icon
التغطية الحية

حادث في أربيل يكشف برنامج عمليات أميركي سري للطائرات بدون طيار

2021.05.05 | 10:35 دمشق

pipistrel-socom-top.jpg
طائرة "Pipistrel" بدون طيار التي استخدمتها قيادة العمليات الخاصة الأميركية ضمن برنامج طائرات التحمل الطويل
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

سلّط تحقيق أجراه موقع "ذا وور زون" الضوء على طائرة من دون طيار، استخدمتها قيادة العمليات الخاصة المشتركة التابعة للجيش الأميركي "JSOC"، بشكل غير معلن في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هذه الطائرة مصممة لتكون "أكثر هدوءً وأقل كلفة".

والطائرة، المستوحاة من طائرة "بيبستريل سايناسPipistrel Sinus "، كانت ضمن برنامج يسمى "LEAP" للطائرات شديدة التحمل التي تحلق لفترات زمنية طويلة، ويعتقد أن إحدى هذه الطائرات سقطت في مطار أربيل الدولي في العراق، العام الماضي، وفق ما نقلت قناة "الحرة" الأميركية.

ووفقا لنسخة منقحة من تقرير الحادث الرسمي الذي حصل عليه موقع "وور زون"، سقطت الطائرة من دون طيار فجأة وبشكل غير متوقع في أثناء هبوطها في المطار بعد طلعة جوية، بينما لم يتحدث التقرير عن السبب المباشر للحادث وأي عوامل مرتبطة به، ويذكر فقط سوء الأحوال الجوية فوق أربيل، ويتحدث عن مهمة غير معروفة خلال طلعة جوية.

ولا يقدم تقرير الحادث الرسمي وصفا تفصيلياً لطائرة "LEAP"، لكنه يقول إن الطائرة مملوكة للحكومة الأميركية، وتديرها شركة متعاقدة، هي شركة خدمات التكنولوجيا "TSC".

 

message-editor_1620149099591-pipistrel-military-drone.jpg

 

message-editor_1620148539029-pipistrel-aperture.jpg

 

وكان البنتاغون أعلن، في 14 نيسان من العام 2020، أن قيادة العمليات الخاصة الأميركية رفعت كلفة عقدها مع الشركة لدعم تطوير طائرات "LEAP "، والتي "توفر الطائرات وقطع الغيار اللازمة للحصول على قدرة استخباراتية كاملة في قيادة العمليات الخاصة المشتركة "JSOC"، وفي شباط من هذا العام، تم رفع سقف الكلفة مرة أخرى.

وفي كانون الأول من العام 2019، أعلن مختبر أبحاث القوات الجوية "AFRL" أن مركز الابتكار السريع التابع له أكمل سلسلة من اختبارات الطيران في ولاية يوتا الأميركية، لدعم ما يسمى الطائرات فائقة التحمل "Ultra LEAP".

وانتهت الاختبارات بعرض طيران مستمر لمدة يومين ونصف اليوم، لهيكل طائرة تجاري عالي الأداء وفعال من حيث الكلفة، ورياضي تم تحويله إلى نظام مؤتمت بالكامل، يتمتع بقدرات إقلاع وهبوط مستقلة.

وقال مختبر أبحاث القوات الجوية في ذلك الوقت إن النظام قد يكون جاهزا للعمل الميداني في أقرب وقت ممكن في العام 2020.

وقالت القوات الجوية إن الأمر استغرق 10 أشهر فقط للانتقال إلى الرحلة الأولى، وإن المستوى العالي من الأتمتة من شأنه ببساطة تدريب المشغلين ومتطلبات الدعم اللوجستي، بالإضافة إلى المساعدة في الحفاظ على تكاليف التشغيل والصيانة منخفضة.

 

مختبر أبحاث القوات الجوية الأميركية حولها إلى نظام جوي من دون طيار

ونقل موقع "وور زون" عن المتحدث باسم "SOCOM"، تأكيده أن "برنامج LEAP لقيادة العمليات الخاصة الأميركية يتضمن طائرة بيبستريل التي تم تحويلها بواسطة مختبر أبحاث القوات الجوية إلى نظام جوي من دون طيار".

وأضاف المتحدث "قامت SOCOM بتقييم الطائرة، حيث نعمل مع خدماتنا العسكرية وشركائنا في الصناعة لتحديد حلول الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المحمولة جواً منخفضة الكلفة وعالية التحمل، هذا النظام الجوي من دون طيار يتم تشغيله بواسطة متعاقد ولديه حمولة يتضمن مجموعة من أجهزة استشعار واستخبارات الإشارات والفيديو بالحركة الكاملة ".

وقالت شركة "بيبستريل"، في بيان لها، إن مختبر أبحاث القوات الجوية أظهر "ملاءمة الطائرات الخفيفة بيبستريل لمهام "SOCOM"، وتحدث البيان عن مزاياه، مثل قدرة التصوير بالليزر التي يمكن أن تكشف عن الأشياء التي قد تكون مدفونة في أعماق معينة تحت الأرض، مثل المتفجرات أو مخابئ الأسلحة.

وتقوم الشركة حالياً بتسويق نموذج آخر لطائرات "Surveyor" من دون طيار، الذي يرتبط أيضا بتصميم "Sinus"، وتقول إنها يمكنها التحليق على ارتفاعات تصل إلى 30 ألف قدم، وتبقى في السماء لمدة تصل إلى 30 ساعة، وتغطي مسافة إجمالية تصل إلى ما يقرب من 2800 ميل، اعتمادا على الحمولة، والارتفاع.

وليس من الواضح أين كانت طائرة "LEAP" التي تحطمت تحلق قبل وقوع الحادث، رغم أن تقرير الحادث يقول إنها أكملت مدارها ما بين سبع و10 ساعات، ويشير إلى أن المشغل طلب تحويل مهمته إلى منطقة أخرى قبل اتخاذ قرار بإعادتها إلى أربيل.

ومن غير الواضح أيضا ما إذا كانت طائرات "LEAP" من دون طيار تعمل، أو لا تزال، تعمل من أي مواقع أخرى في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر حول العالم، كما ليس من الواضح تماماً المدة التي استغرقتها "JSOC" لتحليق طائرات "LEAP"، أو أي طائرات سابقة مأهولة أو بدون طيار تستند على تصميمات بيبستريل. 

وقال موقع "وور زون" إن طائرات "LEAP" تقدم بديلاً منخفض الكلفة للطائرات من دون طيار الحالية، مشيراً إلى أنه على سبيل المثال، بلغت قيمة العقد الذي منحه البنتاغون لشركة "جنرال دايناميكس" لإنشاء طائرة "MQ-9" واحدة لوزارة الدفاع البريطانية حوالي 13 مليون دولار، وهو ما يمثل نحو أربعة أضعاف القيمة المعلنة لطائرة "LEAP" التي تحطمت في أربيل.

 

ما مواصفات طائرة "LEAP"؟

فضلاً عن الكفاءة العالية التي تتمتع بها، تستطيع طائرة "LEAP" التجول فوق منطقة معينة لفترة طويلة من الزمن، ومن دون إصدار أصوات عالية، وتتميز بتصميم خارجي لا يثير الشك إذا تم اكتشافها، وهو ما يوفر فوائد ضخمة لمراقبة أنشطة الأفراد أو المجموعات الصغيرة والمساعدة في إنشاء ما يسمى أنماط الحياة.

وتظهر الصور ومقاطع الفيديو لطائرات من دون طيار تقليدية بشكل روتيني على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يدل على أنه من السهل نسبياً التعرف إلى تلك الطائرات، خاصة عندما يتعين عليها الطيران على ارتفاعات منخفضة، ومنها ما رصده مصور محلي في ريف إدلب الشمالي.

 

 

وتقول شركة "بيرستيل" عن نموذج "Surveyor" إنها "أكثر هدوءاً وتبدو وكأنها طائرة رياضية ترفيهية غير واضحة ولا يتم التعامل معها بشكل مريب"، وكذلك "يمكن تفكيكها بسهولة في أقل من 15 دقيقة، وليست هناك حاجة إلى حظيرة طائرات، ويمكن لعربة عادية جر الطائرة، ولا حاجة إلى وسيلة نقل خاصة."

 

 

وهذا من شأنه أيضاً أن يجعل من السهل نشر وتشغيل هذه الطائرات من دون طيار في تكتم شديد، حتى من المواقع ذات البنية التحتية المحدودة، بحسب الشركة.

وتقول الشركة أيضاً عن طائرتها إنه "يمكنها الإقلاع والهبوط على العشب أو الأسطح غير المجهزة، وليس فقط المدارج الصعبة".