icon
التغطية الحية

جمعيات خيرية في دمشق تخفض معوناتها إلى النصف

2022.09.15 | 10:26 دمشق

الجمعيات الخيرية في دمشق تخفض معوناتها إلى النصف
يبيع سوريون المساعدات في باب سريجة لشراء احتياجات أخرى ـ تلفزيون سوريا
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

تنفذ جمعيات خيرية في العاصمة دمشق آلية جديدة لتوزيع المساعدات الغذائية والطبية، من خلال اتباع سياسة "نص علينا ونص عليك"، إذ خفضت أكبر جمعية خيرية في دمشق وهي "حفظ النعمة" مساعداتها للمستفيدين إلى النصف وحولتها كل 3 أشهر بدلاً من كل شهرين.

ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، يعاني 13.4 مليون شخص في سوريا من انعدام الأمن الغذائي، وذكر البرنامج في بيان له أن "لديه حالياً 24 % فقط من التمويل الذي يحتاج إليه في سوريا.

"نص علينا ونص عليكم"

تفاجأ صالح خيري، 74 عاماً، وهو من سكان حي باب سريجة في دمشق عندما استلم نصف معونته الغذائية والطبية من الجمعية المسجل لديها كمستفيد من المعونة، ويقول لموقع تلفزيون سوريا "كنت أستلم معونة أدوية قلبية وأدوية سكري وضغط إضافة إلى المعونة الغذائية، واليوم استلمت نصف الكمية التي كنت أستلمها سابقاً".

ويضيف خيري، أن موظف الجمعية أخبره بعدم إمكانية صرف معونته كما كانت تصرف في وقت سابق، وإنما باتت "نص علينا ونص عليكم"، وفقاً للموظف الذي عزا ذلك لنقص التمويل وليس نقص المعونات كما كان يحدث في مرات التخفيض السابقة.

وعليه، سيضطر خيري لدفع ما يقارب الـ 50 ألف ليرة ثمناً لنصف الأدوية التي خفضتها له الجمعية، كما قال، مضيفاً أنَّ راتبه كموظف متقاعد لا يتعدى الـ 75 ألف ليرة يعيش منها وزوجته. ويتساءل الرجل السبعيني في حال "عشنا بنصف المعونة الغذائية هل يمكنني الاستمرار بنصف أدويتي التي آخذها خلال الشهر؟".

وتواجه آلاف العائلات المستفيدة من برنامج الغذاء العالمي عبر الجمعيات الخيرية في دمشق مصيراً مشابهاً لخيري سواء من ناحية تخفيض معوناتهم الغذائية والدوائية، وسط ارتفاع أسعار السلع الغذائية ووقوع أكثر من 90 في المئة من السوريين تحت خط الفقر، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

بيع المعونات لتأمين احتياجات أخرى

بالمقابل، ورغم تخفيض أغلب الجمعيات الخيرية لكمية المواد الغذائية التي توزعها على المسجلين لديها، ما يزال هناك من يبيع المعونات والسلل الغذائية في الأسواق وبسطات الشوارع، خصوصاً في ظل تزايد الإقبال عليها بسبب انخفاض سعرها وضعف القدرة الشرائية لأغلب السكان.

ا
بسطة في باب سريجة ـ تلفزيون سوريا

وتشهد عدة أسواق في دمشق (سوق باب سريجة ومساكن برزة بجانب سوق الخضرة، وفي منطقة القنوات) وجودا لمختلف أنواع المواد الغذائية العائدة سواء للهلال الأحمر، ومعونات الأمم المتحدة وغيرها من معونات الجمعيات الخيرية المحلية، بحسب رصد موقع تلفزيون سوريا.

وتنتشر نحو 5 إلى 6 بسطات في سوق باب سريجة تبيع تلك المواد بأسعار منخفضة عن سعر المواد نفسها التي تباع في المحال والسوبر ماركت، وتتكون تلك البسطات من المواد التالية: سكر أرز شاي بطانيات معكرونة عسل حمص ومواد تنظيف وغيرها.

ويقول صاحب إحدى البسطات ويدعى أبا جابر لموقع تلفزيون سوريا "أبيع جزءاً من معونتي كالزيت والأرز لتأمين احتياجات أخرى لعائلتي". مضيفاً أنه في حالات أخرى يبيع معونته على باب الجمعية التي يستلم منها لأشخاص يتاجرون بالمعونات.

كذلك توجد إلى جانب تلك البسطات الصغيرة، بسطات أخرى تحتوي على كميات كبيرة من المعونات الغذائية المعروضة للبيع وبأسعار تقارب أسعارها في السوق، وهذه تعود لمن يتاجر بالمواد الإغاثية.