقيون ويحملون الجنسية العراقية والسورية على السواء، وبالفترة من 2014 إلى 2016 تطوع العشرات من أبناء المنطقة في ميليشيا النوادر بشكل نظامي وبتسهيل من "قسد"، وكان قتلى النوادر السوريون يدفنون في مقبرة "الشهيد عقاب" في اليعربية. و"النوادر" فصيل عسكري عراقي عشائري وأحد مكونات "الحشد الشعبي" العراقي. 

بيت القصيد

وبهذا الصدد يقول الباحث في مركز جسور أنس الشواخ، إن كلاً من "الحشد الشعبي" وحدات "حماية الشعب" التي تقود "قسد" و "حدات حماية سنجار"، تتمتع بعلاقات استراتيجية مع إيران وبعضها يرتبط بعلاقات وجودية مع طهران كـ "الحشد"، أما "الوحدات بشقيها السوري والعراقي فهي مرتبطة بطهران عن طريق الجناح التابع لإيران داخل حزب العمال الكردستاني". 

ويتابع "الشواخ" بحديثه لتلفزيون سوريا، أن "هذا الجناح له دور في تنسيق العمل العسكري بين الأجسام الثلاث خاصة في منطقة المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا". 

من جانبه ذكر الباحث العراقي، غازي العابد، أن إيران " تعمل على بقاء منطقة سنجار رخوة من أجل تسهيل نقل الأسلحة والذخائر إلى سوريا والمحافظة على سهولة حركة ميليشياتها في المنطقة الواقعة على المثلث الحدودي السوري العراقي التركي، خاصة أن خروج المنطقة من يدها يعني بطبيعة الحال نهاية الهلال الشيعي"، وهذا "بيت القصيد" الذي يجمع الأطراف الثلاثة في "سنجار".