icon
التغطية الحية

حرستا بين واقع خدمي متدنّ وفساد "النظام" وإهماله |صور

2022.06.12 | 12:19 دمشق

حرستا
واقع خدمي متردّ في مدينة حرستا بغوطة دمشق الشرقية (تلفزيون سوريا)
ريف دمشق - جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

أكثر من أربع سنوات على سيطرة النظام السوري بدعم روسي وإيراني على مدينة حرستا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وما تزال المدينة تعاني نقصاً في الخدمات كلها، وسط سوء الوضع المعيشي وفساد مجلس البلدية وامتناعه عن تخديم أحيائها.

وتفتقر حرستا إلى الاستقرار والأمان وتوصف اليوم كمدينة منكوبة، بنيتها التحتية معدومة وشوارعها محفَّرة مليئة بالردم رغم وجود أكثر من 20 ألف نسمة فيها على مساحة تبلغ أكثر من 25 كم2، وعدد سكان كان يُقدر بنحو 250 ألف نسمة عام 2011. تعرّضت إلى دمار كبير في البنية التحتية قُدر بنحو 80% من أبنيتها التي تبدو اليوم مُتصدعة بفعل القصف والاشتباكات التي حدثت بها، قبل سنوات.

واقع خدمي مُزر

رغم عودة العديد من السكّان إلى حرستا، منذ العام 2018، ما تزال أحياء منطقة الحدائق وخلف الفرن الآلي ومحيط جامع "عبد الله بن عمر"، بلا خدمات رئيسية، إذ "لا مجاري ولا ماء ولا كهرباء ولا هواتف"، كما قال صبحي العص لموقع تلفزيون سوريا.

وأضاف "العص" - رجل أربعيني يعمل في الزراعة - أنّه "حتى الأمان مفقود، إذ تكثر السرقات ضمن الأحياء"، ويعود ذلك لأسباب عديدة منها: ترميم السكّان لمنازلهم بطرق بدائية من حيث الأبواب والنوافذ، أغلبها من النايلون والكرتون والخشب الرقيق.

ويواجه المئات من أبناء حرستا مصيراً مشابهاً لـ صبحي، وسط شح الخدمات وافتقار كثير من السكان لأبسط مقومات الحياة في صراع البقاء وديمومة الحياة لمن تبقى من أهلها.

كذلك يُعاني السكّان من كثرة الحُفر في الشوارع وتراكم الردم وتصدّع الكثير من الأبنية، ويقول صالح (39 عاماً) وهو عامل في ورشة بناء، إنّ "شوارع حرستا لم تزفت حتى اليوم، وما تزال الطرق الفرعية بين الأحياء ترابية تملؤها الحُفر، وفتحات الصرف الصحي بدون أغطيتها ما يشكّل خطراً على السكّان، خاصةً الأطفال".

ويوضّح صالح في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا أنّ "البلدية منذ أربع سنوات تعدهم بفتح طريقي عربين ودوما"، وهذا لا يتطلب أموالاً وينشط حركة المدينة عبر الباصات التي تمر عبر الطريقين، وتُخدّم حرستا وسكّانها.

أما خديجة (50 عاماً) فلديها منزل في حرستا 4 غرف وصالون، لكنها تعيش في بيتٍ مستأجر بالعاصمة دمشق، وتقول: "أعيش اليوم على أمل تحسّن خدمات المنطقة كي أعود إلى منزلي، ولكن يبدو أنها لن تتحسن في الوقت القريب". 

أين المنح الخارجية؟

يتساءل سكّان حرستا عن المنح الخارجية من دولة اليابان والأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى والتي دخلت إلى مجلس البلدة بهدف إزالة الأنقاض وترحيلها؟

يقول صالح: "ما تزال الأحياء الممتدة من حي العجمي والحدائق وجسرين وإدارة المركبات تحوي مئات آلاف الأمتار من الردم  والأنقاض بانتظار الترحيل رغم ترحيل الأنقاض والردم من أحياء أخرى"، متسائلاً لماذا تُرحل الأنقاض من أحياء دون أخرى، وأين أموال البلدية المرصودة لإعادة تأهيل المدينة؟

وفي وقت سابق من العام 2020، قال رئيس بلدية حرستا عدنان الوزة في تصريحات صحفية إنه "تم ترحيل 160 ألف متر مكعب من الأنقاض الموجودة في شوارع المدينة منها 90 ألف متر مكعب بالتعاون مع (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية - UNDP)، و70 ألف متر مكعب عن طريق الشركة العامة للطرق والجسور التابعة للنظام".

مدينة بلا كهرباء

لا ينفصل سوء الخدمات في حرستا عن واقع الكهرباء السيئ في دمشق وريفها، لكن حرستا كمدينة تُعاني من انقطاع الكهرباء لأيام وليس لساعات كما في غيرها من باقي المدن السورية، وذلك بحسب سكّان من المدينة التقاهم موقع تلفزيون سوريا.

وتعاني أحياء عدة في حرستا من انقطاع الكهرباء المتكرّر، مع وجودها في أحياء أخرى تتمركز فيها عناصر أمنية تابعة للنظام السوري، كما قال صالح لـ موقع تلفزيون سوريا، ويضيف: "ليس فقط الكهرباء حتى المياه نعاني من انقطاعها الدائم ونضطر دوماً لشراء المياه من الصهاريج، إذ تبلغ تعبئة خزان مياه (10 براميل) 25 ألف ليرة سوريّة".

لا وجود للخدمات الطبية

وفي ظل هذا الواقع الخدمي المزري، تفتقر مدينة حرستا إلى الخدمات الطبية، باستثناء مستوصف طبي يعمل فقط خلال ساعات الدوام الرسمية، إذ ما يزال مشفى حرستا خارج الخدمة باستثناء خدمة العيادات، وفق ما  صرّح مدير صحة ريف دمشق ياسين نعنوس لجريدة "الوطن" المقرّبة من النظام.

اقرأ أيضاً.. واقع القطاع الطبي في مناطق النظام السوري.. الغوطة نموذجاً

وأضاف نعنوس أنَّ المشفى بانتظار وضعه بالخدمة بشكل كامل في الفترة المقبلة بعد افتتاحه، وذلك بعد أن تمت إعادة تأهيله عن طريق منظمة الصحة العالمية والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بمنحة يابانية.

على النقيض من ذلك تعيش بعض المدن الأخرى كـ داريا وعربين في غوطتي دمشق الغربية والشرقية، وضعا خدميا أفضل بفضل تعاون الأهالي وتجّار المدينتين على تحسين الخدمات، في حين تعاني حرستا - بحسب سكّانها - من إهمال "حكومي" على جميع الأصعدة، وسط فساد البلدية وعدم تجاوبها مع مطالب السكّان لتحسين مدينتهم.