icon
التغطية الحية

ثلاثة تطورات في إدلب قد ترسم شكل المرحلة المقبلة

2020.08.10 | 13:21 دمشق

idlib13.jpg
مقاتلون من الجيش الوطني السوري في إدلب (AFP)
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

تشهد محافظة إدلب تطورات على الصعيد الميداني تمثل أبرزها بتشكيل قيادة تركية مركزية في إدلب، قابلها تحرك للقوات الروسية التي يبدو أنها تحاول كسر هدوء إدلب المستمر -على مضض- منذ 5 آذار الماضي.

ووفق مراقبين، فإن ما يجري في إدلب قد يرسم شكل المرحلة المقبلة من حياة نقطة خفض التصعيد الرابعة (إدلب)، التي تشهد تصعيداً آخر من قاتل جديد، هو فيروس "كورونا" الذي تسلل إلى خيام نازحيها ما ينذر بكارثة إنسانية كبيرة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

 

قيادة مركزية تركية

في ظل مواصلتها إرسال جنودها وآلياتها إلى داخل محافظة إدلب عبر معبر كفرلوسين، الذي غير شكل الوجود العسكري التركي في سوريا، لكثرة القوافل العسكرية التركية التي سلكته، قررت أنقرة مؤخراً إنشاء قيادة عسكرية مركزية لتنسيق عملياتها العسكرية في سوريا.

وحملت القيادة الجديدة اسم "القيادة العسكرية لعملية درع السلام"، ومقرها مدينة أنطاكيا جنوبي تركيا، المحاذية للحدود السورية.

وكشف تقرير لصحيفة  "يني شفق" التركية، أن القيادة مسؤولة عن المناطق التي سيطر عليها الجيش التركي إلى جانب فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا، خلال معاركها ضد تنظيم "الدولة" و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

وجاء في التقرير أن "المجلس العسكري الأعلى التركي" (YAŞ) عين اللواء هاكان أوزتكين رئيساً للقيادة المركزية، بينما ستعزز القوات التركية بجنود النخبة من مختلف الطبقات والرتب، الذين يخضعون لتدريب رفيع المستوى يمكنهم من الخدمة في جميع التضاريس والظروف المناخية للقضاء على التهديدات الداخلية والخارجية.

وتعكس الخطوة التركية، إصرار أنقرة  على تثبيت مواقعها العسكرية في إدلب، ورفدها بقيادة مركزية، لتشكيل عوائق أمام أي اختراقات ميدانية قد يسعى إليها نظام الأسد ومن خلفه روسيا وإيران في المرحلة المقبلة.

 

روسيا تدير ظهرها للدوريات

في ظل التوقعات بانتهاء الهدوء في إدلب وعودة المعارك والتصعيد العسكري من قبل روسيا، وهو ما دلت عليه الحشود العسكرية للنظام على جبهات القتال إلى جانب التصعيد الروسي خلال الفترة الماضية، غابت الدوريات الروسية التركية المشتركة للأسبوع الثاني على التوالي عن طريقM4، منذ  22 تموز الفائت، وهذه الدورية كان رقمها 22، وقد حققت أطول مسار لها على الطريق.

وتشير إدارة الظهر الروسية للدوريات وعدم إكمالها في الوقت الراهن، إلى تملص موسكو من اتفاق آذار الذي ينص على توقف التقدم العسكري لنظام الأسد وحلفائه الروس بعد توقيع الاتفاق الروسي - التركي، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في الـ 5 من آذار الفائت.

ونص الاتفاق أيضاً على تسيير دوريات تركية - روسية مشتركة على الطريق الدولي حلب - اللاذقية (M4) بين قريتي ترنبة شرقي إدلب وعين حور جنوب غربي إدلب، كأبرز البنود.

وسبق للمسؤولين الروس أن حملوا من يصفونهم بـ"الإرهابيين" في إدلب، مسؤولية تأخر إكمال مسار الدوريات المشتركة على "M4"، وكانت هذه الدوريات تعرضت لهجمات بملغمات من قبل مجموعات مسلحة ليست معروفة بالنسبة للفصائل العاملة في إدلب.

 

إشعال جبهات.. ونقاط مراقبة

هاجمت قوات نظام الأسد مطلع آب الجاري، مدعومة بعناصر روسية مناطق متفرقة من ريف اللاذقية المتاخم لإدلب.

وحاولت القوات المهاجمة التقدم نحو تل الحدادة وتل الراقم والتفاحية في جبل الأكراد بريف اللاذقية، ترافق مع قصف مدفعي وصاروخي للمنطقة.

في حين قالت فصائل المعارضة إنها أفشلت جميع الهجمات على المنطقة خلال الأيام الماضية، كما أوقعت قتلى وجرحى من القوات المهاجمة.

وقبل هذا الهجوم استقدم النظام تعزيزات على محاورالتماس مع المعارضة، ليكون جاهزاً لشن أي عملية عسكرية في المنطقة.

وفي نهاية حزيران الفائت، قالت "الجبهة الوطنية للتحرير" المنضوية ضمن "الجيش الوطني السوري" إنها أحبطت محاولة اقتحام من قبل القوات الخاصة الروسية جنوبي إدلب، هي الأولى منذ توقيع اتفاق آذار.

ونعى حينها، قائد فصيل "صقور الشام" المنضوي ضمن "الجبهة الوطنية"، أبو عيسى الشيخ عبر حسابه في "تويتر"، أربعة من مقاتليه، قتلوا أثناء الاشتباك مع عناصر تسللوا إلى حرش قرية بينين.

وأمام محاولة النظام التقدم في ريف اللاذقية، زاد الجيش التركي من نقاطه العسكرية في إدلب.

وأنشأ الجيش التركي مؤخراً نقطة عسكرية في منطقة الحدادة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية، لكن دون استقدام تعزيزات عسكرية له على خطوط الجبهات في المنطقة.

 

هل الوقت مناسب

تجري جميع هذه التطورات الميدانية في ظل أزمة صحية تعيشها سوريا عامة، وشمالها الغربي، نتيجة انتشار فيروس "كورونا" الذي وصل مؤخراً إلى أحد المخيمات في إدلب بعد اكتشاف إصابتين بين النازحين.

ويعني وصول الفيروس إلى المخيمات كارثة بالنسبة لتقديرات الأمم المتحدة، التي تؤكد على أن الواقع الطبي في المنطقة، معدوم.

وتحتاج إجراءات التصدي لـ"كورونا" إلى هدوء من قبل جميع الأطراف حتى تتم السيطرة على بؤر انتشاره، ولذلك سبق أن طلبت الأمم المتحدة ودول غربية من الأطراف الفاعلة في إدلب تجنب أي عمل عسكري والتفرغ للتصدي لكورونا.

وعلى الرغم من أن اللاعبين الأساسيين في إدلب (روسيا وتركيا) يتحركان عسكرياً على الأرض، فإن لسان مسؤوليهم السياسيين يؤكد في كل مرة يأتون فيها على ذكر إدلب، أنه يجب الحفاظ على الهدوء في المحافظة، والعمل على إنجاح اتفاق آذار.