icon
التغطية الحية

جنرال أميركي: تنظيم الدولة سيظل تهديداً لنا على المدى البعيد

2020.11.20 | 16:20 دمشق

199451-01-05.jpg
واشنطن بوست- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

بالرغم من سحق وتشرذم تنظيم الدولة، إلا أنه لا يمكن أن يمنى بالهزيمة المطلقة إلى أن يتوصل العالم إلى طريقة لقيام مصالحة يتم بموجبها إعادة الآلاف ممن نزحوا بسبب سنوات الحرب في العراق وسوريا، وذلك بحسب رأي الجنرال الذي يشرف على العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط الذي صرح بذلك يوم الخميس الماضي.

إذ ذكر الجنرال فرانك ماكينزي من القوات البحرية الذي يشغل منصب قائد القيادة الأميركية المركزية بأنه لا يوجد أي طريقة عسكرية لحل مشكلة اللاجئين والنازحين في الشرق الأوسط ولا حتى النازحين داخلياً ممن ينتظرون الترحيل أو إعادة التوطين فيمثلون بذلك ما وصفه بأنه نتيجة غير موفقة للنزاعات العسكرية، حيث قال في تصريح له أمام المجلس الوطني للعلاقات الأميركية- العربية: "اليوم، وضمن مساحات شاسعة من سوريا والعراق تتم عملية تلقين النهج الفكري الأيديولوجي لتنظيم الدولة بشكل ممنهج للنازحين واللاجئين المقيمين في المخيمات ممن أصبحوا أسرى، وهذا بحد ذاته تطور مرعب قد تترتب عليه عواقب ستظهر مع الأجيال القادمة".

وذكر بأن الحل يجب أن يأتي عبر جهود مشتركة تقدمها منظمات مؤسسات دبلوماسية وأمنية وإنسانية، حيث أضاف: "إذا لم يقم المجتمع الدولي بإيجاد طريقة لترحيل أو إعادة دمج هؤلاء ضمن المجتمعات المضيفة، إلى جانب دعم برامج المصالحة التي تطورت محلياً لتطبق على هؤلاء الناس... عندها نكون قد تسببنا لأنفسنا بمشكلة استراتيجية ستظل تلازمنا على مدار السنوات العشر المقبلة عندما يكبر هؤلاء الأطفال ويشبون ليصبحوا متطرفين، لذلك إذا لم نقم بمواجهة هذه المشكلة الآن، فإننا لن نتمكن من هزيمة تنظيم الدولة".

إذ على مدار السنوات الست الماضية، بدءاً من قرار الرئيس السابق باراك أوباما الذي صدر في عام 2014 والقاضي بإعادة الجنود الأميركيين إلى العراق لوقف مد قوات تنظيم الدولة وتغلغلها في العراق من سوريا، ترأست الولايات المتحدة الجهود التي تضم عدة أطراف وتسعى لهزيمة هذا التنظيم المتطرف في كلا البلدين. إلا أن هذه الجماعة لم تفنَ بعد، حسبما ذكر ماكينزي بل تخلت فقط عن طموحها بإعادة إنشاء دولة الخلافة ومهاجمة الدول الغربية.

يذكر أن الرئيس دونالد ترامب سعى لسحب القوات الأميركية بالكامل من سوريا، وذكر بأن النزاع هناك لا يستحق تلك التضحيات الأميركية، بالرغم من وجود ما لا يقل عن بضعة آلاف من الجنود الأميركان هناك حالياً، حيث يقوم هؤلاء بالتعاون مع القوات المحلية لترسيخ المكاسب التي حققوها في مواجهة تنظيم الدولة. كما ما تزال الولايات المتحدة تحتفظ بحوالي ثلاثة آلاف جندي في العراق، وقد أعلن البنتاغون يوم الثلاثاء الماضي بأن ترامب أصدر أمراً يقضي بتخفيض العدد ليصل إلى 2500 جندي في العراق، دون تغيير أي شيء بالنسبة لسوريا.

إلا أن النائب ليز تشيني من الحزب الجمهوري في ولاية وومينغ رأت بأن ترامب كاد أن يكرر خطأ أوباما عندما قام بسحب الجنود من العراق في عام 2011 بعد فترة قصيرة من هزيمة تنظيم القاعدة هناك، وهذا ما أدى إلى ظهور تنظيم الدولة حسب رأيها، حيث قالت: "يجب أن تتخذ القرارات التي تتصل بتعداد الجنود بناء على الظروف الميدانية وليس بموجب جداول زمنية سياسية ترسمها واشنطن. وذلك لأن تخفيض عدد الجنود في أفغانستان إلى 2500 يهدد الجهود التي بذلناها لمنع الإرهابيين من تأسيس ملاذ آمن لهم يمكنهم من خلاله شن هجوم جديد على الولايات المتحدة".

أما النائب من الحزب الجمهوري السيناتور ليزا موركوفيسكي من آلاسكا فقد وصفت تصرف ترامب خلال الفترة الانتقالية بالمقلق، ودعت إلى وقف التحولات الكبيرة في الوضع العسكري الأميركي في مختلف أنحاء العالم.

ولطالما دعا الرئيس المنتخب جو بايدن إلى إعادة غالبية الجنود الأميركيين إلى بلادهم بعيداً عن الحروب القائمة في الشرق الأوسط وأفغانستان مع التركيز بشكل محدود على هزيمة الجيش الأميركي لتنظيم الدولة وتنظيم القاعدة.

بيد أن ترامب ضغط لإعادة المقاتلين الأجانب الموجودين في سوريا إلى بلادهم، إلا أن تلك الدول رفضت عودتهم بشدة، ولهذا لم يبد سوى القليل من الاهتمام بقيادة الجهود الدبلوماسية أو الإنسانية لإعادة توطين اللاجئين والنازحين وتحسين مستقبلهم من الناحية الاقتصادية.

وعلى المدى القصير، رأى ماكينزي بأن تنظيم الدولة لا يمثل خطراً كبيراً على أمن الولايات المتحدة، إلا أن تنظيم القاعدة المتطرف ومن يفكر مثله من المقاتلين يتعرضون لعراقيل كثيرة دون أن يتم القضاء عليهم بشكل نهائي حسب وصفه، وذلك لأن الضغوطات التي يمارسها الجيش الأميركي وغيره من المؤسسات تصعب عليهم مهمة نقل الموارد وتنظيم الخطط ونقل الأشخاص الذين يجب أن يوجدوا ليقوموا بتنفيذ هجمات خارجية من سوريا أو العراق، وبرر ذلك بالقول: "إنك عندما تهرول لتنجو بروحك على طول نهر الفرات جيئة وذهاباً، وتسمع ضـجيج طائرات MQ-9 المسلحة المسيرة وهي تحلق فوق رأسك، من الصعب أن تفكر بالتخطيط لتنفيذ هجوم على ديترويت".

 

المصدر: واشنطن بوست