أثارت التهديدات الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية للنظام قلقاً كبيراً لدى المسؤولين الروس، وتحدث وزير الخارجية الروسي عن عواقب "وخيمة" في حال حدوث أيّ هجوم عسكري، بينما أجرى رئيس هيئة الأركان اتصالاً مع نظيره الأمريكي حول سوريا بعد اتهامه فصائل المعارضة بالتحضير لـ"فبركة" هجوم كيميائي في الغوطة.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أنَّ موسكو "ساخطة وقلقة" للغاية بشأن تهديدات الولايات المتحدة بشن ضربات عسكرية ضد قوات النظام.
وقالت الوزارة في بيان صدر مساء اليوم الثلاثاء "مثل هذه التصريحات غير المسؤولة للممثل الأمريكي تسبب سخطاً وقلقاً بالغاً".
ووصف البيان أيَّ عمل عسكري محتمل ضد النظام بـ "الإجرامي" وقال إنه سيهدد حياة المستشارين العسكريين الروس بما في ذلك ممثلي "مركز المصالحة" الموجودين في دمشق ومواقع وزارة الدفاع التابعة للنظام.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن موسكو ستتخذ "تدابير ردية لازمة" في حال حدوث ضربة عسكرية من جانب واشنطن.
اتصال بين العسكريين
وعقب بيان الخارجية أجرى رئيس هيئة الأركان الروسية، فاليري غيراسيموف، اتصالاً هاتفياً مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية، جوزيف دانفورد، حول الوضع في سوريا.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إن الجانب الروسي بادر بالاتصال برئيس هئية الأركان الأمريكي. وأوضحت الوزارة أن الطرفين ناقشا المسائل المرتبطة بسوريا والوضع في الغوطة الشرقية خصوصاً دون ذكر المزيد من التفاصيل.
الجنود الروس في خطر
وقال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري جيراسيموف في وقت سابق اليوم إن موسكو لديها معلومات بأن الفصائل في الغوطة الشرقية تخطط لـ "فبركة" هجوم بأسلحة كيماوية ضد المدنيين وإلقاء اللوم على قوات النظام.
ولم يذكر المسؤول الروسي موعد الهجوم المزعوم أو يقدم أدلة تفصيلية لدعم تأكيداته.
وأضاف أن الولايات المتحدة تنوي استغلال "الهجوم المصطنع" ذريعة لقصف أحياء في دمشق حيث يتمركز مستشارون عسكريون وأفراد من الشرطة العسكرية الروسية ومراقبون لوقف إطلاق النار.
وهدد جيراسيموف باستهداف الصورايخ والمنصات التي تستخدم لإطلاقها في حال كان هناك خطر على جنوده.
واتهمت روسيا فصائل المعارضة مرات عدة بالإعداد لاستخدام أسلحة كيمائية في الغوطة الشرقية حتى تتهم لاحقاً النظام باستخدامها.
عواقب وخيمة للهجوم المحتمل
وردَّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم على تهديد المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن بتوجيه ضربة للنظام قائلا" في حال توجيه ضربة جديدة فإن العواقب ستكون وخيمة"
وكانت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة قد حذرت أمس الاثنين من أن واشنطن "ما زالت مستعدة للتحرك إذا تطلب الأمر" في حال عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ إجراء بشأن سوريا.
وفجر السابع من نيسان 2017 وجهت الولايات المتحدة ضربة عسكرية لمطار الشعيرات التابع للنظام بـ 59 صاروخ كروز من طراز توماهوك رداً على هجوم كيمائي على مدنية خان شيخون أدى لمقتل عشرات المدنيين وإصابة المئات.