icon
التغطية الحية

جيفري يشرح سياسة بلاده في سوريا ويقدم وصفاً مفاجئاً لتحرير الشام

2020.02.05 | 18:09 دمشق

james-jeffrey-hejm_cover.jpg
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أجرى جيمس جيفري المبعوث الخاص بواشنطن إلى سوريا، مؤتمراً صحفياً قبل أيام للحديث عن سياسة بلاده في سوريا، حيث تطرّق بحديثه إلى وصف هيئة تحرير الشام على نحو غير مسبوق، وجاء المؤتمر الصحفي بعد جولة لجيفري في أوروبا استغرقت أسبوعاً لبحث ملف هزيمة تنظيم الدولة والسياسة الأميركية في سوريا.

وقال جيفري في المؤتمر الصحفي الذي نشرته وزارة الخارجية الأميركية يوم الخميس الفائت "نشعر بالخوف والذعر حسبما وصف الوزير بومبيو وآخرون في واشنطن، بسبب هجوم نظام الأسد الذي لا يرحم على إدلب بدعم من روسيا وإيران. وفي ذلك خرق لاتفاق وقف إطلاق النار رقم 2254، وللقرار الصادر عام 2015 بالإضافة للكثير من اتفاقيات وقف إطلاق النار الأخرى التي وافقت عليها روسيا لكنها أصبحت تتغاضى عنها الآن. وفي ذلك إشارة إلى أن النظام لا يرغب بالتوصل إلى تسوية، بل يرغب بتحقيق انتصار عسكري".

وفي ردّه على سؤال صحفي حول ما الذي ستفعله واشنطن بالتحديد لإيقاف هجمات وروسيا ونظام الأسد التي تستهدف المدنيين في إدلب، لفت جيفري إلى أن بلاده لم تفكر في البداية القيام بعمل عسكري ما لم يقم نظام الأسد باستخدام السلاح الكيماوي مرة أخرى، "وبعدها أصبحت كل الخيارات مطروحة على الطاولة".

وأكد على أن واشنطن تدعم الجهود التركية في نشر مواقع عسكرية على حدودها، وأشار إلى أن لتركيا عدداً لا بأس به من الجنود في إدلب، مضيفاً "وهؤلاء هم حلفائنا في حلف شمال الأطلسي، وإننا نود أن نضمن عدم حدوث أي مكروه لهم، ولهذا نقوم بمراقبة ذلك عن كثب".

وأشار جيفري إلى قيام الولايات المتحدة زيادة العقوبات على نظام الأسد، وأوصلت رسائل دبلوماسية على المستوى الدولي لضمان بقاء روسيا وإيران وكذلك نظام الأسد على علم بأن الهجوم على إدلب غير مقبول جملة وتفصيلاً.

ووصف جيفري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه "زعيم تعرّض لعدد من النزاعات، ولهذا بات مخضرماً فيما يتصل بالتعامل مع الوضع في سوريا، وهو شريك لنا وحليف في الناتو لذا علينا أن نقف إلى جانبه، ونحن خطبناه شخصياً وطلبنا منه ألا يثق ببوتين، وقد اكتشف نتائج ذلك على الفور".

أما عن الميليشيات الإيرانية التي عاد نشاطها في سوريا مؤخراً وتشارك في هجوم إدلب مع النظام وروسيا، أوضح جيفري بأن العقوبات الأميركية أرهقت إيران والنظام وروسيا، وبعد مقتل سليماني لم يؤكد جيفري مدى تأثير ذلك على الميليشيات الإيرانية، لكنه أكد على أنهم "يفتقرون إلى التوجيهات لدرجة لم نعهدها منهم منذ أمد بعيد.. بعد تنسيب قائد جديد لفيلق القدس، لا بد لهم أن يعيدوا اتصالاتهم مع تلك المجموعات والميليشيات، ولكن حالياً نكص هؤلاء على أعقابهم، لذا نقوم بمراقبتهم عن كثب ونحن على استعداد للرد مرة أخرى في حال تحول هؤلاء لتهديد لنا".

وأشاد جيفري بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على نظام الأسد وحلفائه، مؤكداً "أنها تصعّب الأمر على الأسد وأصدقائه بالنسبة لمواصلة استراتيجية الانتصار العسكري، وهذا بحد ذاته مبرر كاف لفرضها"، وأعرب عن أمله في أن تخطو الدول الأوروبية خطوات جديدة على غرار ما قامت به واشنطن في فرض عقوبات "شديدة" وفق قانون "البطل قيصر".

وحول أهمية العقوبات الأميركية والأوروبية أشار جيفري إلى أنها تساهم في الحد من الهجوم على إدلب، موضحاً أن النظام "يعاني من ضغوطات اقتصادية هائلة بسبب تجنيده مع حلفائه لكامل أموالهم ضمن هذه الحملة البشعة على إدلب، إلى جانب جهودهم الأخرى التي يبذلونها ليقوموا بشن حرب على شعبهم بشكل أساسي. ولهذا، نعتقد بأن هذه العقوبات ستستنزف الأموال التي جندت لخدمة آلة الحرب".

 

كيف وصف جيفري هيئة تحرير الشام؟

وجّه تلفزيون BBC التركي سؤالاً لجيفري عن موقف بلاده من الادعاءات الروسية بأنها "تحارب الإرهابيين" في إدلب، بيد أن المقاتلين في إدلب بالنسبة لأنقرة ليسوا إرهابيين، بل إنهم يقاتلون لنيل حريتهم.

وأجاب جيفري "موقفنا يتلخص بأنه توجد هناك مجموعات صُنّفت من قبلنا ومن قبل الأمم المتحدة على أنها تنظيمات إرهابية في إدلب. كما أننا قمنا بعمليات عسكرية ضد عدد منها، وضد عدد من عناصر تنظيم القاعدة، وكذلك ضد زعيم تنظيم الدولة البغدادي كما يعرف القاصي والداني، والتي تمت منذ بضعة أشهر، ولهذا فإننا نقر بوجود إرهابيين في إدلب.

وتابع "هنالك أيضاً جماعة أخرى وهي النصرة أو هيئة تحرير الشام التي تعتبر فرعاً من فروع تنظيم القاعدة، وهي بدورها تعتبر تنظيماً إرهابياً، غير أنها ركزت على محاربة نظام الأسد. كما أعلنت هذه المجموعة عن نفسها، - ولم نقبل بهذا الادعاء بعد -، بأنها تمثل مجموعة معارضة وطنية تضم مقاتلين وليس إرهابيين، كما أننا لم نشهد لهم مثلاً أي تهديدات على المستوى الدولي منذ زمن".

وحول الحجج الروسية بوجود "تنيظمات إرهابية تستهدف مطار حميميم والقوات الروسية، قال جيفري "لم يهدد أي أحد منهم الروس أو جيش النظام بأي شكل من الأشكال خارج إدلب، ولهذا فإننا نراقب عن كثب تلك المزاعم التي تطلقها روسيا والتي تدعي بأن هؤلاء الناس يشنون هجمات وبأن روسيا تقوم بالرد فقط، وهذا غير صحيح، صحيح أنه ثمة هجمات غير منطقية تحدث من فترة لأخرى، عبر طائرات من دون طيار وما شابه، وهذه الهجمات مصدرها إدلب، إلا أنها هجمات محدودة للغاية، ونادرة ولا تتسبب سوى خسائر وإصابات محدودة، لذلك تستخدم كمبرر وذريعة لشن ذلك الهجوم الموسع".