icon
التغطية الحية

تقرير غربي يكشف تحالف "العمال الكردستاني" مع "الحرس الثوري الإيراني"

2021.06.25 | 11:11 دمشق

تقرير غربي يكشف تحالف "العمال الكردستاني" مع "الحرس الثوري الإيراني"
تحالف "العمال الكردستاني" مع "الحرس الثوري الإيراني (AFP)
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

"في محاولة لردع التدخل التركي، دخل "حزب العمال الكردستاني" في تحالف مع ميليشيات مدعومة من إيران في منطقة سنجار وما حولها. إنه تحالف استراتيجي يزيد من تعقيد مستقبل الدولة في مرحلة ما بعد (داعش)".

بهذه المقدمة نشر موقع (Newlines/ نيولاينز) الأميركي تقريراً أمس الخميس، حمل عنوان: "التحالف الكردي الإيراني الناشئ في شمال العراق"، كشف من خلاله عن تفاصيل علاقة متينة جمعت بين "حزب العمال الكردستاني" و"الحرس الثوري الإيراني" تعود بجذورها إلى العام 1982 وفق التقرير.

تنظيم "الدولة" ومسألة سنجار

تحدث التقرير عن الهجوم الذي شنه تنظيم "الدولة" في آب 2014 على منطقة جبل سنجار -المعروفة أيضًا باسم شنكال- في شمال العراق، مرتكبًا ما صنفته الأمم المتحدة لاحقًا بأنه إبادة جماعية ضد الأقلية الإيزيدية. حيث تم ذبح الرجال والنساء الأكبر سناً، وإلقاء جثثهم في مقابر جماعية. كما تم استعباد النساء والأطفال، وفر مئات الآلاف من منازلهم.

ونتيجة للصراع في سوريا، يضيف التقرير، ظهر تنظيم الدولة في سوريا والعراق، كما اكتسبت الجهات الفاعلة الخارجية كإيران وتركيا، وكذلك "حزب العمال الكردستاني  (PKK)"، موطئ قدم على جانبي الحدود.

إيران حليف قديم لـ "حزب الله" اللبناني، وهي تدعم متمردي الحوثي في ​​اليمن. وتساعد في دعم نظام الأسد. وتتغلغل في الهياكل السياسية والأمنية في العراق. بينما تدعم تركيا في سوريا فصائل المعارضة  الذين هم على الطرف النقيض ضد ايران، وتحارب "حزب العمال الكردستاني" في شمالي العراق.

ويعتبر التقرير أنه على أراضي وقرى سنجار الخصبة تتعارض مصالح إيران وتركيا. فسنجار هي صورة مصغرة للمشهد الشرق أوسطي الأوسع، بحسب التقرير. حيث تكمن أهمية سنجار بسبب موقعها الجغرافي - فهي تقع استراتيجيًا على مفترق طرق على حدود العراق وسوريا وتركيا - كما أوضح "قادر كجك" رئيس المكتب الفرعي لـ "الحزب الديمقراطي الكردستاني" في سنجار: "هذا الطريق أصبح مزدحمًا جداً الآن".

وسلّط التقرير الضوء على فرقة مسلحة تقيم في منطقة سنجار، من أبناء الديانة الأيزيدية (نحو 50 شخصاً) تحت قيادة شخص اسمه "خال علي" الذي كان عليه أن يتحالف مع واحدة من القوات الموجودة في شمالي العراق في مواجهة تنظيم الدولة، مثل البشمركة الكردية، أو حزب العمال الكردستاني، أو الجيش العراقي. إلا أن "علي" اختار التحالف مع "الحشد الشعبي"، واصفًا إياها بـ "عدو (داعش)". ويقود علي الآن لواء (لالش)، وهي وحدة سميت على اسم معبد إيزيدي مقدس.

الموصل وعمليات الانتقام

بعد أيام قليلة من سقوط الموصل في يد تنظيم "الدولة" وتقدمه باتجاه بغداد مع انهيار الجيش العراقي، أصدر رجل الدين الشيعي البارز "آية الله علي السيستاني" في الـ 14 من حزيران 2014،  بيانًا دعا فيه الشباب الأكفاء لمحاربة (الجماعة السنية المتطرفة) بحسب وصف التقرير.

تم دمج قوات "الحشد الشعبي" في القوات المسلحة العراقية عام 2018، والعديد من عناصر "الحشد" كان موجودًا مسبقًا ولديهم علاقات طويلة الأمد مع "الحرس الثوري الإيراني"، وقد أدخلوا أنفسهم في قاعات السلطة والمجتمع في العراق، وأقاموا شبكات محسوبية واسعة النطاق.

اتُهمت الوحدات الإيزيدية التابعة لقوات الحشد الشعبي، بما في ذلك كتيبة علي (لالش)، بارتكاب عمليات قتل انتقامية ضد المدنيين العرب الذين اتهموا بالانضمام إلى تنظيم الدولة، بما في ذلك الاختفاء القسري وقتل 52 من أفراد قبيلة سنية في حزيران 2017 من الرجال والنساء والأطفال الذين فروا من الاشتباكات بين قوات "الحشد الشعبي" والتنظيم غربي الموصل.

بحسب "زمكان علي سليم" مدير البرامج في معهد الدراسات الإقليمية والدولية (IRIS) في السليمانية الذي يقوم بإجراء أبحاث حول قوات الأمن غير الحكومية في العراق فإن: "شبكة قوات الحشد الشعبي في سنجار لها غرض محدد".

فاتصال إيران البري بسوريا ولبنان يمر عبر العراق بدعم من قوات الحشد الشعبي، من ديالى إلى الأنبار. أما الطريق الثاني عبر سنجار فهو الخطة "ب" في حالة فقدها للطريق الجنوبي، على سبيل المثال، إذا عززت الولايات المتحدة قواتها المتمركزة في قاعدة عين الأسد الجوية الكبيرة شمال غربي الرمادي.

تبني إيران هذه الطرق والجسور من خلال استمالة الجماعات المحلية وجذب الناس إلى جانبها. الإيرانيون "استراتيجيون جداً" أضاف سليم.

"الحشد الشعبي" والسيطرة على سنجار

"قاتل حزب العمال الكردستاني من أجل سنجار، وحرره"  قال قاسم خلف، الرئيس المشارك لـ "مجلس الحكم الذاتي الديمقراطي" في سنجار، وهو سلطة مدنية مرتبطة بـ "حزب العمال الكردستاني"، ويضيف: "جاء هؤلاء الأشخاص من المجتمع، وهم من مجتمعنا، لذا فهم قانونيون هنا وموثوق بهم" على حد قوله.

ومثلما استوعبت قوات الحشد الشعبي الجماعات المحلية مثل لواء لالش بزعامة علي، اختار حزب العمال الكردستاني السكان المحليين لتعزيز وجوده. والاثنان يعملان معًا.

تلقت القوة الإيزيدية المدعومة من "حزب العمال الكردستاني" المسماة وحدات المقاومة في سنجار اختصارًا الحشد الايزيدي(YBS) ، تمويلًا وتدريبات من قوات "الحشد الشعبي" منذ عام 2015، وهي مرتبطة أيديولوجيًا بـ "حزب العمال الكردستاني" وممولة من قوات "الحشد الشعبي"، "إنها خادم وكيل مهجن" يصفها سليم.

"العمال الكردستاني والحرس الثوري تاريخ طويل من التسامح"!

يتمتع حزب العمال الكردستاني والحرس الثوري الإيراني بتاريخ طويل وعملي في "التسامح" مع بعضهما البعض، قال مقاتل سابق انضم إلى "حزب العمال الكردستاني" عام 1993 وقاتل معهم لمدة عقدين، ويضيف: "حزب العمال الكردستاني لديه علاقات مع إيران منذ عام 1982".

فمنذ الأيام الأولى لـ "حزب العمال الكردستاني"، سعى مؤسس الحزب "عبد الله أوجلان" إلى إقامة علاقات مع إيران، بما في ذلك "الحرس الثوري الإيراني". وساعدت المخابرات الإيرانية المتمردين الأكراد في العثور على مواقع معسكرات في جبال "قنديل" شمالي العراق حيث يوجد الآن مقر "حزب العمال الكردستاني". وعلى امتداد الحدود، كانت مواقع "الحرس الثوري الإيراني" ومعسكرات "حزب العمال الكردستاني" على مرأى من بعضها البعض، لكن كل منهما يغض الطرف عن الآخر.

الاستعانة بإيران للوصول إلى "قنديل"

في عام 1999، عندما تم القبض على "أوجلان"، انسحب الآلاف من مقاتلي "العمال الكردستاني" من مواقعهم في تركيا ومر ما لا يقل عن 5000 مقاتل منهم عبر إيران للوصول إلى جبال قنديل.

قال العضو السابق: "بينما كنت في صفوف حزب العمال الكردستاني، كان ممنوعًا علي وعلى الآخرين محاربة الحرس الثوري الإيراني". وفي إحدى رحلاته العديدة إلى إيران، اعتقلته قوات "الحرس الثوري الإيراني"، وقال له الإيرانيون ألا يقلق، إذ أنهم سيسلمونه إلى "جميل بايك"، وهو من مؤسسي حزب "العمال الكردستاني" وزعيمه البارز المعروف بين مقاتلي الحزب بعلاقاته الجيدة مع الإيرانيين.

ولفت التقرير إلى أن طهران وأنقرة تصدران من حين لآخر بيانات تعلن عزمهما على التعاون عسكريًا في محاربة المتمردين الأكراد على طول حدودهما المشتركة وفي شمال العراق، بما يشمل ذلك "حزب العمال الكردستاني"، ولكن بالنظر إلى تاريخهم، فإن مقاتلي حرب العصابات السابقين ليسوا متفاجئين على الإطلاق من أن يعمل "حزب العمال الكردستاني" و"الحرس الثوري الإيراني" معًا على بعد 300 كيلومتر إلى الغرب من سنجار.

ولعل من أهم ما جاء عليه التقرير يتلخّص بالآتي: "يساعد العمل مع قوات الحشد الشعبي حزب العمال الكردستاني على تعزيز طموحاته الخاصة بتوسيع منطقة نفوذه، واكتساب قواعد للدعم خارج الجبال وداخل المجتمعات الحضرية، في كل من العراق وشمال شرقي سوريا.  في مخابئه الجبلية، يقاتل حزب العمال الكردستاني من أجل بقائه بسبب استخدام تركيا طائرات بدون طيار متطورة بشكل متزايد.

لكن القوات المتحالفة أيديولوجياً معه تكتسب الشرعية: مثل وحدات حماية الشعب (YPG) في سوريا جزء من "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" المتحالفة مع الولايات المتحدة، والحشد الإيزيدي في سنجار YBS جزء من قوات الحشد الشعبي، والتي هي قوة عراقية شرعية. حتى إن حزب العمال الكردستاني كان قادرًا على تبادل الرسائل مع الولايات المتحدة من خلال هؤلاء الأصدقاء".