icon
التغطية الحية

ثلاثة مرشحين من الحرس القديم.. من هو خليفة حسن نصر الله في زعامة الحزب؟

2024.09.28 | 17:10 دمشق

آخر تحديث: 29.09.2024 | 11:19 دمشق

حسن نصر الله (يمين) يلتقي محمد علي شهيدي، نائب الرئيس الإيراني
حسن نصر الله (يمين) يلتقي محمد علي شهيدي، نائب الرئيس الإيراني، 2016، أرشيف ـ رويترز
تلفزيون سوريا ـ سامر القطريب
+A
حجم الخط
-A

مع تأكيد "حزب الله" مقتل أمينه العام حسن نصر الله إثر غارة إسرائيلية استهدفته في ضاحية بيروت الجنوبية، يدخل الحزب مرحلة استثنائية مليئة بالتحديات، إذ تتجاوز تبعات هذا الاغتيال حدود لبنان لتصل إلى طهران. نصر الله، الذي لم يكن مجرد قائد عسكري أو زعيم سياسي بل رمزاً مؤثراً داخل المنظومة الإيرانية، يمثل فقدانه ضربة كبيرة للحزب ولإيران نفسها.

ورغم وجود آلية داخلية تتضمن قيام المجلس السياسي باختيار أمين عام جديد، لن يكون القرار مستقلاً بالكامل، فإيران، التي تعتبر حزب الله جزءاً أساسياً من استراتيجيتها في المنطقة، سيكون لها دور رئيسي في تحديد الخليفة. هذه السيطرة الإيرانية لم تكن مفاجئة، خاصة أن الحزب يعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري والمالي من طهران، مما يعني أن القيادة الجديدة لن تُختار إلا وفقاً لمصالح إيران الإقليمية.

تختلف الظروف الحالية لاغتيال نصر الله بشكل جذري عن اغتيالات سابقة لقادة في الحزب، مثل عباس الموسوي، نظراً للتعقيدات الأمنية والسياسية التي تمر بها المنطقة. فاغتيال نصر الله يأتي في وقت حساس يتعرض فيه الحزب لضغوط متزايدة، سواء من الداخل اللبناني أو من إسرائيل التي تصعد عملياتها العسكرية. إلى جانب ذلك، فإن الغارة التي استهدفت نصر الله أظهرت قدرة إسرائيل على الوصول إلى قادة حزب الله حتى في أكثر الأماكن تحصيناً، مما يطرح تساؤلات حول مستوى الاختراق الأمني الذي تعرض له الحزب.

من الجدير ذكره أن الجماعات هذه ليست جماعات مؤسساتية، وقد يؤدي مقتل زعيمها إلى ضعف صفوفها أو انهيارها وفقا للظروف التي تمر بها وقدرتها على التكيف مع استنزاف قياداتها، ويشار إلى أن فيلق القدس الإيراني تشتت قواه بعد اغتيال قاسم سليماني قرب مطار بغداد عام 2020.

ومؤخرا شكل مقتل حوالي العشرين من قادة وحدة "الرضوان" نكسة كبيرة لـ "حزب الله" إضافة لمقتل القيادي فؤاد شكر وحوالي 400 عنصر آخر على مدى الأشهر العديدة الماضية، من دون نسيان تفجير أجهزة الاتصالات العسكرية الأسبوع الماضي.

تتزايد التكهنات حول كيفية تعامل إيران مع هذا الوضع، وما إذا كانت ستسعى إلى استبدال نصر الله بشخصية قادرة على الحفاظ على تماسك الحزب واستمرارية دوره في المعادلة الإقليمية. فمن سيكون خليفة حسن نصر الله في زعامة الحزب؟

3 مرشحين لخلافة نصر الله:

نائب الأمين العام نعيم قاسم: رجل دعوي

كان له علاقته المباشرة مع حسن نصر الله  استمرت لأكثر من 35 سنة، وهو معروف بولائه لولاية الفقيه في قم. وبحسب وسائل إعلام لبنانية فإن قاسم سيتولى مؤقتا قيادة الحزب.

ولد الشيخ نعيم بن محمد نعيم قاسم، في شباط 1953م، في منطقة البسطا التحتا من مدينة بيروت. والده محمد من مواليد بلدة كفرفيلا في إقليم التفاح من الجنوب اللبناني. الشيخ متزوج وله ستة أولاد، أربعة ذكور وبنتان.

تابع دراسته الدينية الحوزوية عند عدد من العلماء منهم الشيخ أسعد فنيش، والشيخ محسن عطوي، والشيخ مصطفى خشيش، والسيد عباس علي الموسوي، والشيخ حسن طراد, والسيد علي الأمين، ثم درس على يد محمد حسين فضل الله بحث الخارج في الفقه والأصول.

تخرج من الجامعة عام 1977 وحصل على شهادة الماستر في الكيمياء، درَّس في الصفوف الثانوية الرسمية، وذلك لست سنوات, فهو خريج دار المعلمين التابعة لوزارة التربية.

أسهم في تأسيس "الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين" مع مجموعة من الشباب وهو في صفوف الجامعة بهدف العمل الطلَابي والتبليغ بالأفكار الإسلامية داخل الجامعات وفي المدارس, وذلك في أوائل السبعينيات.

شارك في حركة "أمل" (يتزعمها اليوم نبيه بري رئيس مجلس النواب)، عند تأسيسها على يد موسى الصدر عام 1974، وقد حضر الاجتماعات الأولى في جميع مناطق لبنان لإطلاق الحركة، وتسلَّم في حركة أمل مهمة نائب المسؤول الثقافي المركزي، وبعدها أصبح مسؤول العقيدة والثقافة إذ كان أحد الأمناء في مجلس قيادة الحركة بعد اختفاء الصدر في ليبيا، وعند تسلم حسين الحسيني عام 1978رئاسة الحركة.

هاشم صفي الدين وجه سياسي وصهر سليماني

ولد هاشم صفي الدين في مدينة صور بالجنوب اللبناني عام 1964، وهو ابن خال نصر الله وشبيهه من حيث الشكل. ويعد من أبرز الأسماء المطروحة لخلافة نصر الله في قيادة الحزب.

يرأس صفي الدين المجلس التنفيذي للحزب، إذ يشرف على كامل الشؤون السياسية والبرامج الاجتماعية والاقتصادية للحزب مما جعله على تماس مع قيادات حزبية من الصف الثاني والثالث، كما أنه يتمتع بعلاقات قوية مع الجناح العسكري.

وفي التاسع من مايو/أيار 2017، أدرجت واشنطن والرياض صفي الدين على القائمة السوداء للإرهاب، على خلفية "مسؤوليته عن عمليات لمصلحة الحزب الإرهابي في أنحاء الشرق الأوسط وتقديمه استشارات حول تنفيذ عمليات إرهابية ودعمه لنظام الأسد" وفقا للخزانة الأميركية.

وتربط صفي الدين علاقات قوية بطهران، إذ تشير المعلومات إلى انتقاله عام 1994 من مدينة قم في إيران إلى بيروت لتسلم مركز في الحزب، بناء على طلب إيراني.

وفي يونيو/حزيران الماضي، كشفت وسائل إعلام إيرانية عن زواج ابنه رضا بزينب سليماني، ابنة قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.

طلال حمية.. "الشبح"

طلال حمية من مواليد 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1952، ينحدر من بلدة طاريا الواقعة في البقاع الأوسط، وهو من الشخصيات القليلة التي كانت تتواصل بشكل مباشر مع نصر الله، ويتزعم وحدة العمليات الخارجية للحزب.

ينتمي حمية للجناح العسكري للحزب، لذا فهو متوار عن الأنظار ويعمل في الخفاء وبعدة أسماء مستعارة منها: "عصمت مزرعاني" كما يعتبر حمية من الجيل الأول للحزب، إذ انضم إليه في منتصف الثمانينيات حين تولى مسؤولية تنشئة عناصر من الحزب في برج البراجنة بضاحية بيروت الجنوبية، ويطلق عليه الموساد الإسرائيلي لقب "الشبح".

طلال حمية

خلف "طلال" قائد الوحدة السابق "مصطفى بدر الدين"، صهر "جهاد مغنية" وخليفته والذي قُتل أيضا في سوريا عام 2016، وقد عمل إلى جانب كلٍّ من بدر الدين ومُغنية ووزير الدفاع الإيراني السابق "أحمد وحيدي"، كما كان، وفق معلومات "الموساد"، مسؤولا عن نقل ترسانة حزب الله الصاروخية عبر سوريا.

ووفقا لموقع "المكافآت من أجل العدالة" الأميركي يعتبر حمية هذا مسؤولا عن تخطيط وتنسيق، وتنفيذ الهجمات خارج لبنان، لا سيما تلك التي استهدفت في المقام الأول إسرائيليين وأميركيين. وارتبط اسمه بالعديد من الاعتداءات، وهو متهم بالمشاركة في خطف طائرة  TWA في يونيو/حزيران 1985.