icon
التغطية الحية

حركة شراء ضعيفة لـ ملابس العيد بدمشق وسط ارتفاع التكاليف

2022.07.08 | 06:33 دمشق

أحد أسواق دمشق (سانا)
أحد أسواق دمشق (سانا)
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

انعكس انخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية وارتفاع أسعار الكهرباء والوقود، على حركة الشراء في أسواق مدينة دمشق بشكل كبير وخصوصاً قبيل حلول عيد الأضحى المبارك، وسط اتهام المواطنين للتجار برفع أسعار بضائعهم بطريقة غير منطقية، متحججين بارتفاع تكاليف الإنتاج والإيجارات.

وقال أحد تجار سوق الصالحية بدمشق لموقع تلفزيون سوريا، إنه يبيع القميص الرجالي بمبلغ 75 ألف ليرة سورية، مع وجود هامش للمفاصلة مع الزبون بما لا يزيد عن 5 آلاف ليرة.
وأرجع سبب ارتفاع الأسعار إلى زيادة سعر البضائع من الموردين 25 في المئة مقارنةً بسعرها خلال فترة عيد الفطر، كما زاد آجار المحل أكثر من 25 في المئة أيضاً، في حين ارتفعت أسعار الكهرباء التجارية، وأسعار المحروقات لتشغيل المولدات، وسط الركود في الأسواق.
وأشار أيضاً إلى أن المصنعين بدورهم ارتفعت عليهم كلف الإنتاج من كهرباء ومحروقات وأسعار خيوط مستوردة وغيره من متطلبات الإنتاج، ناهيك عن ارتفاع أسعار النقل من المعامل إلى الموردين الوسطاء.
وخلال جولة في أسواق الصالحية والشعلان والحمرا، أكد معظم أصحاب المحال معاناتهم من ارتفاع الكلف وانخفاض البيع وعدم قدرتهم على خفض الأسعار أكثر مما هي عليه لتتناسب ومستوى الدخل في سوريا.
ووصل سعر البنطال الرجالي في الشعلان إلى 100 ألف ليرة في المحال العادية وتجاوز الـ130 ألفا في الماركات، بينما بدأ سعر القمصان من 60 ألف ليرة ويصل إلى 95 ألف، وأيضاً تراوحت أسعار الكنزات بين 50 إلى 70 ألف ليرة.
وتساوت أسعار الملابس الرجالية مع النسائية تقريباً، بينما تراوح سعر الحقيبة النسائية بين 35 و 75 ألف ليرة، وقد تزيد أكثر تبعاً للجودة والماركة ومصدرها خاصة إن كانت مهربة وهذه النوعيات تجاوزت المئة ألف ليرة.

بضائع في أسواق دمشق للميسورين فقط

صاحب محل أحذية في الصالحية، يعرض على الواجهة أحذية فاق سعرها الـ100 ألف ليرة، قال إن بضاعته مستوردة تهريباً، وأقل قطعة لديه سعرها 100 ألف ليرة في حين تصل الأسعار إلى 400 ألف ليرة لبعض الأحذية "الكوبي أورجينال" نخب أول.
يستهدف عمران وهو صاحب المحل الشريحة الميسورة، بحسب حديثه، فهي الشريحة القادرة على الشراء فقط، ويضيف "سعر الحذاء الصناعة المحلية وهو تقليد للماركات العالمية يباع بين 40 إلى 50 ألف ليرة، بينما تبدأ الأسعار المستوردة من الصين وفيتنام وتايلند بـ100 ألف ليرة، وهناك شريحة لا تثق بالمنتج المحلي السيئ والذي لا يتناسب مع سعره، لذلك تتجه لشراء المستورد.
وأضاف "عندما تشتري حذاءً محلي الصنع، فإنك تشتريه لستة أشهر أو عام، وجودته سيئة، وحتى جودة التقليد للماركة العالمية منخفضة وغير متقنة، لذلك لا تجذب الشريحة الميسورة التي تشتري الجودة الأعلى بسعر أعلى".
رغم ذلك، يشتكي عمران من حملات الجمارك وما يترتب عليها من نفقات إضافية شبه يومية عبر دفع الرشاوى، إضافة إلى ارتفاع الضرائب على العقار ورفع صاحب المحل آجاره للضعف.
وأضاف: "صحيح أن سعر القطعة مرتفع بالنسبة لمستوى الدخل في سوريا لكنها تبقى رخيصة فالمئة ألف ليرة تساوي 25 دولاراً فقط وهامش ربحنا في القطعة لا يزيد على 3 دولارات (12 ألف ليرة).

بضاعة "ستوك" في أسواق شارع الثورة

على المقلب الآخر، ينادي صاحب إحدى بسطات الأحذية في شارع الثورة على بضاعته "أرخص من الفجل البوط عنا بـ10 آلاف ليرة"، وتجمهر حوله المارة لاختيار ما يناسبهم، لكن بتفحص البضائع وصفها البعض بأنها "مثل الكرتون"، قاسية جداً وشكلها غير متناسق ومصنوعة من مواد سيئة.
في ذات الشارع كانت الخيارات أوسع لمن يبحث عما يناسب دخله، فيمكن للشخص أن يشتري كنزة بـ15 ألف ليرة وبنطالا بـ25 – 30 ألف ليرة، لكنها بجودة متدنية جداً.

الحلويات لم تسلم من ارتفاع الأسعار في دمشق

ليست الملابس وحدها من طالها ارتفاع تكاليف الإنتاج وانعكس ذلك على ارتفاع سعرها، فحتى محال الحلويات تعاني حالياً من انخفاض الطلب نتيجةً لذلك، حيث وصل سعر كيلو المبرومة الجيدة إلى 100 ألف ليرة، والبلورية والبقلاوة إلى 75 ألف ليرة، بينما وصل سعر كيلو معمول العجوة إلى 30 ألف ليرة.
رئيس مجلس إدارة الجمعية الحرفية لصناعة الحلويات والمرطبات بدمشق بسام قلعجي أكد لصحيفة "تشرين" أن حجم المبيع قبل العيد لم يتجاوز الـ20 في المئة، مشيراً إلى أن سبب ارتفاع الأسعار هو ارتفاع تكاليف الإنتاج.

مليون ليرة سعر ملابس العيد والحلويات لعائلة من 5 أفراد

في ذات السياق أقل مبلغ يمكن أن ترصده عائلة من 5 أشخاص لـ4 أيام العيد تريد أن تشتري الملابس والأحذية والحلويات، هو مليون ليرة سورية، وفقاً لحسام (ش) وهو رب عائلة من 5 أشخاص، وقال "لم أحسبها بالورقة والقلم، لكن تبعاً لما رأيته من أسعار أحتاج مليون ليرة على أقل تقدير، بينما راتبي من وظيفتي كمحاسب لا يزيد على 600 ألف ليرة في الشهر.
راتب حسام أفضل بكثير من أبو أمجد (65 عاما) الذي لا يتجاوز الـ350 ألف ليرة وهو يعمل آذناً في إحدى الشركات وسط دمشق، صحيح أن أولاده باتوا يعتمدون على أنفسهم، وهو لا يعيل سوى زوجته، إلا أنه أكد عدم كفاية راتبه للطعام والشراب، وبالكاد يستطيع شراء الملابس المستعملة من "سوق الحرامية" على حد تعبيره.
وفضلا عن سوء الوضع الاقتصادي الاعتيادي في سوريا، يتزامن عيد الأضحى هذا العام مع أزمة اقتصادية عالمية نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي رفعت أسعار الغذاء والطاقة، وكل ذلك انعكس على أسعار المواد الاستهلاكية عالمياً ورفع من كلف الإنتاج، وكان لذلك آثار مضاعفة على سوريا نتيجة ضعف بنية اقتصادها.

توقعات بانخفاض الطلب على ملابس العيد في دمشق

وسبق أن رجّح عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها نور الدين سمحا، أن يكون الطلب على شراء الملابس خلال عيد الأضحى في سوريا ضعيفاً جداً أو شبه "معدوم"، كذلك ارتفعت أسعار المواد الأولية المستوردة من الخارج، والتي تدخل في إنتاج الألبسة مثل الخيط والأقمشة، بنسبة 30% وهي بارتفاع مستمر، ما أدى إلى انخفاض استيرادها إلى سوريا بنسبة تزيد على 40%.

واستغنى كثير من السوريين في مناطق سيطرة النظام عن شراء اللحم الأحمر، ومؤخراً الفروج والبيض نتيجة ارتفاع أسعارها، وازداد الأمر سوءاً مع رفع الدعم عن آلاف العائلات وارتفاع سعر المازوت والخبز إلى أكثر من الضعف، في ظل انهيار الليرة السورية وتلاشي قيمتها الشرائية مع تدني الرواتب في القطاعين العام والخاص.