icon
التغطية الحية

حادث على طريق الـ M4 يكشف أولويات "حكومة الإنقاذ" في إدلب

2021.01.10 | 05:24 دمشق

imageonline-co-logoadded_13.jpg
إدلب - فائز الدغيم
+A
حجم الخط
-A

أثارت حادثة وفاة رجل وإصابة اثنين آخرين في محافظة إدلب جراء حادث مروري قبل أيام على الطريق الدولي حلب – اللاذقية M4، استياءً في أوساط المدنيين في المحافظة.

وتوفي الشاب جميل قدري من ريف إدلب الشمالي، وأصيب رجلان كانا برفقته خلال سيرهم على الطريق الدولي M4 عند جسر النحل، حيث سقطت سيارتهم جراء إزالة الجسر الخشبي الموضوع على الطريق منذ أعوام، بهدف بناء جسر إسمنتي مكانه، لكن دون وضع لوحات تحذيرية للسائقين على الطريق، والاكتفاء بإقامة تحويلة طرقية قرب الجسر لا يعرفها إلا أبناء المنطقة والمارون على الطريق نهاراً وبسرعة منخفضة.

 

134645832_2988468924522884_555987382214616575_n.jpg

 

وأسعفت فرق الدفاع المدني المصابين ونقلت المتوفى وأخرجت السيارة، ثم قامت الفرق بوضع سواتر ترابية ولواصق تحذيرية وأشرطة فوسفورية بهدف تنبيه السائقين على الطريق منعاً لوقوع حوادث أخرى، وذلك بحسب محمد حمادة المسؤول الإعلامي في المديرية الجنوبية في الدفاع المدني السوري.

 

 

ما قصة تفجير جسر النحل؟

 قامت كتائب الجيش السوري الحر في التاسع من تشرين الثاني عام 2012 بتفجير جسر النحل قرب بلدة محمبل على الطريق الدولي حلب - اللاذقية M4 بهدف قطع إمدادات النظام نحو حواجزه وثكناته التي كانت تنتشر في مدينتي أريحا وإدلب ومعسكرات المسطومة والقرميد والفوعة وكفريا.

وخصصت قوات النظام حينها هذا الطريق السريع كطريق عسكري فقط وحرم المدنيين من استخدامه وكان من المتوقع دخول طريق حلب اللاذقية العمل أواخر عام 2011 لكن اندلاع الثورة السورية أدى لإيقاف الشركة الكويتية المنفذة للمشروع (مجموعة الخرافي) لأعمالها في الطريق، ليقوم نظام الأسد بتحويله إلى طريق إمداد لقواته كونه يختصر المسافة ما بين مدينتي حلب واللاذقية من ثلاث ساعات إلى ساعة ونصف والمسافة من 190 كم على الطريق القديم إلى 100 كم على هذا الطريق الذي نفذ بمواصفات عالمية وضم 80 جسراً و250 عبارة و49 تحويلة طرقية.

 

 

ورغم تفجير الجسر إلا أن نظام الأسد استمر باستخدام هذا الطريق كخط إمداد لقواته بعد قيامه ببناء جسر عسكري مصنوع من الخشب والحديد مكان جسر النحل الذي تعرض للتفجير.

وبقي الطريق يعمل بواسطة هذا الجسر الخشبي حتى بعد سيطرة فصائل المعارضة عليه منتصف عام 2015 وتحويله إلى طريق حيوي يربط مناطق سيطرتها في حلب وسراقب مع جسر الشعور وسهل الغاب.

مع بدء تيسير الدورات الروسية التركية المشتركة على طريق M4  في نيسان من عام 2020 عاد جسر النحل ليتصدر عناوين الأخبار في وسائل الإعلام، حيث تعرض للتفجير بعبوات ناسفة مرات عديدة من قبل تنظيمات أو مجموعات رافضة لتسيير الدوريات مع الروس، ووجهت أصابع الاتهام حينها لفصيل حراس الدين بالوقوف خلف تلك التفجيرات كونه يرفض تسيير الدوريات ويتخذ من المنطقة القريبة من الجسر معقلاً له، لكن الفصيل لم يتبنَ أي من تلك التفجيرات.

 

 

 

ما علاقة حكومة الإنقاذ؟

رغم الخلافات القائمة بين تركيا وروسيا في عين عيسى شمالي الرقة ومدينة الباب شرقي حلب، إلا أن الحديث كثر مؤخراً في الأوساط الشعبية في إدلب، عن فتح الطريق الدولي M4 الذي يربط اللاذقية بحلب ومنها نحو الحدود السورية العراقية وذلك بتنسيق روسي تركي، وهو ما يرى ناشطون بأنه يطبّق على أرض الواقع في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة وتركيا في إدلب، حيث وضع الجيش التركي العديد من النقاط العسكرية على جانبي الطريق بهدف حمايته فضلاً عن قيام قواته بعمليات فحص وإزالة دورية للألغام التي يزرعها مجهولون بين الفينة والأخرى، وعزمها البدء بوضع محارس مضادة للرصاص على الطريق، هذا بالتوازي مع قيام وزارة الإدارة المحلية والخدمات التابعة لحكومة الإنقاذ بتعبيد الأجزاء المتضررة من الطريق والذي تعرض سابقاً لقصف جوي ومدفعي من قبل روسيا والنظام بالإضافة لعمليات حفر وتجريف في بعض أجزائه من قبل الفصائل الرافضة لتسيير الدوريات الروسية التركية المشتركة.

اقرأ أيضاً: القوات التركية تبدأ بتوزيع المحارس على طريق (M4) في إدلب |فيديو

وسبق ذلك قيام كل من هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني بإزالة حواجزهما العسكرية من على الطريق تزامنا مع تسيير الدوريات، وجاءت عملية إزالة الجسر الخشبي والبدء ببناء جسر إسمنتي كخاتمة لأعمال تأهيل الطريق بعد إزالة الحواجز العسكرية، وتعبيد الأجزاء المتضررة من الطريق.

 

 

تواصل موقع تلفزيون سوريا مع حكومة الإنقاذ عبر مدير علاقاتها الإعلامية "مُلهم الأحمد" بهدف الوقوف على تفاصيل الحادثة ومعرفة تبعاتها، إلا أن الأحمد لم يُقدم أي رد.

فيما أفادت مصادر مقربة من حكومة الإنقاذ ورفضت الكشف عن هويتها بأن الحكومة لم تعمل على محاسبة المقاول المشرف على مشروع بناء الجسر الإسمنتي لإهماله اتخاذ إجراءات السلامة للسائقين على الطريق، وبحسب المصادر فإن موضوع محاسبة المقاول أغلق بطلب من شخصيات ذات سطوة، وذلك بعد فتحه للنقاش داخل الحكومة، وتم طيه بحجة أن عائلة المتوفى لم ترفع دعوى قضائية.

 

 

وتواصل موقع تلفزيون سوريا مع شقيق المتوفى، والذي أكد عدم حسم عائلته لقرارها في رفع دعوى قضائية ضد الجهة المنفذة لمشروع الجسر من عدمه، لكنه انتقد الإهمال الكبير وغياب الرقابة على تنفيذ مشاريع كهذا.

بدوره اعتبر الناشط الاعلامي براء الرزوق أن حكومة الإنقاذ تسعى لتطبيق المهام الموكلة إليها تمهيداً لتطبيق الاتفاقات الدولية وفتح الطرقات، رغبة منها بالحصول على عائدات مالية، غير آبهة بسلامة المدنيين في إدلب.