icon
التغطية الحية

جامعة غازي عنتاب تجبر طلاب فروعها في سوريا على دراسة الثانوية من جديد

2022.04.13 | 08:18 دمشق

photo_2022-04-13_00-37-35.jpg
طلاب في مظاهرة (خاص تلفزيون سوريا)
حلب - فائز الدغيم
+A
حجم الخط
-A

نظم العشرات من طلاب فروع جامعة غازي عنتاب في الداخل السوري وقفات احتجاجية ضد قرار الجامعة الأخير الذي يجبرهم على إعادة التقدم لامتحان الشهادة الثانوية عبر المجالس المحلية التابعة للولايات التركية في شمال وشرق حلب.

ويهدف قرار الجامعة إلى إيجاد حل لمئات الطلاب المهددين بفقدان حقهم بالحصول على شهادة جامعية من الجامعة التي درسوا فيها لأعوام بسبب عدم اعتراف الجامعة بالشهادات الثانوية الصادرة عن الحكومة المؤقتة ونظام الأسد، دون وجود وثيقة معادلة للشهادة، رغم أن الجامعة قبلت تسجيل الطلاب بتلك الشهادات دون أن تشترط وجود وثيقة الدينكلك.

وثيقة معادلة الشهادة الثانوية لدى وزارة التربية التركية والمعروفة باسم دينكلك بلغسي " DENKLİK BELGESİ "، تعتبر شرطاً أساسياً في قبول أي طالب أجنبي في الجامعات التركية بعد اجتيازه امتحان القبول المعروف باسم يوس "yös"، وتمنح للطالب الأجنبي الموجود على الأراضي التركية فقط، وهو ما يعجز عنه طلاب الكليات التابعة للجامعة في الشمال السوري، بسبب عدم قدرتهم على دخول تركيا.

الطلاب احتجوا على قرار الجامعة ووصفوه بالمجحف والغبي وتخوفوا من ضياع سنوات دراستهم الجامعية ونظموا الاحتجاجات على أمل التراجع عن القرار.

فروع جامعة غازي عنتاب في الداخل السوري

افتتحت جامعة غازي عنتاب كليات تابعة لها في مدن شمال وشرق حلب بمرسوم رئاسي صادر عن رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان في الرابع من تشرين الأول عام 2019

وتوزعت الكليات على المدن الرئيسية وفق التالي:

  1. كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في مدينة الباب
  2. كلية العلوم الإسلامية في مدينة اعزاز
  3. كلية التربية في مدينة عفرين

في عام 2020 تم إحداث كليات جديدة في المدن ذاتها تشمل العلوم والرياضيات واللغة التركية والعلوم السياسية والعلوم الاجتماعية، بالإضافة لافتتاح معاهد للفروع الطبية وغيرها في مدينة جرابلس.

عول كثيرون على افتتاح فروع للجامعات التركية في الداخل السوري، واعتبروه خطوة إيجابية لمستقبل عدد كبير من الطلاب من حيث إتاحة الفرصة لهم لإكمال دراستهم الجامعية من دون الحاجة إلى السفر لتركيا، بالإضافة إلى حصول الطلاب على شهادة جامعية من جامعة معتمدة، وذلك بخلاف شهادات الجامعات في مناطق الشمال السوري، وهو الأمر الذي أصبح حلماً لدى الطلاب، مما دفع بكثير من الطلاب للإقبال على الدراسة في الكليات التابعة لجامعة غازي عنتاب في الداخل السوري.

كيف حصلت مشكلة الدينكلك في فروع الداخل السوري

في العام الأول لافتتاح فروع الداخل السوري التابعة لجامعة غازي عنتاب قامت الجامعة بإجراء تعديل لشهادات الطلاب لضمان قيدهم بشكل رسمي في الجامعة، وقامت بتلك الخطوة على الرغم من عدم وجود الطلاب في تركيا وذلك بخلاف شرط تعديل الشهادة والذي يشترط وجود الطالب في تركيا,

في الأعوام اللاحقة لم تستطع الجامعة إجراء تعديل لشهادات الطلاب بسبب قيود تتعلق بالتعديل وبوزارة التربية التركية، وذلك بحسب كلام بلال خليفة المحاضر ومدير الشؤون الإدارية في كلية التربية التابعة لجامعة غازي عنتاب في عفرين.

خليفة أضاف لموقع تلفزيون سوريا بأن الجامعة تشترط وجود وثيقة تعديل للشهادة الثانوية "دينكلك" لضمان تخرج الطالب منها بشكل نظامي، واعتبر خليفة أن الجامعة لجأت لحل اعتبرته مناسباً يقتضي بحصول الطالب على الشهادة الثانوية مجدداً بحيث تكون صادرة عن المجالس المحلية في ريفي حلب الشمالي والشرقي، وذلك لكون شهادات المتقدمين للامتحانات عبر المجالس المحلية تصدر عن وزارة التربية التركية ومرفقة بوثيقة دينكلك.

قرار شفهي، الطلاب يرفضون وإدارة الكليات تعتبره غير نهائي

قرار الجامعة صدر بشكل شفهي قبل نهاية الأسبوع الماضي عندما زار وفد تركي من الجامعة كليات الداخل السوري، ومن ثم تمت صياغة القرار على شكل رسالة نصية تم تعميمها على المجموعات الخاصة بطلاب الكليات عبر تطبيق واتساب، وجاء في نص القرار:

"إعلان مهم بخصوص تعديل الشهادات الثانوية "Denklik"

على طلابنا الذين لا يملكون تعديلا للشهادة الثانوية التقديم على امتحان الشهادة الثانوية في مديرية التربية بصفة أحرار والحصول على شهادة ثانوية جديدة مع دينكلك.

آخر موعد للتقديم في التربية 14 نيسان ولا يوجد في هذا العام شرط العمر إذ يسمح للجميع بالتقديم لامتحان البكالوريا.

وهذه هي الفرصة الأخيرة لكم إذ لن يسمح في العام المقبل لكل الأعمار بالتقدم لامتحان البكالوريا".

احتج الطلاب على القرار ككل وخصوصاً على توقيته حيث لم يتبق لامتحانات الثانوية سوى شهرين ولديهم امتحانات جامعية في التوقيت نفسه، لكن دون جدوى.

 

 

وانتقد بعض الطلاب الدور السلبي لإدارة الفروع السورية للجامعة، والتي قالت لهم نحن لا نستطيع فعل شيء، عليكم المطالبة بحقكم، حتى وصل الأمر بإدارة فرع الباب بمنع الطلاب من الاحتجاج داخل حرم الجامعة ومطالبتها لهم بالاحتجاج خارجاً، بحسب عدد من الطلاب ممن التقاهم موقع تلفزيون سوريا.

كما اعتبر آخرون أنه من غير المنطقي أن يتخرج الطالب من الجامعة عام ٢٠٢٤ وأن تكون شهادته الثانوية صادرة في عام ٢٠٢٢، واعتبروا أن هذا الأمر قد يضر بهم مستقبلاً وربما تعتبر شهاداتهم مزورة.

الطلاب قالوا عندما سجلنا طلب منا ترجمة شهاداتنا واجتياز امتحان القبول في الجامعات التركية المعروف باسم امتحان اليوس وفعلنا ذلك ولم يطلب منا تعديل شهاداتنا، بل تلقينا وعوداً تفيد بسعي الجامعة لتأمين وثيقة تعديل الشهادة "الدينكلك" لنا، وقيل لنا إن الأمر سهل وسيتم عبر الجامعة في تركيا، لكننا فوجئنا قبل أيام وبعد دراستنا لسنتين في الجامعة بأن تسجيلنا فيها ليس نظامياً ويعتبر شرطياً ما لم نحصل على وثيقة الدينكلك التي من المفترض أن تؤمنها الجامعة.

بلال خليفة مسؤول الشؤون الإدارية في كلية التربية في عفرين حاول طمأنة الطلاب والتقليل من مخاوفهم وقال لموقع تلفزيون سوريا بأن قرار جامعة غازي عنتاب النهائي بخصوص الدينكلك لم يصدر بعد، وإنما طلبت من الطلاب التسجيل على امتحان الشهادة الثانوية لدى المجالس المحلية كإجراء بديل في حال فشلت مساعيها الرامية للحصول على الدينكلك للطلاب كما حصلت عليه لطلاب الدفعة الأولى، وهو ما يفسر بعدم صدور قرار خطي يحمل ختم وتوقيع الجامعة.

من وجهة نظر أخرى يرى بعض المتابعين بأن هذه الخطوة تهدف لدفع طلاب الشهادة الثانوية للتقدم للامتحان لدى المجالس المحلية التابعة للولايات التركية، وتضييق جديد على العملية التعليمية التي تقودها الحكومة السورية المؤقتة في شمال حلب بعد انقسام الطلاب بين متقدمين لامتحاناتها ومتقدمين لامتحانات المجالس المحلية، وبعد إيقاف تركيا إجراء امتحانات للطلاب السوريين لدى الحكومة المؤقتة على أراضيها ضمن ما كان يعرف بالامتحانات في دول الجوار والتي كانت تقام في عدة بلدان وباتت تقتصر حالياً على لبنان فقط.