icon
التغطية الحية

جسور للدراسات: لماذا أعلنت أنقرة متأخرة عن اللقاء الدبلوماسي مع النظام السوري؟

2022.08.13 | 16:39 دمشق

مظاهرة مسائية من مدينة راجو في عفرين شمالي حلب (خاص)
مظاهرة مسائية من مدينة راجو في عفرين شمالي حلب (خاص)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

ربط مركز "جسور للدراسات"، في دراسة أعدها اليوم السبت، بين تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي قال فيه إن السلام الدائم في سوريا يتطلَّب إجراء مصالحة أو اتفاق بين المعارضة والنظام، بالاجتماع الثنائي الذي جرى يوم 5 آب الجاري بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في سوتشي.

وقالت الدراسة إنه "يُلاحَظ أنّ إعلان تركيا عن اللقاء الدبلوماسي مع النظام جاء بعد مرور 10 أشهر على انعقاده، وهذا الاستحضار يعني أن تركيا لا تمانع تطوير مستوى اللقاءات الثنائية لتشمل الجانب الدبلوماسي بعدما كانت تقتصر على الأمنيّ منذ مطلع عام 2019".

وأضاف أن الإعلان المتأخّر عن المحادثة القصيرة بين جاويش أوغلو ووزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، على هامش اجتماع دول عدم الانحياز في العاصمة الصربية بلغراد في تشرين الأول يدلّ على ما يلي:

  1. أولاً: إصرار روسيا على حلّ مشكلات تركيا الأمنية في سوريا بالتواصل مع النظام في إطار صيغة معدَّلة عن اتفاقية أضنة (1998)، وهو ما أشار إليه -بشكلٍ مَا- خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 6 آب 2022.
  2. ثانياً: رغبة تركيا في إظهار التجاوُب مع عرض الوساطة الإيرانية لإصلاح العلاقة مع النظام والذي قدّمته مطلع تموز 2022، في حين يبدو أنّ أنقرة تعثّرت في تحقيق اختراق في القمة الثنائية مع روسيا لمعالجة الخلافات والمخاوف الأمنية حول سوريا وفق رؤيتها القائمة على شن عملية عسكرية بشكل منفرد.
  3. ثالثاً: محاولة تركيا الاستفادة من إصرار روسيا وإيران على التواصل مع النظام لأداء دور الوساطة مع المعارضة، للحفاظ على قدرتها في التأثير على العملية السياسية المتعثّرة، ولتوسيع سبل إقامة المنطقة الآمنة في سوريا وفق شروط تكون مقبولة لديها.
  4. رابعاً: تزايد مخاوف تركيا من تعثر مسار المفاوضات مع الولايات المتحدة بخصوص القضايا الخلافية حول سوريا بما فيها الموقف من العملية العسكرية ودعم "قسد"، وبالتالي محاولة إيجاد بدائل لضمان إنشاء منطقة آمنة.
  5. خامساً: محاولة الحزب الحاكم في تركيا -في إطار المناورة أو الرغبة- إيجاد حلول للضغوط التي يتعرّض لها بما يخص قضية اللاجئين السوريين، عبر إظهار القدرة على إقامة منطقة آمنة بكل السبل سواء عسكرياً أو دبلوماسياً بما في ذلك التواصل مع النظام.

وأشارت الدراسة إلى إنّ الإعلان المتأخر عن لقاء دبلوماسي -عابر للحدود- بين النظام وتركيا، لا يعني أن الأخيرة ماضية نحو مقاربة جديدة في سياستها الخارجية حول سوريا.

وأكدت أن مثل هذا التغير قد يعرض مكاسبها للخطر في مناطق وجودها العسكري مع تنامي مشاعر الاستياء والسخط، فلا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأن النظام وحلفاءه قد يبدون مرونة تجاه مطالب أنقرة لشكل العلاقة.
وختم المركز دراسته بالقول: "عموماً، ما زال الحديث عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين النظام وتركيا مبكراً، خصوصاً أن مطالب وشروط أنقرة لم تتحقق بعد.

تصريحات وزير الخارجية التركي

وكشف جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة، يوم الخميس، عن لقاء جمعه بوزير خارجية النظام فيصل المقداد في اجتماع دول عدم الانحياز ببلغراد في تشرين الأول من العام الفائت 2021، كما دعا جاويش أوغلو إلى "تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما، وإلا فلن يكون هناك سلام دائم"، بحسب وصفه.

وأثارت تصريحات أوغلو حول ضرورة تصالح المعارضة مع النظام السوري غضب واستياء الشارع السوري الذي استغرب من هذه الدعوات للتصالح مع من تسبب بتهجير ونزوح الملايين وقتل واعتقال مئات الآلاف من المواطنين على مدار السنوات العشر الفائتة.

مظاهرات في شمال غربي سوريا رفضاً للتصالح مع نظام الأسد

وخرج مئات المدنيين يوم الجمعة، في عدة مدن في الشمال السوري بمظاهرات غاضبة ضد تصريحات وزير الخارجية التركي، أكدوا خلالها ألّا تصالح مع النظام السوري، وأن الخيار الوحيد للسوريين هو الاستمرار بالثورة حتى إسقاط النظام وأركانه.