icon
التغطية الحية

جامعات أميركية تدعم الطلاب الأوكرانيين وتحرم غيرهم من الطلاب الأجانب

2022.05.27 | 18:29 دمشق

جامعة نورث ويسترن الأميركية- المصدر: الإنترنت
جامعة نورث ويسترن الأميركية- المصدر: الإنترنت
نورث ويسترن ديلي - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

قررت إيرينا ريكروت السفر من كييف بأوكرانيا إلى مدينة إيفانستون الأميركية في أيلول المقبل لتكمل دراستها بعدما حصلت على منحة لدراسة حقوق الإنسان الدولية بكلية الحقوق من خلال منحة بريتزكر، فقد كانت من بين المتقدمين من أوكرانيا وغيرها من الدول التي سمح لمواطنيها بالتقديم خارج الفترة الاعتيادية نظراً لحالة عدم الاستقرار التي تتعرض لها بلادهم، وعن ذلك تحدثنا إيرينا فتقول: "إنني أتطلع لإقامة الكثير من العلاقات مع أشخاص من دول مختلفة وللتعرف على آراء الناس المختلفة حول القضايا ذاتها".

تعتبر هذه الفرصة واحدة من بين الكثير من المبادرات والمشاريع التي تطلقها جامعة نورث ويسترن الأميركية لمساعدة الطلاب والباحثين المتضررين بسبب العنف أو الكوارث. إلا أن هذه الجامعة مولت سلسلة من الندوات والمشاريع الإغاثية التي تتصل بأوكرانيا خلال الأشهر القليلة الماضية، في الوقت الذي ذكر فيه بعض الطلاب من لبنان وسوريا وفلسطين بأنهم لم يحصلوا على الدعم ذاته من قبل تلك الجامعة.

دعم واضح للطلاب الأوكرانيين

هذا وتعمل جامعة نورث ويسترن على دعم الطلاب الذين لم يخرجوا من أوكرانيا.

إذ تقول أنيليز رايلز المديرة التنفيذية لمعهد "بوفيت" بأن أساتذة كلية بينين للموسيقا تواصلوا مع طلاب الموسيقا الكلاسيكية في أوكرانيا وعرضوا عليهم تدريبهم بشكل افتراضي مع تقديم الاستشارات والنصح لطلاب الدكتوراه الذين لا يستطيعون أن يذهبوا إلى الكلية، وأضافت: "لقد تدخلت كليتنا بمفردها دون أي دعم مالي أو دون أن تدعمها أي منظمة، لتفعل ما هو صواب".

طلاب متضررون محرومون من الدعم

لم تطلق جامعة نورث ويسترن أي برنامج مماثل لدعم الطلاب المتضررين بسبب العنف في بلادهم مثل أفغانستان وأثيوبيا على حد ما قالته رايلز، ويرجع أحد أسباب ذلك برأيها إلى أن جائحة كوفيد-19 زودت معهد "بوفيت" بالأدوات اللازمة لاستضافة أساتذة جامعيين زائرين بشكل افتراضي للمرة الأولى في تاريخه.

إلا أن طالبان سيطرت على أفغانستان في آب 2021، أي بعد مرور أكثر من عام على بدء طلاب تلك الجامعة بحضور دروسهم بشكل افتراضي.

وحول ذلك أعلن الناطق الرسمي باسم الجامعة، جون ييتيس، بأنها أنشأت صندوقاً إنسانياً بعدما عبر الكثير من الطلاب عن قلقهم حيال عودتهم إلى بلدهم بعد غزو روسيا لأوكرانيا، وهذا الصندوق الذي يدعم الطلاب بتكاليف المعيشة، مفتوح أمام جميع الطلاب، ثم إن مكتب الطلاب الأجانب وخدمات الباحثين ترأس في السابق الجهود الساعية لدعم الطلاب المتضررين بسبب الأزمات أو الحروب، وقد شملت تلك المبادرات مساعدة الطلاب على تجاوز مرحلة الحماية المؤقتة، إلى جانب مناصرتها لمزيد من الدعم على المستوى الأكاديمي. إلا أن بعض الطلاب ذكروا بأن أشكال الدعم تلك لم يتم الإعلان عنها على نطاق واسع.

يخبرنا أحد الطلاب السوريين المستجدين في جامعة وينبيرغ، طلب عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية، بأن الجامعة لم تتواصل معهم بخصوص برامج المساعدة خلال الصيف أو حول دعم الطلاب الذين تعرضوا للعنف في بلادهم.

وقال: "بصفتي طالباً أتى من منطقة حرب، فإنني لم أحصل على أي دعم ولم يخبرني أحد بما يجري هناك، إذ لم يعد أحد يتحدث عن الحرب السورية، وبات من الطبيعي بنظرهم لمن أتى من الشرق الأوسط أن يكون قد عاش مأساة هناك، ولكن عندما يجري تخصيص شيء لأوكرانيا، فإن القادمين من أماكن مثل سوريا أو العراق أو فلسطين يتم تجاهلهم".

إذ عندما تقدم هذا الشاب ليصبح طالباً في تلك الجامعة، لم يخبره أحد حول أي فرصة للتقديم خارج الفترة الزمنية أو الطريقة المعهودة للتقديم، أو أنه بوسعه أن يقدم وثائق غير رسمية بدلاً من كشف العلامات الرسمي، بالرغم من أن الجامعة سمحت للمتقدمين من أوكرانيا بأن يفعلوا كل تلك الأمور خلال هذه السنة.

وأضاف ذلك الطالب بأنه من المؤلم أن تركز نشرات الجامعة وبياناتها وندواتها على دعم أوكرانيا فحسب.

وأضاف: "ماتزال أسرتي تعيش في ظل الحرب، أما نحن فإنهم لا يعاملوننا كما يعاملون الأوكرانيين هنا، لأنهم مايزالون ينظرون إلينا على أساس أننا أقل شأناً من البيض، ولا نستحق أن نتساوى بالحقوق التي تتصل بالأمن معهم أو حتى بالأمور العادية التي يقدمونها لهم، وذلك لأنهم يعتبرون أنه ليس من حقنا أن نحيا حياة طبيعية".

وأضاف ذلك الطالب أنه كان سيقدر جهود الجامعة كثيراً لو تواصلت معه بشأن فرص تمويل إقامته في الصيف أو حول تمديد المواعيد النهائية للتقديم.

أما الطالب اللبناني وهيب كرامند المستجد في جامعة ماكورميك والذي يشارك بكتاباته في صحيفتها فيخبرنا بأنه بعدما هبطت قيمة الليرة اللبنانية بشكل كبير خلال السنوات الماضية، صار من الصعب عليه الحصول على الأموال التي أودعها أهله في البنوك بغرض الادخار، ولهذا يقول بإن تحويل الأموال من لبنان إلى الخارج يعني أن تخسر 80% من قيمة المبلغ الذي تحوله.

وأضاف بأن الاضطرابات ازدادت في لبنان، وهذا ما يصعب أمر عودته، إذ يقول: "لقد تعرضنا لضربة كبيرة بالنسبة لقيمة الأموال التي بوسعنا أن ندفعها على تعليمنا. وقد جرت الانتخابات قبل أسبوع، وهذا ما يجعل توقع أي شيء في البلاد أمراً صعباً، كما أن أجواء البلد أصبحت مختلفة تمام الاختلاف عن الأجواء التي تركتها فيها عندما غادرت، أي أن الوضع في تدهور سريع جداً".

ويخبرنا وهيب بأن الجامعة لم تتواصل معه لتعلمه حول توافر برامج خاصة للطلاب الأجانب المتضررين بسبب حالة عدم الاستقرار في بلادهم، ولهذا سيعود إلى لبنان خلال فترة الصيف، وذكر أيضاً بأنه كان سيبحث لنفسه عن فرصة لو علم بالأمر.

دعم انتقائي حتى في المناهج الدراسية

ذكرت رايلز بأن أكثر من 20 أستاذا جامعيا من جامعة نورث ويست سجلوا لاستضافة باحثين أوكرانيين في صفوفهم ليقوم هؤلاء بإلقاء محاضرات افتراضية أو إجراء مشروع بحثي عن بعد مع طلاب أوكرانيين، وهذا ما يتيح لمعهد بوفيت أن يدفع رواتب للأساتذة الجامعيين الذين لا يمكنهم أن يمارسوا عملهم في الوقت الراهن في أوكرانيا، وستأتي تلك الرواتب على سبيل التكريم بالإضافة إلى دعم مالي يقدم لهم، وأضافت رايلز بأن أكثر من 200 باحث من أوكرانيا قد تقدموا بطلب للتدريس في جامعة نورث ويسترن بشكل افتراضي.

بالرغم من أن خطة هذا المعهد كانت تقوم بالأصل على جلب باحثين وعلماء أوكرانيين إلى حرم الجامعة، إلا أن رايلز فوجئت عندما سمعت بأن معظم الأساتذة الأوكرانيين يرغبون بالبقاء في بلدهم، وعن ذلك تقول: "إن ذلك تصرف ينم عن سيادة فكرية إن جاز التعبير، إذ قالوا لنا: سنبقى وسنستمر هنا، ولكن من الصعب فعل ذلك عندما تتعرض جامعتك للقصف أو عندما تضطر للنزوح إلى مناطق أخرى في البلاد، ولهذا أسسنا هذا البرنامج المبتكر".

وتخبرنا رايلز بأن معهد بوفيت استضاف باحثين من دول أخرى غير أوكرانيا في السابق، حيث تحدثت عن مبادرة أطلقت في مطلع هذه السنة مع مشروع بريتزكر تقوم على جلب باحثين زائرين من أفغانستان إلى جامعة نورث ويسترن.

ومن خلال هذا البرنامج، استضافت الجامعة باحثة واحدة من أفغانستان، وهي نجية محمودي، والتي تشغل منصب المدعي العام لدى مكتب المحامي العام في أفغانستان، إلا أن ييتس يدعي بأن الجامعة قدمت تمويلاً لاستقدام ثلاثة باحثين آخرين من أفغانستان، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى شيكاغو حتى الآن.

بيد أن الطالب المستجد في جامعة ميديل، واسمه مبارك حسن، وهو عضو في منظمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين، يخبرنا بأنه يتمنى أن تقوم الجامعة بتأمين دعم يتصل بالمناهج الدراسية، كأن تتيح الفرصة للباحثين الزائرين من فلسطين بالتدريس فيها.

وبالرغم من أنه ليس بطالب أجنبي، إلا أن حسن يخبرنا بأنه هو وبقية الأعضاء في المنظمة، وبعضهم طلاب أجانب، شعروا بخيبة أمل كبيرة لعدم إظهار الجامعة أي رد فعل تجاه العنف الذي يسود في منطقتهم، وقال بإن الجامعة لم تعبر عن أي رد فعل عندما قتلت صحفية قناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، التي تحمل الجنسية الأميركية، في أثناء تغطيتها لغارة نفذتها القوات الإسرائيلية، في الوقت الذي أكد فيه الجيش الإسرائيلي بأن شيرين قتلت في تبادل لإطلاق النار، في حين ورد في تقرير مستقل لشبكة سي إن إن رجح بأن الهجوم كان عبارة عن استهداف نفذته القوات الإسرائيلية بحق شيرين، وأضاف: "لقد أقامت جامعة ميديل عدداً من الندوات لمناقشة الأزمة الأوكرانية، لكن عندما قتلت الصحفية الفلسطينية البارزة، لم نر أياً من تلك الندوات أو أي تعبير عن الحزن على مستوى تلك المؤسسة، إذ يبدو بأن أوكرانيا قد حظيت بالاهتمام الذي تستحقه، في حين تلتزم المؤسسة الصمت، بل التجاهل، تجاه بقية الدول الأخرى".

المصدر: ديلي نورث ويسترن