icon
التغطية الحية

تنسيق إسرائيلي أميركي مكثف سبق الغارات على دير الزور

2021.01.13 | 20:20 دمشق

71f35f25-48cf-4a1b-b13c-8fdeae1c4da2.jpeg
"مايك بومبيو" و"بنيامين نيتنياهو" - (رويترز)
إسطنبول - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

كشف مسؤول استخباري أميركي عن دور ضليع لواشنطن في القصف الإسرائيلي على أهداف إيرانية في محافظة دير الزور، عبر تقديم معلومات استخبارية مفصلة لـ"تل أبيب" حول الأهداف التي قصفتها الليلة الماضية، في عملية وصفت بـ "الأعنف" منذ أشهر. 

ونقلت وكالة الأنباء "أسوشيتد برس" عن المسؤول الأميركي، الذي لم تفصح عن اسمه ووصفته بالمطلع على تفاصيل عملية القصف، بأنها جرت بتنسيق مع إدارة ترامب المنتهية ولايته، وجاءت بعد نقاش أجراه وزير الخارجية الأميركي، "مايك بومبيو"، مع رئيس "الموساد" الإسرائيلي "يوسي كوهين" خلال لقائهما العلني قبل يومين في "كافيه ميلانو" الشهير بالعاصمة واشنطن. 

دعم استخباري أميركي 

وقال المسؤول الأميركي إن إسرائيل قصفت الليلة الماضية أهدافا إيرانية شرقي سوريا، بمساعدة وتنسيق أميركي بعد تلقيها معلومات استخبارية من واشنطن. 

وأضاف المسؤول أن هذه الغارات استهدفت عدد من المستودعات أعدتها إيران لتخزين الأسلحة والمواد المخصصة لدعم برنامجها النووي. 

وقد استهدف سلاح الجو الإسرائيلي عبر 30 غارة جوية مواقع عدة للحرس الثوري الإيراني في دير الزور والبوكمال، منتصف ليلة الثلاثاء - الأربعاء، أسفر عن مقتل 17 من عناصر الميليشيات التابعة لإيران. 

اقرأ أيضاً: معلومات استخبارية قدمتها أميركا لـ إسرائيل قبل قصف دير الزور

ويأتي القصف الإسرائيلي عشية كشف وزير الخارجية الأميركي، "مايك بومبيو"، عن ارتباط طهران بالقاعدة ودورها في هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، في إحاطة نشرها في موقع وزارة الخارجية الأميركية يوم أمس، الثلاثاء، قال فيها: "إن إيران باتت القاعدة الرئيسية الجديدة لتنظيم القاعدة". 

وعلى عكس المتوقع، لم تؤثر الأجواء المتوترة في واشنطن التي تتحضر لاستقبال رئيسها الجديد، بعد اقتحام انصار ترامب للكونغرس، على الدعم الأميركي للتصعيد الذي تقوده "تل أبيب" ضد إيران في المنطقة. 

وتأتي عملية القصف هذه استثماراً للفرص الأخيرة مع فريق ترامب، من قبل تل أبيب وتمهيداً للانتقال إلى عهد "بايدن" الذي سيكون "مختلفاً" بحسب التقديرات الإسرائيلية. 

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس الموساد "يوسي كوهين" يزور واشنطن في زيارة عمل قبل أيام من مغادرة ترامب للبيت الأبيض، موضحة أن الزيارة هي لوضع الترتيبات الأخيرة مع الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها ولتمهيد الطريق للتنسيق مع الطواقم الأمنية الجديدة في إدارة بايدن. 

وتأتي زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي، من ضمن زيارات التنسيق الأمني التي تعقد كل ثلاثة أشهر، إلا أن توقيتها بحسب محلل الشؤون الأمنية والسياسية لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، "رون بن يشاي"، له دلالات وتختلف عما سبقها. 

مخاوف تل أبيب من تبدل الحال 

يقول "بن يشاي"، إن وزارة الدفاع الإسرائيلية تسابق الزمن مع اكتمال تشكيل بايدن لفريق إدارته السياسي والأمني بهدف خلق تفاهمات جديدة وزيادة التنسيق، لمنع حدوث أي مواجهة مع الفريق الجديد، نظراً للاختلاف الكبير بين إدارة ترامب وتوجهاتها في المنطقة وبين الإدارة المقبلة. 

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن "فريق أوباما قد عاد من جديد"، في إشارة إلى أن "بايدن" قد يسير على نفس مسار أوباما في المنطقة، لا سيما وأن الإسرائيليين يحملون انطباعات سلبية عن الحقبة الأوبامية، الأمر الذي دفع وزارة الدفاع الإسرائيلية للمبادرة والبدء بمحادثات تنسيق مع المؤسسة الأمنية في واشنطن وقد أعدت العديد من التوصيات التي حملها كوهين في زياراته. 

 اقرأ أيضاً:    17 قتيلا على الأقل من الميليشيات الإيرانية بالغارات على دير الزور

وتخشى إسرائيل من عودة الولايات المتحدة الأميركية إلى الاتفاق النووي الإيراني مع تولي بايدن الحكم، وتريد الاحتفاظ بالمكاسب التي حققتها تل أبيب في عهد ترامب، كما يساور الإسرائيليين الخوف من أن تنفذ إدارة بايدن الانسحاب من المنطقة وأن يؤدي الانفراج المتوقع في العلاقات الأميركية الإيرانية إلى إطلاق يد إيران في المنطقة في حال انسحبت واشنطن أو رفعت العقوبات الاقتصادية عن طهران. 

ويقول المحلل الإسرائيلي من أجل عدم الوصول إلى المواجهة المحتملة مع الإدارة الجديدة، تم إعداد سلسلة مفصلة من المقترحات والنصائح في وزارة الدفاع الإسرائيلية، والتي سيتم تقديمها للأميركيين لمساعدتهم في المفاوضات التي ستفتح مع طهران ، للتأثير على نتائجها قدر الإمكان. 

ويشير بن يشاي إلى أن وزير الدفاع "بيني غانتس"، شريك "نتنياهو" في الحكومة المنهارة، اتخذ زمام المبادرة للتنسيق مع الأميركيين بعدما فرض نتنياهو طريقته الخاصة واستفراده بالتنسيقات الأمنية مع فريق ترامب.  

التصعيد الإسرائيلي مستمر 

هذه المرة الرابعة، التي تنفذ فيها إسرائيل قصفاً لأهداف إيرانية في سوريا خلال أقل من ثلاثة أسابيع، وتأتي بعد أسبوع على قصف مماثل وواسع النطاق أيضاً استهدفت فيه الغارات الإسرائيلية قوات للحرس الثوري الإيراني في محيط مدينة دمشق، في منطقة الكسوة (جنوباً)، ومنطقتي الجولان السوري المحتل والقنيطرة أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 11 آخرين، بحسب تقارير إعلامية. 

كما دمرت إسرائيل، في 25 من كانون الأول الفائت، 4 مبانٍ في مركز البحوث العلمية في مصياف بريف حماة، كانت تستخدم كمصنع لإنتاج صواريخ أرض - أرض، وصناعة الرؤوس الحربية، عبر هجوم بصواريخ أطلقتها الطائرات الإسرائيلية من شمالي لبنان. 

 اقرأ أيضاً:  الميليشيات الإيرانية تنقل مصابي الغارات الليلية إلى داخل العراق

وتأتي بالتزامن مع تنفيذ الجيشان الأميركي والإسرائيلي أكبر عملية ردع عسكرية مشتركة في مياه الخليج والبحر الأحمر، هدفها ردع إيران، عبر مناورات عسكرية بحرية وجوية وصفت بـ "التاريخية"، استخدمت فيها لأول مرة الغواصات (جورجيا الأميركية ودولفين الإسرائيلية) وقاذفات الصواريخ الأميركية B-52 وشاركت فيها الجمعة الماضية طائرات سعودية من طراز F-15.