icon
التغطية الحية

"جنون الدولار" يصيب أسواق دمشق بالشلل

2020.11.21 | 04:19 دمشق

سوق كهربا.jpg
دمشق - فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

أصيبت الأسواق السورية بالشلل يوم الخميس، حيث توقفت عمليات البيع في معظم الأسواق، وسحب التجار بضائعهم من الواجهات بالتزامن مع انخفاض متسارع لقيمة الليرة أمام الدولار وصل إلى حدود 2900 ليرة سورية لكل دولار، مما أربك التجار ودفعهم للامتناع عن البيع وتخبئة البضائع التي يعتبرون بيعها خسارة في حال تم انخفاض قيمة العملة أكثر فأكثر.

تغيير متسارع في سعر صرف الدولار

وفي سوق الكهرباء بالعاصمة دمشق، أغلقت العديد من المحالّ باكراً، بينما توقف آخرون عن البيع نهائياً، ومنهم من استمر بالبيع على سعر 3000 ليرة لكل دولار دون منح فواتير، وأكد أحد العاملين بمحل بيع قطع كهربائية في سوق المرجة إن "البيع بهذه الأسعار خسارة كبيرة جداً".

وتابع "في كل ساعة سعر، فإن دخل زبون وسأل عن شيء ما، وعاد ليشتريه بعد قيامه بجولة في السوق، سيجد سعره قد تغير، وهذه القضية تعرّضنا لمشاحنات مع الزبائن، وفي حال تم الاشتكاء علينا بأننا نقوم بالتسعير على الدولار يكون مصيرنا السجن ومصادرة بضائع المحل، لذلك من الأفضل عدم البيع".

اقرأ أيضا: أسعار صرف الليرة السورية والتركية في تداولات الجمعة

الغذائيات توقف بيعها بسبب ارتفاع الدولار مقابل الليرة

الوضع لم يكن أفضل على مستوى باعة المواد الغذائية (سمانة)، حيث قال أبو جهاد وهو صاحب بقالية في قدسيا "توقفت عن بيع كل شيء ما عدا البسكويت والشيبس لأن هامش الخسارة والربح بها صغير"، مضيفا ً أن "بيع لتر الزيت أو علبة السمنة بسعر اليوم قد يسبب خسارة بأكثر من 1000 ليرة لكل واحدة غداً، فمن الأفضل عدم البيع".

اقرأ أيضا: الإدارة الذاتية توقف منح "الكفالات" للقادمين من دمشق

 وتابع "الموردون توقفوا عن التوزيع بكميات كافية منذ 10 أيام تقريباً، وكأنهم يعلمون ما سيجري"، واشتكى أبو جهاد من قلّة الزبائن، وقال  "العمل بات مؤرقاً، فعدا عن عدم قدرتنا على تحقيق هامش ربح جيد، نتشاجر يومياً مع الزبائن، ونتعرض للتخوين والاتهام بالغش والربح الفاحش، علماً أن القضية ليست بيدنا، ونحن خاسرون أيضاً بهامش الربح وحجم المبيعات اليومي".

محال الذهب في دمشق تمتنع عن البيع

محال الصاغة في دمشق لم تغلق أبوابها، بل بقيت تستقبل الزبائن للشراء وليس للبيع، حيث امتنع الصاغة يوم الخميس عن البيع لأن الذهب تم تسعيره صباحاً بسعر 144 ألف ليرة للغرام عيار 21 عندما كان سعر الدولار 2750 ليرة تقريباً، بينما وصل سعره لاحقاً إلى 2900 ما دفعهم لتوقيف البيع والاكتفاء بالشراء وفق سعر النشرة الصباحية لتحقيق الربح وتلافي الخسارة.

وتوقفت محال بيع السلع المعمرة مساء يوم الخميس عن بيع البضائع، مثل الغسالات والبرادات والشاشات وغيرها في السويقة، ويؤكد غالبية التجار أنهم لن يعودوا للبيع حتى يستقر السعر، لأنه في الغالب كلما ارتفع السعر بسرعة ينهار بسرعة، وهذه العملية ترتب على التجار خسائر بالغة، لذلك يقومون بتوقيف عملياتهم.

وأكدوا أن التوقف عن البيع جيد للزبون أيضاً، ففي حال انخفض سعر الدولار واستقر، سيعود الزبائن ليشتروا ما يريدون بالسعر المنطقي والأنسب بدلاً من الشراء بسعر مبالغ فيه يضعه التجار حرصاً على تحقيق هامش أمان بالربح في حال ارتفع الدولار أكثر.

اقرأ أيضا: أزمة الخبز تتفاقم بريف دمشق والطحين الأممي يباع في الأسواق

ولا يوجد أي تصريح من نظام الأسد، حول سبب انخفاض قيمة الليرة إلى هذا الحد، ولا أي وعود رسمية بالتدخل لصالح إعادة جزء من مقدرة الليرة الشرائية التي فقدته خلال الأسبوعين الماضيين.

ويعاني السوريون من انهيار القيمة الشرائية لليرة منذ سنوات، وخلال العام الجاري كانت وتيرة انخفاض القيمة حادة ومتتالية، وأثرت بشكل مباشر على تضخم الأسعار وجعل عمليات الشراء من قبل المواطنين تقتصر على الضروريات جداً.