تتجه أشجار الزيتون في محافظة درعا نحو المصير الأسوأ هذا الموسم، بعد أن أحكم الجفاف قبضته على مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بعلاً، ما دفع مزارعين إلى التحذير من "كارثة" وشيكة تهدد الإنتاج.
ووصف مزارعون، اليوم الثلاثاء، الوضع بـ"المأساوي"، لافتين إلى أن غالبية الأراضي تعتمد على مياه الأمطار فقط، التي لم تتجاوز هذا العام 30% من المعدل السنوي، بحسب صحيفة "الحرية".
وأكد أحمد العمر، أحد مزارعي ريف درعا الشمالي، أن أشجار الزيتون "بدأت تموت واقفة"، مشيراً إلى أن الإنتاج في خطر، وحتى إن نجا جزء من الثمار، فإن جودتها ستكون ضعيفة للغاية.
ووفق التقديرات، تحتضن درعا نحو 4.7 ملايين شجرة زيتون، مزروعة على مساحة تُقدَّر بـ23 ألف هكتار. إلا أن أزمة المياه دفعت نحو 60 ألف دونم للخروج من الإنتاج في الموسم الماضي وحده، بينما تتفاقم الأزمة هذا العام، مع اتساع رقعة المساحات المتضررة بسبب التراجع الحاد في الهطولات المطرية، والضغط الكبير على موارد المياه الجوفية.
بدوره، أضاف مزارع آخر أن توفير المياه للري لم يعد سهلاً، لا سيما مع ارتفاع كلفة المتر المكعب إلى نحو 40 ألف ليرة، ما يجعل من الريّ ترفاً في ظل ظروف معيشية صعبة وتربة متشققة لا تحتفظ بالرطوبة.
آثار الجفاف تمتد لمواسم
من جانبه، حذّر الخبير الزراعي أحمد الكنعان من أن آثار الجفاف لا تنحصر في موسم واحد فقط، بل قد تمتد لأعوام، مهددة قطاع الزيتون بكامله.
وأوضح أن شجرة الزيتون تحتاج ما بين 300 إلى 600 ليتر سنوياً للبقاء، داعياً إلى تأمين ريّة واحدة على الأقل خلال الصيف، واعتماد أنظمة الري بالتنقيط لتقليل الهدر.
كما أوصى الكنعان بالتفكير جدياً في إيقاف زراعة الزيتون في الأراضي المتعبة نتيجة سنوات الجفاف المتكررة، والتوسع نحو أراضٍ جديدة، واستخدام أصناف تتحمّل العطش والضغوط البيئية.
يُشار إلى أن إنتاج درعا من الزيتون كان يتجاوز 75 ألف طن سنوياً قبل أكثر من عقد، ليتراجع تدريجياً إلى نحو 25 ألف طن، مع توقّعات بانخفاض إضافي هذا الموسم بفعل الظروف المناخية القاسية.