icon
التغطية الحية

"جسور للدراسات" يستعرض حصاد ست سنوات من تدخل روسيا في سوريا

2021.09.30 | 19:33 دمشق

gettyimages-1017969328_v2.png
خلص التقرير إلى أن روسيا جاءت إلى سوريا من أجل أن تبقى وتحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة - Getty
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نشر مركز "جسور للدراسات" تقريراً تحليلياً تحدث فيه عن أهداف روسيا من التدخل العسكري إلى جانب نظام الأسد في سوريا، في ذكراه السادسة، مشيراً إلى أنه "شكّل علامة فارقة في مسار النزاع، نظراً للتغير الكبير الذي أحدثه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وأمنياً".

وتحت عنوان "حصاد ست سنوات من التدخل الروسي في سوريا"، قال المركز إن روسيا "تحاول تقديم نموذج بديل للتغيير يختلف عن النموذج الغربي الذي يعتمد على إسقاط الأنظمة عسكرياً، وتقديم نفسها كوسيط دولي موثوق به في الدبلوماسية ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى تعطيل حلف شمال الأطلسي من خلال حرصها على التعاون مع تركيا لزعزعته".

 

الاستراتيجية الروسية في سوريا

وأوضح التقرير أن روسيا "اعتمدت في استراتيجية التدخّل بسوريا على عدد من العناصر، وهي القوّة المفرطة، والدبلوماسية، وأمن الطاقة، ومكافحة الإرهاب، والتعاون الإقليمي، وعدم التدخل البري، وتخفيض الكلفة"، مضيفاً أن التدخل الروسي "انتقل بعد ذلك إلى المرحلة الثانية المتمثلة بالحصاد العسكري، لتعيد رسم خريطة السيطرة والنفوذ، وتلتها مرحلة الحصاد السياسي من خلال الدور الدولي وتعزيز التعاون مع تركيا".

وأشار إلى أنه مع ذلك "واجهت روسيا، وما زالت، تحديات عديدة أثناء تطبيق استراتيجيتها في سوريا، فإقامة علاقات مثمرة بين القوى الدولية والمحلية المتنافسة مثل تركيا وإيران وإسرائيل كان يعني التأثير على هدفها في أن تكون ضامناً أو وسيطاً موثوقاً".

وأضاف التقرير أن روسيا "تريد تعزيز الوصول الدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط، عبر دورها في سوريا لرسم علاقات سياسية مع إسرائيل والسعودية والأردن".

أما عسكرياً، فذكر التقرير أن موسكو "تسعى إلى ضمان الأمن الاستراتيجي من خلال تحويل سوريا إلى قاعدة متقدمة في المياه الدافئة، وإعادة بناء القوات العسكرية الروسية عبر اختبار أسلحتها الجديدة في هذا البلد".

 

التحكم بإمدادات الطاقة العالمية

وحول الأهداف الاقتصادية، أشار التقرير إلى أن موسكو "تهدف إلى التحكم بإمدادات الطاقة العالمية التي تمر من سوريا، إضافة إلى توسيع الوصول إلى أسواق الشرق الأوسط بغرض التسويق لمنتجاتها العسكرية من الأسلحة".

ومن الجانب الثقافي، قال التقرير إن روسيا "تحاول نشر لغتها، والتواصل مع الطوائف المسيحية الأرثوذكسية، باعتبارها وريثة الكنيسة الأرثوذكسية، إلى جانب حماية التراث السوري وإرسال البعثات الروسية إلى المواقع السورية الأثرية".

وخلص تقرير "جسور للدراسات" إلى أنه "من الواضح أن روسيا جاءت إلى سوريا من أجل أن تبقى، ومن أجل تحقيق مصالح استراتيجية لها في المنطقة ككل، لكنها لم تتمكن حتى الآن من تحقيق العوائد السياسية المرجوة، مثل ضمان تقديم نموذج بديل للتغيير من خلال العملية السياسية والإصلاح، والتطبيع مع نظام الأسد، وتحويل التفاهمات مع تركيا إلى اتفاقيات مستدامة، وتقديم نفسها كوسيط موثوق أمام الفاعلين الدوليين لا سيما الولايات المتحدة وإسرائيل".