icon
التغطية الحية

حرّاقات ترحين.. هدف متكرر للنظام وروسيا وانعدام لوسائل الأمان

2021.03.06 | 11:03 دمشق

photo_2021-02-10_15-06-33.jpg
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

سيطرت فرق الدفاع المدني، صباح اليوم السبت، على الحريق الكبير في منطقة تجمع صهاريج النفط في بلدة ترحين شمال شرقي حلب، بعد استهدافها مساء أمس بصواريخ روسية وأخرى أطلقتها قوات النظام، ونتج عن الحريق مقتل 3 مدنيين ومتطوع في الدفاع المدني.

وأوضح بيان صادر عن وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، أن صاروخاً مصدره الساحل السوري وآخر من معامل الدفاع في سفيرة ضربا صهاريج محملة بالنفط في معبر الحمران التجاري الذي يربط مناطق سيطرة الجيش الوطني بمناطق سيطرة قسد في تمام الساعة السابعة من مساء يوم أمس، ما أدى إلى احتراق عدد من الصهاريج. ويقع معبر الحمران شمال شرقي مدينة الباب وجنوبي مدينة جرابلس.

 

photo_2021-03-05_21-58-12.jpg

 

ولكن الحريق الأكبر وقع في منطقة تجمع صهاريج النفط وتكريره في بلدة ترحين، حيث استهدف المنطقة في تمام الساعة الثامنة ليلاً صاروخان من طراز أرض - أرض أحدهما أُطلق من مطار كويرس، والثاني من رادار شغالة.

وأظهرت تسجيلات مصورة بثها ناشطون لحظة انفجار الصهاريج و"حرّاقات" التكرير البدائية، وكذلك بثّ الدفاع المدني تسجيلات لعمليات الإنقاذ وإطفاء الحرائق الكبيرة.

 

 

 

 

ونشر ناشطون صوراً لبقايا صاروخ من نوع توشكا الذي تمتلك قوات النظام أعداداً كبيرة منه، وتستخدمه في الآونة الأخيرة في قصف مناطق سيطرة المعارضة، حيث تنطلق معظم هذه الصواريخ من معامل الدفاع في سفيرة جنوبي مدينة حلب.

 

photo_2021-03-06_00-50-49.jpg

 

وتسبب القصف الصاروخي على المنطقتين بمقتل 3 مدنيين والمتطوع في الدفاع المدني السوري أحمد الواكي، وأصيب 27 آخرون.

واستقدم الدفاع المدني ليل أمس 10 منظومات إطفاء من محافظة إدلب إلى منطقة ترحين، وكميات كبيرة من المواد المخصصة لإطفاء المواد البترولية.

خسائر مادية كبيرة

قال مراسل تلفزيون سوريا: إن عدد الصهاريج المحترقة والمتضررة من جراء حريق الليلة الماضية بلغ قرابة 100 صهريج، ونقل المراسل عن سائقي صهاريج أن ثمن القاطرة والصهريج يبلغ 25 ألف دولار أميركي على الأقل، في حين تباع الشاحنات الصغرى بقرابة 10 آلاف دولار.

وكذلك احترقت سيارة إطفاء تابعة للدفاع المدني وتضررت أخرى.

انعدام وسائل السلامة العامة في ترحين

وقالت مصادر لموقع تلفزيون سوريا: إن فرق الدفاع المدني عملت خلال إطفاء الحريق على فتح الساتر الترابي الذي يحيط بمنطقة تجمع الصهاريج حيث لا يوجد لهذه المنطقة إلا مخرج واحد.

وعانت فرق الدفاع المدني من عدم وجود آبار مياه قريبة من المنطقة، وكذلك لا توجد آبار مياه وأنظمة سلامة عامة في منطقة تجمع الصهاريج والحراقات، ما اضطرها إلى قطع مسافات طويلة إلى مدينة جرابلس لتعبئة خزانات سيارات الإطفاء.

 

 

وبسبب الانفجارات المتتالية وتمدد النار من صهريج وقود إلى آخر، ترك معظم السائقين صهاريجهم وفروا من المنطقة، في حين قالت المصادر: إن بعض السائقين برروا تركهم للصهاريج بأنهم غير مستعدين للمخاطرة بأرواحهم وأن الصهاريج ليست ملكهم وهي من ملك تجار النفط في المنطقة، وأيضاً ادعوا أن الجيش الوطني منعهم من إخراج صهاريجهم من منطقة التجمع داخل الساتر الترابي قبل أن يدفعوا مبلغ الضريبة وهو 500 دولار أميركي للصهريج الكبير.

لكن المصادر ذاتها والتي كانت حاضرة الليلة الماضية في المنطقة، أكدت أن الجيش الوطني سهّل مرور سيارات الإطفاء والإسعاف ولم يطلب من السائقين أي مبلغ مقابل إخراج صهاريجهم وبعد أن امتنع السائقون عن ذلك، قام عدد من مقاتلي الجيش الوطني بإخراج ما استطاعوا من الصهاريج.

ترحين.. هدف متكرر للنظام وروسيا لقطع الوقود عن مناطق المعارضة

وترحين هي المنطقة التي تتجمع فيها صهاريج النفط التي تدخل إلى مناطق سيطرة المعارضة من معبر الحمران، وهنالك تفرغ الصهاريج النفط في مستودعات الحراقات لتكريره بطرق بدائية ثم بيع مشتقاته في كامل مناطق سيطرة المعارضة، ويأخذ الجيش الوطني مبالغ محددة عن كل برميل نفط يدخل إلى المنطقة.

واندلعت 4 حرائق في ترحين عام 2019 بسبب عملية التكرير البدائي والتي تنفجر فيها مادة البنزين المشتقة من النفط الخام، وقصف طائرات حربية في الـ 25 من تشرين الثاني من العام نفسه ما أدى إلى مقتل 3 وإصابة عدد من المدنيين.

أما في العام المنصرم 2020، فقد شهدت المنطقة 5 حرائق كبيرة بسبب التكرير البدائي، في حين استهدفت طائرات مسيرة مجهولة المصدر الصهاريج في الـ 20 من كانون الأول 2020.

وسبق أن قُتل مدني وأصيب 6 آخرون، من جراء قصف صاروخي مجهول المصدر، استهدف سوق الفيول في منطقة الدابس جنوبي جرابلس بريف حلب الشرقي، في 23 تشرين الأول عام 2020.

وفي التاسع من شباط الفائت استهدفت قوات النظام وروسيا حراقات ترحين بصاروخين من طراز توشكا، ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وجرح أربعة آخرين، كما أدى الاستهداف إلى اندلاع حرائق ضخمة جداً بسبب طبيعة المنطقة التي تضم عدداً كبيراً من خزانات الوقود ومصافي التكرير البدائية.