icon
التغطية الحية

"جسور للدراسات" يرصد تراجع مسار التطبيع العربي مع النظام السوري

2022.05.21 | 15:49 دمشق

2016-12-19t120000z_1864742506_rc1c730022b0_rtrmadp_3_mideast-crisis-syria-arab-league.jpeg
أشار التقرير إلى المخاوف العربية من زيادة نفوذ إيران في سوريا نتيجة تساهل روسيا - رويترز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نشر مركز "جسور للدراسات" تقريراً رصد فيه "تراجع فرص نجاح مسار التطبيع العربي مع النظام السوري"، مشيراً إلى أن "القناعة تتنامى لدى دول عربية مؤثرة بصعوبة فك ارتباط النظام عن إيران".

والخميس الماضي، عبر الملك الأردني، عبد الله الثاني، عن تخوفه من الفراغ الذي قد يتشكل إذا ما انسحبت روسيا من مناطق جنوبي سوريا، مشيراً إلى أن هذا الفراغ "ستملؤه إيران ووكلاؤها، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا".

وسبق تصريح الملك الأردني اتهام الجيش الأردني مما سماها "قوات غير منضبطة" في جيش النظام السوري وأجهزته الأمنية بدعم مهربي المخدرات، معتبراً أن "حدود الأردن مع سوريا باتت ضمن أخطر حدود المملكة حالياً".

وقال "جسور للدراسات" إنه "بذلك، تم تحميل النظام السوري لأول مرة المسؤولية عن الانتهاكات والمشكلات الأمنية الواقعة على الحدود الأردنية منذ افتتاح معبر جابر - نصيب بين الطرفين في أيلول من ا لعام 2021".

وأضاف أن التصريحات الأردنية الأخيرة "تعكس استياءً واضحاً من سلوك النظام في الجنوب السوري، نتيجة غياب قدرته أو رغبته في منع نشاط الميليشيات الإيرانية، والتي ازداد عدد المواقع التابعة لها في درعا والسويداء خلال الفترة الممتدة من شباط إلى أيار، بتسهيل وتعاون من الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري، التي تشترك مع تلك الميليشيات في عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية".

ووفق التقرير، فإن "الحديث في الأوساط العربية عن تطبيع العلاقات مع النظام تراجع بشكل ملحوظ منذ شباط الماضي، تزامناً مع الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي يبدو أنه أثر على أولويات السياسة الخارجية الروسية في سوريا، فيما يبدو أن ذلك قد يترك أثراً مباشراً على مسار التطبيع العربي مع النظام".

وأشار "جسور للدراسات" إلى "المخاوف العربية من زيادة نفوذ إيران في سوريا، نتيجة تساهل روسيا، لا سيما بعد زيارة علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني التابع للنظام لطهران نهاية شباط الماضي، ثم زيارة بشار الأسد لها مطلع أيار الجاري".

وأضاف أن ذلك "يؤثر على تنامي القناعة لدى دول عربية مؤثرة، مثل الأردن والخليج، بصعوبة فك ارتباط النظام عن إيران، وبالتالي ضرورة تجميد المساعي المتعلقة بتطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع دمشق، والذي سيدفعها أيضاً لإبداء مزيد من التشدد في مسألة استعادة النظام لمقعده في الجامعة العربية".

ولفت إلى أن "التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا نتيجة المواجهة غير المباشرة في أوكرانيا، وتصاعد احتمال توقف آلية التنسيق المشتركة بين الطرفين حول سوريا، والذي من شأنه أن يدفع واشنطن لممارسة ضغط أكبر على الدول العربية الراغبة بتطبيع العلاقات بهدف حرمان روسيا من تحقيق أي مكاسب في سوريا".

وختم "جسور للدراسات" تقريره بالإشارة على أنه "رغم تراجُع الاهتمام بمسار التطبيع العربي مع النظام، لكن هذا لا يعني بالضرورة تخلي الدول التي تتبنى هذه المقاربة عنها بالكامل، إنما قد تقوم بعملية تجميد للخطوات الفعلية بانتظار أي متغيرات جديدة".