icon
التغطية الحية

جلسة ساخنة في مجلس الأمن.. روسيا تنسحب والصين تربط المساعدات بتخفيف العقوبات

2021.07.07 | 10:19 دمشق

4c4a5b633216fdf616acd23e9860037dbbe521ae.jpg
متطوعون إنسانيون شمالي غربي سوريا يطالبون بتمديد تفويض إدخال المساعدات الإنسانية - AFP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قال دبلوماسيون غربيون إن روسيا غادرت، أمس الثلاثاء، جلسة المفاوضات المغلقة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حول تمديد الموافقة على تمديد عملية وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود ِإلى سوريا، يوم أمس الثلاثاء، في الوقت الذي سعت فيه الصين إلى حلول لمعالجة مخاوفها بشأن العقوبات الأحادية والشفافية بخصوص المساعدات.

وقال دبلوماسي روسي لوكالة الصحافة الفرنسية، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن موسكو "تمسكت خلال الاجتماع بالموقف نفسه الذي كان واضحا منذ فترة طويلة".

وبالرغم من أن روسيا الحليف الأبرز لنظام الأسد، إلا أنها لم تشارك في مفاوضات جلسة أمس، وذكرت المصادر لوكالة "رويترز" أنها ما زالت تتحاور بشكل منفصل مع الأعضاء الرئيسيين، في حين لم ترد البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة على طلب من الوكالة للتعليق.

وعقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سوريا، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، إنه "لا يمكننا قبول أقل مما لدينا اليوم، أي نقطة عبور لمدة 12 شهراً تسمح بإيصال المساعدات إلى ملايين السوريين".

وأكدت جرينفيلد على أنه "سنواصل العمل لدعم إيصال المساعدات عبر الخطوط الأمامية وزيادة القدرة عبر الحدود"، لكنها اعتبرت أن "العبور من الخطوط الأمامية ليس بديلاً من عبور الحدود"، واستبعدت إمكانية أن تخفف الولايات المتحدة عقوباتها مقابل تليين في الموقف الروسي.

 

الصين تربط المساعدات بتخفيف العقوبات

من جانبه، قال المندوب الصيني في مجلس الأمن، تشانغ جون، إن بلاده تريد من مجلس الأمن ألا يمدد فقط تفويض إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا من الدول المجاورة فقط، بل أن يوسع عمليات التسليم عبر الخطوط الأمامية، وأن يتصدى لتأثير العقوبات الغربية.

وفي مؤتمر صحفي، بعد جلسات إحاطة مغلقة أمام المجلس، ومناقشة بين الأعضاء حول مشروع قرار تمديد عمليات التسليم عبر الحدود، قال المندوب الصيني في مجلس الأمن، تشانغ جون، إنه "بمزيد من الجهود الدبلوماسية يمكننا إيجاد حل، وليس فقط بشأن المساعدات عبر الحدود".

وأضاف المندوب الصيني أن بلاده "تريد التأكيد على أن نرى حلاً فيما يتعلق بالعقوبات الأحادية الجانب، والخطوط المتقاطعة، وشفافية الحدود"، مشيراً إلى أنه "لا نتحدث فقط عن المساعدات العابرة للحدود، ولكن عن الوضع العام في سوريا".

 

مسألة حياة أو موت

وأعربت إيرلندا والنرويج، العضوان غير الدائمين في مجلس الأمن والمسؤولتان عن الملف الإنساني في سوريا، عن أملهما في تمديد آلية إدخال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا من دون موافقة دمشق لمدة عام في تصويت الخميس المقبل، بينما تمسكت روسيا بموقفها الرافض.

وأوضحت سفيرة إيرلندا لدى الامم المتحدة، جيرالدين بيرن ناسون، للصحافيين قبل الاجتماع المغلق للمجلس أنه "نأمل في حدوث تمديد في وقت لاحق هذا الأسبوع"، مؤكدة على أنه "لا يمكننا تخيل ما هو حجم الكارثة الإنسانية"، مع إقرارها بأن الملف "حساس على الصعيد السياسي".

وأضافت نظيرتها النرويجية، منى جول، أنه "يجب بحث كثير من الأمور"، مشيرة إلى أنها "مسألة حياة أو موت بالفعل لكثير من الناس، نحن نتحدث عن ملايين الأشخاص في سوريا، لذلك من الضروري جداً الحصول على أكبر قدر من المساعدات لسوريا".

واقترحت السفيرتان المسؤولتان عن الملف، مشروع قرار يقضي بتمديد دخول المساعدات من معبر باب الهوى لمدة عام، وإعادة فتح معبر اليعربية الحدودي مع العراق، لإيصال المساعدات إلى شمال شرقي سوريا كما في السابق.

وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن الحالي، نيكولا دي ريفيير، إن "نظام الأسد رفض منذ بداية العام 50% من طلبات إيصال المساعدات الإنسانية عبر الخطوط الأمامية".

وأضاف أنه "يتم تقديم 92% من المساعدات الإنسانية لسوريا من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا واليابان، وهي أموال غربية أساساً، لا ينبغي لأحد أن يتوقع إعادة تخصيص هذه الأموال لإرسالها عبر الخطوط الأمامية"، مؤكداً على أنه "أمر لن يحدث".

 

المساعدات عبر الحدود أكثر الطرق أمناً وجدارة

ومن المقرر أن ينتهي يوم السبت المقبل تفويض مجلس الأمن لعملية الأمم المتحدة لتوصيل المساعدات إلى شمال غربي سوريا من تركيا، وتشكك روسيا والصين في أهمية تمديد العملية، بينما يريد أعضاء المجلس الغربيون تمديد تفويضها وتوسيعها.

ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إنه لا بديل عن عملية المساعدات عبر الحدود، التي صدر التفويض بها أول مرة في العام 2014.

وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مارك كاتس، خلال اجتماع بمقر المنظمة في نيويورك نظمته كندا وجمهورية الدومينيكان وهولندا وقطر وتركيا إن عملية المساعدات عبر الحدود "كانت أكثر الطرق أمناً وجدارة بالثقة لتوصيل المساعدات إلى الناس".

وأضاف أنه "خلال العام الماضي كنا نوصل أكثر من 1000 شاحنة شهرياً في المتوسط إلى شمال غربي سوريا، من الضروري قطعاً الآن استمرار عملية المساعدات هذه".

ويتفاوض مجلس الأمن على قرار أعدته أيرلندا والنرويج، بالتفويض بتسليم المساعدات من خلال معبرين، باب الهوى الحدودي مع تركيا، والآخر معبر اليعربية الحدودي مع العراق، لكن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة قال الأسبوع الماضي إنه يبحث فقط تمديداً محتملاً لموافقة الأمم المتحدة على المعبر مع تركيا.

وعند بدء تسليم المساعدات الإنسانية في العام 2014، وافق مجلس الأمن على أربعة معابر حدودية، هي باب الهوى وباب السلامة مع تركيا، ومعبر اليعربية مع العراق، ومعبر الرمثا مع الأردن، لكن روسيا هددت باستخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن أولاً لقصر المساعدات على معبرين حدوديين في الشمال الغربي، ثم في تموز الماضي على معبر باب الهوى فقط.

وتصل المساعدات الأممية للسوريين إما عبر الحدود (cross-border) من المعابر مع دول الجوار، أو عبر آلية "المساعدات عبر خطوط التماس (cross-line)"، ويعني ذلك وصول المساعدات للمحتاجين من منطقة سيطرة إلى أخرى، وهي الآلية التي حاولت فيها الأمم المتحدة إيصال المساعدات للمناطق المحاصرة عن طريق مناطق سيطرة النظام، والتي فشلت في كل مرة بسبب رفض النظام ووضعه العراقيل والحجج.