icon
التغطية الحية

حاجز بلدة "بقرص" بدير الزور.. البقرة الحلوب لـ "الفرقة الرابعة"

2021.01.10 | 15:31 دمشق

aaaaa.png
حاجز لقوات نظام الأسد في محافظة دير الزور (دير الزور 24)
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

تنقسم السيطرة على محافظة دير الزور بين قوتين رئيسيتين هي "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وقوات نظام الأسد مدعومة بقوات روسية وميليشيات إيرانية، ويفصل بين مناطق سيطرة الطرفين نهر الفرات، الذي نشطت عليه حركة تهريب يقودها أتباع للطرفين منذ عام 2017.

وأدى الوضع القائم في دير الزور الغنية بالثروة النفطية إلى نشوء علاقة نفعية بين النظام و"قسد"، أساسها تبادل النفط بين الطرفين، إذ يورد أتباع "قسد" إلى شركة "القاطرجي" صهاريج النفط الخام في المقابل تعيد الشركة جزءاً منه بعد تكريره بمصافي النظام، إلى جانب إدخال مواد تفتقر إليها "الإدارة الذاتية" التي تنتشر على مساحات واسعة من دير الزور.

اقرأ أيضاً: استهداف شاحنات تنقل النفط ومقرٍّ لـ"YPG" شرق دير الزور

ولإنجاز هذه المهمة لجأ الطرفان إلى إحداث معابر نهرية تربط طرفي النهر مخصصة للتهريب ولنقل المدنيين وللتجارة، لكن سمة التهريب هي الأبرز إذ إن عيون القوات الأميركية تراقب تلك العمليات وتحاول إيقافها بين الحين والآخر تنفيذاً للعقوبات التي تفرضها واشنطن على نظام الأسد.

أهم المعابر النهرية وأنشطها على نهر الفرات في دير الزور

يمكن حصر أهم المعابر التي تربط مناطق "قسد" بمناطق نظام الأسد في دير الزور بـ معبر محيميدة- عياش، وهذا يكاد يكون المعبر الوحيد بين الطرفين في ريف دير الزور الغربي، في حين يحتوي الريف الشرقي على عشرة معابر، هي: جديد عكيدات من جهة "قسد" يقابله موحسن من جهة النظام، جديد بكارة يقابله طوب، صبحة يقابله بوليل، بصيرة يقابله سعلو، شحيل يقابله بقرص، حوايج يقابله الميادين، ذيبان يقابله محكان، طيانة يقابله القورية، درنج يقابله العشارة، الجرذي يقابله صبيخان.

وتختلف أهمية ونوعية هذه المعابر، فبعضها متخصص بنقل المدنيين بين ضفتي النهر، بزوارق صغيرة، يحمل كل واحد منها بضعة أشخاص، وبعضها يضم عبّارات كبيرة تحمل سيارات على ظهرها، وهذه تستخدم في نقل البضائع والمحروقات بين الضفتين.

ومن أهم المعابر معبرا الشحيل- بقرص الذي شهد حملات أمنية من قبل التحالف الدولي، وتنشط على هذا المعبر حركة نقل البضائع وتهريب المحروقات من مناطق "قسد" إلى مناطق النظام، إضافة إلى إدخال مواد البناء والغذائيات من الأخيرة.

وافتُتح معبر الشحيل في تشرين الأول 2019، بعد تنسيق جرى بين قيادي من "مجلس دير الزور العسكري" التابع لـ "قسد" وشخص من بلدة بقرص يعمل لمصلحة "القاطرجي" وفق ما صرح به مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا.

معبر بقرص.. البقرة الحلوب

إلى جانب عمليات التهريب المتبادلة بين "قسد" والنظام عبر وسطاء من الطرفين، فإن عناصر "الفرقة الرابعة" التي تشرف على معبر بقرص المقابل لمعبر لشحيل جعلت منه مصدراً للتكسب يرهق المدنيين الذين يضطرون لاستخدام المعبر للتنقل بين ضفتي النهر.

وتقول مصادر تحدثت لموقع تلفزيون سوريا، إن عناصر المعبر أرهقوا المدنيين بدفع الإتاوات وعمليات التشليح، وتلخص المصادر حال المعبر بالقول إن كل قطعة يحملها الشخص القادم من مناطق "قسد" إلى معبر بقرص عليه أن يدفع عليها أموالاً لعناصر "الفرقة الرابعة".

وقالت إحدى السيدات التي دخلت معبر بقرص قبل يومين، إن عناصر الحاجر طالبوها بدفع مبلغ 3000 ليرة سوريا قيمة ما سمّوه "ترسيم" قطعة كهربائية كانت معها (آلة تسخين كهربائية).

اقرأ أيضاً: "قسد" والتحالف يداهمان معابر نهرية مخصصة للتهريب بدير الزور

وأضافت السيدة أنها تفاجئت بعناصر المعبر من قوات النظام يطالبونها بدفع هذا المبلغ لقاء إدخال الآلة الكهربائية، وقال لها إن كل شيء يدخل من مناطق "قسد" عليه أن يخضع لمعاملة "ترسيم"، مؤكدة أنها لم تستلم منهم أي إيصال لقاء هذه المعاملة، وأكدت أن الأمر كله قائم على التشليح.

ويدفع المدنيون المتنقلون بين ضفتي النهر مبالغ مالية لقاء عبورهم تصل إلى 10.000 ليرة سورية على الشخص الواحد، وتؤكد المصادر أن مئات الأشخاص يتنقلون يومياً عبر هذا المعبر ويدفعون هذا المبلغ من المال الذي يعود جزء كبير منه إلى "الفرقة الرابعة".

ووفق المصادر فإن أكثر المتضررين من إتاوات الفرقة الرابعة هم  تجار المواشي الذين ينقلون مواشيهم عبر ضفتي النهر، حيث تفرض "الفرقة الرابعة" نحو 100 دولار (بالليرة السورية) على كل رأس ماشية وخاصة الأبقار، مما ساهم في رفع أسعار الماشية.

كذلك يتعرض التجار الذين ينقلون بضائعهم عبر هذا المعبر لعمليات ابتزاز من قبل "الفرقة الرابعة" حيث تفرض أموالاً على كل شحنة يُراد إدخالها، مهما كان نوع الشحنة (غذائيات أو خضار أو ملابس أو مواد أخرى).

اقرا أيضاً:  الفرقة الرابعة تفرض إتاوات على التجار والمدنيين في دير الزور