icon
التغطية الحية

جبل المغنيسيوم المكتشف في حماة.. كيف تسعى إيران لسرقته؟

2021.05.07 | 06:03 دمشق

4-154.jpg
دمشق - سامي جمعة
+A
حجم الخط
-A

عثر عمال المقالع في شركة إسمنت حماة مطلع شهر أيار الجاري على مصفوفات ضخمة من الصخور المشبعة بعنصر المغنيسيوم بوزن يتخطى 1.5 مليون طن داخل مناجم استخراج الكلس النقي، وذلك وفقا لما تناقلته وسائل الإعلام التابعة للنظام.
لكن إدارة المعمل الفعلية التي تعود لفريق خبراء إيرانيين تدير المعمل منذ عام 2007 -حيث تم افتتاح مصنع إسمنت رقم 3 ملحق بالمعمل الأساسي بحضور رئيس النظام بشار الأسد- أقرّت بأن صخور المغنيسيوم غير صالحة للدخول في صناعة الإسمنت.

وتذرّعت إدارة معمل الإسمنت بأن حجم المغنيسيوم الضخم الذي تم الكشف عنه وتموضعه  الضخم على شكل جبال داخل جبهات العمل يتطلّب ترحيل وإزاحة تكلف 2 مليار ليرة سورية.

خبير جيولوجيا من داخل المعمل يوضح ما جرى

وفي محاولة لمعرفة حيثيات الموضوع تواصل موقع تلفزيون سوريا مع مهندس جيولوجيا من داخل معمل إسمنت حماة، ولم يكشف عن اسمه حفاظاً على سلامته، حيث أكد أن دراسة دقيقة أجريت في وقت سابق على كمية مكتشفة من المغنيسيوم أقل بكثير من الكتلة التي تم العثور عليها مؤخرا وقدّرت قيمتها بملايين الليرات السورية، وبالقياس على حجم الكتلة التي تم الإعلان عنها حديثا فقد تتخطى قيمة استثمارها أكثر من 3.7 مليار ليرة سورية.

وبحسب المصدر نفسه، فقد تم استقدام آليات ومعدات لا تستخدم عادة في المقالع، ولم يسمح للعمال بالاقتراب من المكان، وغالبا بعض هذه الآلات تتبع لمؤسسة الإنشاءات العسكرية وبدأت بالعمل وتم بالفعل نقل بعض الشحنات إلى جهة خارج المعمل دون تحديد أو معرفة وجهتها النهائية فيما يرجح أن هذه الشحنات سيتم تحويلها إلى إيران.

الإعلان الرسمي لمسؤولي النظام

وادعى المهندس علي جبعو مدير عام شركة إسمنت حماة في تصريح لوسائل إعلام النظام قال فيه: "واجهتنا إعاقة طبيعية مربكة خلال عملنا وهي جبهة ضخمة جداً من الصخور المشبعة بعنصر المغنيسيوم توضعت على شكل جبل يصل ارتفاعه إلى 30 متراً ويزيد وزنه على مليون ونصف طن ويشكل إعاقة كبيرة لعمليات استخراج الصخور الكلسية النقية داخل مقالع الشركة كما يعيق توضع هذه الصخور وسط مناجم الكلس حركة كسارات الحجر"، مبيناً أن إزاحة وترحيل هذه الكتلة ستكلف الشركة أعباء مالية تتخطى 4 مليارات ليرة وفق الأسعار الرائجة فضلاً عن كونها تشكل تهديداً لعمليات الاستثمار للكلس النقي.

لماذا تريد إيران المغنيسيوم؟

 لكن المهندس الجيولوجي أكد بأن مدير المعمل مجبر على هذا التصريح ولا يمكن له أن يقول إن المغنيسيوم يتم استخدامه في صناعة بعض أنواع الطائرات خاصةً طائرات الهيلوكبتر نظراً لخفّة وزنه، وكذلك لحماية الحديد من الصدأ والتآكل، كما يتمّ استخدامهُ في صناعة السبائك التّركيبيّة المُضيئة خاصةً سبائك الألومنيوم، ويدخل المغنيسيوم في صناعة السيارات الحديثة خاصةً سيارات المرسيدس لقدرته العالية على تخفيف نسبة الغازات المنبعثة منها، كما يدخل في صناعة سيارات السباق الرياضية ويتم استخدام المغنيسيوم لعلاج العديد من الأمراض خاصةً أمراض الجهاز الهضمي والأوعية الدموية، وكذلك يتم استخدامه بشكل كبير في الصناعات الميكانيكيّة والأسواق التجارية، والصناعات الحربية المُختلفة.

ويشكك الخبير الاقتصادي يونس الكريم بمصداقية وسائل إعلام النظام التي قالت بأن كتلة المغنيسيوم التي تم العثور عليها تتجاوز المليون طن. وقال لموقع تلفزيون سوريا: "من المستبعد أن يتم العثور على كمية كبيرة من هذا المعدن الثمين بشكل مفاجئ لأن العمل الجيولوجي الذي يسبق عملية الحفر في المقالع من شأنه أن يحدد العناصر المعدنية الموجودة في بقعة جغرافية ما".

وأوضح  أن الهدف من الإعلان بهذا الوقت هو رسالة من النظام السوري للداخل والتي مفادها بأن سوريا غنية بالموارد، وأن ما تم الاستيلاء عليه من قبل روسيا وإيران لا يعتبر  كثيرا مقارنة بما تمتلكه البلاد من مقدرات وخصوصا بعد حالة التذمر بين مؤيديه بعد تشكل طوابير طويلة أمام محطات الوقود والمخابز وكذلك تعطل حركة المواصلات العامة، وارتفاع الأصوات التي تطالب كلا من روسيا وإيران بتزويد النظام بالغاز والنفط، وكذلك الأمر بالنسة للنظام الإيراني الذي يحاول أن يظهر أمام الشارع الإيراني بأن مكاسب التدخل في سوريا كبيرة وحقيقية وتنتظر من الشركات الإيرانية العامة والقطاع الخاص أن يتدخل ليجني تلك الأرباح.

ولكن أخطر ما لفت له الكريم بأن يكون "هذا الإعلان هدفه التمويه والتغطية ويكون بمثابة حصان طروادة لاستقدام معدات عسكرية وإقامة مشروع عسكري إيراني ومنشأة صناعات عسكرية في المنطقة بالقرب من معامل الدفاع في حماة وكذلك معامل البحوث العلمية في جبل معرين، وبالتالي ستجر على المنطقة  مزيدا من الويلات" وهو ما يتقاطع مع كلام المصدر من داخل المعمل الذي أكد على استقدام آلات ومعدات لا تستخدم في عمل المقالع والتنقيب.