
ألقى وزير الخارجية الأمريكية ريكس تليرسون خطاباً، في ستانفورد بولاية كاليفورنيا الأمريكية، حدد فيه استراتيجية إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في سوريا، في وقت واجه الأخير اتهامات من العديد من المراقبين بأنه لا يملك استراتيجية في هذا البلد، مع اقتراب انتهاء الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، والتقدم الذي يحرزه النظام السوري على فصائل المعارضة بمساعدة روسيا وإيران.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي، الأربعاء 17 كانون الثاني، أن الجيش الاميركي لن يبقى في سوريا بهدف تحقيق الهزيمة الكاملة لتنظيم "الدولة الإسلامية" فحسب، بل لمواجهة نفوذ إيران والمساعدة في نهاية المطاف على دفع بشار الأسد خارج السلطة.
رحيل بشار الأسد يخلق ظروفا لسلام دائم
وعن موقف الولايات المتحدة من النظام السوري؛ شدد تيلرسون على أن قيام سوريا مستقرة وموحدة ومستقلة يتطلب بنهاية المطاف قيادةً لما بعد بشار الأسد. معتبراً رحيل رئيس النظام السوري في إطار عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة "سيخلق ظروفاً لسلام دائم". وأردف إن "الانسحاب التام" للأميركيين من سوريا في هذه المرحلة سيساعد الأسد على مواصلة تعذيب شعبه".
الولايات المتحدة لن تعطي دولارا واحدا لإعادة الإعمار في المناطق التي يسيطر عليها النظام.
وكرر تيلرسون في خطابه مراراً الحديث عن ضرورة رحيل رئيس النظام وعن سوريا ما بعد بشار الأسد، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تعطي دولارا واحدا لإعادة الإعمار في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري وأنها تشجّع حلفاءها أن يحذوا حذوها. وتابع: "في المقابل سنشجّع على مساعدة دولية من أجل إعادة إعمار المناطق التي حررها التحالف بقيادة واشنطن وحلفائها من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية." في إشارة منه إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية".
وعلى الرغم من أن رحيل الأسد لم يعد شرطاً مسبقا للولايات المتحدة؛ فإن تيلرسون أكد على أنه مقتنع بأن انتخابات "حرة وشفافة" بمشاركة المغتربين السوريين، وجميع المهجرين من سوريا ستؤدي الى رحيل الأسد وعائلته من السلطة نهائياً. وقال إن ذلك سيستغرق "وقتاً" ولكن هذا التغيير سيحدث في نهاية المطاف.
واشنطن لن تكرر خطأ العراق في سوريا
"عدم الالتزام من جانب الولايات المتحدة من شأنه أن يوفر لإيران فرصة ذهبية."
وحول مصير القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا، أوضح تيلرسون "إنه أمر حاسم لمصلحتنا الوطنية أن نحافظ على وجود عسكري ودبلوماسي بسوريا". وأشار إلى أن الهدف الأول للمهمة العسكرية سيبقى متمثلاً بمنع "تنظيم الدولة الإسلامية" من الظهور مجدداً، لافتاً إلى أن "إحدى قدمَي التنظيم باتت في القبر، ومن خلال الحفاظ على وجود عسكري أميركي بسوريا، ستُصبح له قدَمان في القبر"، وفق تعبيره. وأضاف وزير الخارجية: "لن نكرر خطأً ارتكبناه في العراق العام 2011، عندما سمح خروجنا المبكر من العراق لتنظيم القاعدة بأن يبقى على قيد الحياة في هذا البلد."
وبحسب تليرسون فأن "عدم الالتزام من جانب الولايات المتحدة" من شأنه أن يوفر لإيران "فرصة ذهبية من أجل تعزز مواقعها بسوريا". وأكد على إجاد حل للقضية السورية لا يسمح لإيران بتحقيق هدفها الكبير، وهو السيطرة على المنطقة.
خارجية النظام ترد: لسنا بحاجة دولار واحد من واشنطن
وقال مصدر رسمي في خارجية النظام، تعقيبا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون: " لسنا بحاجة إلى دولار واحد من الولايات المتحدة لإعادة الإعمار، وهي أصلا غير مدعوة للمساهمة في ذلك لأن سياسات الإدارة الأمريكية تخلق فقط الدمار والمعاناة".وفق تعبيره.
وأضاف المصدر في تصريحه لوكالة الأنباء التابعة للنظام سانا، "إن الوجود العسكري الأمريكي على الأراضي السورية غير شرعي ويشكل خرقاً سافراً للقانون الدولي واعتداء على السيادة الوطنية، وأن هذا الوجود وكل ما قامت به الإدارة الأمريكية كان وما زال يهدف إلى حماية تنظيم "داعش" الذي أنشأته إدارة أوباما".
والجدير بالذكر أن الأمم المتحدة أعلنت الأربعاء 17 كانون الثاني، أنها ستستضيف جولة جديدة من محادثات السلام حول سوريا في فيينا الأسبوع المقبل قبل أيام من افتتاح مؤتمر "سوتشي" الذي تنظمه روسيا. وقالت الأمم المتحدة إن المبعوث الخاص للأمم المتحدة (ستافان دي ميستورا) "يتوقع أن تحضر الوفود إلى فيينا وهي جاهزة لعمل جوهري معه".