icon
التغطية الحية

"تيك توك" منصة جديدة للدعاية الروسية عن سوريا

2021.09.10 | 07:01 دمشق

5d7a2d802030277b82080d6f.jpg
رانيا خالق (وسط) أحد وجوه الدعاية الروسية على "تيك توك" في زيارة لسوريا عام 2019 (فيسبوك)
+A
حجم الخط
-A

من منصتي فيسبوك وتويتر إلى منصة تيك توك توجه الحملة الدعائية المعادية للشعب السوري جهودها حالياً، ويظهر ذلك من خلال فيديوهات تتحدث باللغة الإنكليزية مدروسة تنتشر على المنصة، وتختص بتزييف ما حصل ويحصل في سوريا عبر سيل من الأكاذيب وتحريف الحقائق في محاولة لتبييض صفحة العدوان الروسي والإيراني على سوريا وجرائم النظام السوري.

مجزرة معرة النعمان

في صباح الإثنين 22 من تموز 2019 كانت مدينة معرة النعمان بريف إدلب على موعد مع مجزرة مريعة، حيث هاجمت الطائرات الروسية سوق المدينة المزدحم في الثامنة وأربعين دقيقة صباحاً بصواريخ عالية الانفجار، وبقصد قتل أعداد أكبر من المدنيين عادت تلك الطائرات لتهاجم نفس المنطقة بعد اجتماع الناس وفرق الإنقاذ، ليسفر ذلك الهجوم عن استشهاد ما لا يقل عن 43 مواطناً سورياً.

الناشطة السورية الأميركية "رانيا قيصر" في كانت في المدينة، وإزاء مشهد الدمار والدماء وجهت رانيا في مقطع فيديو، وقتها، رسالة باللغة الإنكليزية خاطبت فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وطالبته فيها بالتدخل لوقف جرائم النظام وروسيا، فيديو رانيا قيصر انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وأعادت نشره وقتها شبكة CNN تحت عنوان "امرأة سورية تناشد ترامب للتدخل لوقف الجرائم في سوريا".

المقطع الذي انتشر قبل سنتين لرانيا قيصر عاد للظهور على تيك توك لكن محرفاً بطريقة لا تخطر على بال، إذ تم تثبيت جملة على المقطع تقول "امرأة سورية تدعو ترامب لإيقاف بايدن عن قصف سوريا" وكأن قصير ومشهد الدمار من خلفها هو من فعل أميركا، ومهما قلنا إن هذه الكذبة سخيفة ولا يمكن تصديقها فإن ما حصده هذا المقطع من إعجابات وتعليقات وإعادة نشر تدل على أن جهل العالم الغربي بشكل عام بما حصل في سوريا يجعلهم يصدقون.

رانيا قيصر.JPG

 

ما لا يخطر ببال

تنبع أهمية تيك توك حالياً من سعة انتشاره الكبيرة والشريحة العمرية التي تتابعه، حيث معظم متابعيه من فئة الفتيان والفتيات تحت 20 عاماً، كما تعتبر منصة تيك توك الصينية من المنصات غير الآمنة حيث لا توفر رقابة حقيقية على المحتوى، ولا تهتم بملاحقة المحتوى المضلل والدعائي، مثل تويتر، وبكل الأحوال ما دام المقطع لا يتعرض للصين أو روسيا فلا رقيب عليه.

ويظهر من خلال تصفح المنصة مقطع آخر يقارن صوراً من سوريا قبل وبعد شن روسيا وإيران والنظام حربهم على مدن السوريين وقراهم لكن المقطع لا يقول ذلك بل يعنون بـ"سوريا قبل وبعد الحرب الأميركية عليها" ووصل عدد المشاهدات للمقطع لما يزيد على مليون مشاهدة.

قبل وبعد.JPG

 

النشاط الدعائي على تيك توك لفت نظر الصحفيين والباحثين المهتمين بالشأن السوري، وقامت باحثة أميركية في حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالتغريد على حسابها في تويتر تحت اسم "صوفي" حول هذه المقاطع التي تنتشر بكثافة على تيك توك لتحذر من خطورة هذه المقاطع لا سيما مع الأخذ بعين الانتباه الشريحة العمرية الأكثر متابعة لهذه المنصة حيث إنها مغيبة تقريباً عن حقيقة ما جرى ويتم توجيه الخطاب إليهم بطريقة تتناسب مع اهتماماتهم، وعرضت لمقطع دعائي لناشطة أميركية من أصل لبناني "رانيا خالق" تتهجم فيه على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتعيد فيه سرد الرواية الروسية عن مؤامرة المخابرات الأميركية.. إلى آخر المروية التي صارت معروفة.

 

باللغة الإنكليزية فقط

ويُعتبر مقطع خالق نموذجاً لمنهج الدعاية الروسية، فالموسيقا في خلفية المقطع هي من النوع الأكثر شيوعاً على منصة تيك توك والمفضلة عند رواده، كما أن المقطع من إنتاج شركة Soapbox الروسية التي تنشط على مواقع التواصل وتقوم بإنتاج مقاطع الفيديو ونشرها، وهذه الشركة تتبع لشركة Maffick Media التي يتم تمويلها والإشراف عليها من قبل مؤسسة روسيا اليوم الحكومية الروسية.

رانيا خالق.JPG
رانيا خالق

 

ونلاحظ أن الجهد الروسي في العمل الدعائي يركز تماماً على اللغة الإنكليزية حيث يستثمر في قلة اطلاع الشعوب الغربية على الشأن السوري وبالتالي لا تتوقف روسيا عن الضخ الدعائي باتجاه تحريف كل ما جرى في سوريا وتثبيت روايتها المفبركة لكل ما جرى.