icon
التغطية الحية

تكريم طلاب "مكفوفين" في مدينة إدلب | صور

2021.08.12 | 18:46 دمشق

img_6480.jpg
+A
حجم الخط
-A

شهد مسرح المركز الثقافي في مدينة إدلب اليوم الخميس، تكريماً لطلبة جامعيين وآخرين حاصلين على الشهادات الإعدادية والثانوية من فئة "المكفوفين"، ضمن مشروع "أراكم ببصيرتي" التابع لمنظمة "good days" الخيرية الإنسانية.

وشارك في الحفل عدة فعاليات مدنيّة منها "جامعة إدلب ومديرية صحة إدلب ومديرية التربية والتعليم"، إلى جانب عدد من ذوي المكفوفين، وتخللتها كلمات ألقاها طلاب مكرّمون حوت نبذة عن دراستهم ومسيرتهم مع فقد البصر.

التحفيز

يقول فادي ياسين، وهو مدير مشروع "أراكم ببصيرتي" لموقع تلفزيون سوريا، إنّ "حفل التكريم اليوم شمل 14 طالباً، 2 حاصلين على الشهادة الإعدادية و4 على الثانوية العامة و8 من المرحلة الجامعيّة، جميعهم من فئة المكفوفين".

ويضيف: "الهدف الأساسي هو تحفيز هؤلاء الطلاب وإدخال السرور إلى قلوبهم، وتحفيز غيرهم على إكمال النهج الذي ينتهجه هؤلاء الطلاب في إكمال دراستهم".

طموح وآمال وتحديات

عبد الرحمن نعناع أحد الطلاب المكرّمين، حصل على مجموع 217 درجة من أصل 280 في الشهادة الإعدادية في دورة عام 2021، يعتبر أنّ "الكادر التعليمي المتميز والمتعاون إلى جانب عائلته كانا السبب الرئيسي في تفوقه ونجاحه وهو تسهيل ودعم حظي به خلال دراسته الشهادة الإعدادية".

و"نعناع" أحد طلاب مدرسة "الصمّ والبكم" في مدينة إدلب ودرس فيها الشهادة الإعدادية.

ويضيف لموقع تلفزيون سوريا متحدثا عن أبرز الصعوبات التي واجهته: "كنت أفتقد خلال دراستي لأدوات التسجيل إذ إنّ اعتمادنا بشكل رئيسي على الدروس المسجّلة".

ويوجه رسالة إلى الطلاب المكفوفين: "تابعوا دراستكم ولا تلتفتوا للمصاعب"، أما إلى المجتمع فيتمنى أن "يعطي المجتمعُ الكفيفَ حقه ولا يعتبره مهمشاً وبدون قيمة".

الشابة نهلة جمال حاج عبيدو لم تتوقف عند مأساة تهجيرها من بلدة البارة جنوبي إدلب، خلال الحملة العسكرية الأخيرة التي شهدتها المنطقة، ووصلت إلى مدينة أرمناز قبل سنتين، ومن هناك بدأت رحلة دراسة جديدة مع شهادة الثانوية العامة.

وتشير إلى أنها التحقت بمعهد خاص لدراسة "البكالوريا" بالتزامن مع تسجيلها بمدرسة ثانوية في مدينة إدلب حتى يتاح لها فرصة التقديم بشكل نظامي.

كانت تفتقد نهلة إلى وجود شخص بجانبها أحياناً من أجل قراءة وتسجيل الدروس لها على اعتبار أنّ غالبية أفراد عائلتها موظفون وطلبة جامعيين، وهذا كان أبرز ما عانت منه، إلا أنها حظيت بنهاية المطاف على مجموع عالٍ في الثانوية العامة بالفرع الأدبي بمثابرتها واجتهادها.

وتطمح الشابة إلى أن تدخل فرع الإعلام على اعتباره شغفها ووسيلة في أن توصل قضية المكفوفين إلى العالم وتنقل معاناتهم وقصص إبداعهم ونجاحاتهم.

أما "محمد دباغ"، وهو خريج كلية الشريعة والحقوق في جامعة إدلب، وأحد الطلاب المُكرّمين، فيتحدث عن رحلة دراسته التي استمرت لأربع سنوات، يقول: "في البداية وصلت لمرحلة عجز عن إكمال الدراسة بعد فقدان بصري وعدم حيازتي على هاتف خاص، إلا أني لاحقاً حظيت بتشجيع من عائلتي وأساتذة آخرين، وأكملت مسيرتي في طلب العلم".

وكان يقتصر دوام محمد على أيام قليلة بسبب ظرفه الخاص، ويحاول أن يعوض من خلال الدروس المسجّلة، في حين أن "أفراداً من عائلته وزملائه وبعض المشايخ كانوا يصحبونه إلى طريق الجامعة"، وفقاً لما يقول.

"أراكم بصيرتي"

تعمل منظمة "good days" على تأهيل حوالي 2500 كفيف من مختلف الأعمار وفي عدة مناطق منها إدلب وعفرين واعزاز بريف حلب الشمالي، بحسب محدثنا ياسين، وذلك ضمن مشروع "أراكم ببصيرتي".

ويوضح أنّ "المشروع يشمل عدة دورات تدريبية منها الناطق الجوال والعصا الخاصة بالمكفوفين وإعداد المدربين وتدريبات مهنية أخرى مثل تعليم صناعة القشّ وتعليم صناعة الفخار والمعالجة الفيزيائية".

ويطمح ياسين إلى رفد مشروعهم، المعني بفئة المكفوفين في مناطق الشمال السوري، بتجهيزات حديثة أبرزها الطابعة الخاصة بلغة "برايل" الخاصة بالمكفوفين التي تتيح للكفيف الكتابة والقراءة بشكل سهل ويسير كما باقي فئات المجتمع.