icon
التغطية الحية

تقرير: سلاح الجو البريطاني قتل 29 مدنياً في سوريا والعراق خلال عامين

2023.03.24 | 12:01 دمشق

مسيرة ريبر البريطانية التي نفذت غارة في البوكمال سقط بسببها مدنيون ضحايا في عام 2016
مسيرة ريبر البريطانية التي نفذت غارة في البوكمال سقط بسببها مدنيون ضحايا في عام 2016
The Guardian - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

ثمة مخاوف من احتمال مقتل تسعة وعشرين مدنياً في تسع غارات جوية شنها سلاح الجو الملكي البريطاني في سوريا والعراق خلال الفترة ما بين 2016 و2018، أي أن عشر ضحايا قد أضيفوا إلى التقديرات السابقة، وهذا العدد صار أعلى بكثير من العدد المقبول لدى المملكة المتحدة بالنسبة للضحايا من غير المقاتلين بحسب ما ورد في أحد التحليلات.

إذ في أسوأ حادثة، تم تقبل وفاة 12 مدنياً يعتقد أنهم فارقوا الحياة في مدينة الرقة خلال عام 2017 بسبب غارة أميركية، في حين يشير تحقيق إلى أن غارة نفذتها طائرة من دون طيار تابعة لسلاح الجو البريطاني قد قتلت على الأقل أربعة أفراد من أسرة واحدة في مدينة البوكمال السورية في عام 2016، وذلك بحسب تقارير ميدانية.

حرب بريطانيا على داعش أسقطت ضحايا مدنيين

ويرى من كتبوا هذا التقرير وهم باحثون لدى منظمة Action on Armed Violence (أي إجراء بخصوص العنف المسلح) بلندن، بأن التحليل كشف بأن سلاح الجو الملكي البريطاني باتت أمامه: "أسئلة كبرى ليجيب عنها"، وذلك حول شنه للحرب ضد تنظيم الدولة، بيد أن وزارة الدفاع البريطانية أصرت على عدم وجود أي دليل حول مقتل مدنيين.

وفي مطلع هذا الأسبوع، حدد تحقيق أجرته صحيفة الغارديان البريطانية ست غارات جوية نفذها سلاح الجو الملكي البريطاني في الموصل بالعراق، وقد تسببت تلك الغارات بمقتل مدنيين خلال الفترة ذاتها التي شملها التحليل. وقد بحثت المعلومات التي رشحت مؤخراً في القصف البريطاني الذي نفذ في سوريا ضمن ما يعرف بعملية شادر التي تمثل مساهمة المملكة البريطانية في الحرب على تنظيم الدولة والتي بدأت قبل تسع سنوات تقريباً.

تأخر وإنكار بريطاني

يذكر أن طائرات تايفون أي إعصار التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني شنت هجوماً في 13 آب 2017 للرد على قصف بالهاون نفذه مقاتلون من الأعداء، وقد تحدث الإعلام السوري وقتئذ عن مقتل 12 مدنياً في تلك العملية، وهذا العدد مقبول بالنسبة للقيادة الوسطى الأميركية التي تعتبر المسؤولة الأولى والأخيرة عن الحملة التي قامت ضد هذا التنظيم الإرهابي.

وإثر ذلك، أصدرت القيادة الوسطى الأميركية بياناً اعترفت فيه بمقتل المدنيين، والذي أتى معظمه نتيجة للغارات الأميركية، لكنها أشارت أيضاً للهجوم الذي نفذ في الرقة في التاريخ نفسه، حيث جاء في البيان ما يأتي: "للأسف قتل 12 مدنياً بشكل غير مقصود وأصيب ستة آخرون عن غير قصد نتيجة للقصف".

عندئذ زعم سلاح الجو الملكي البريطاني بأنه المسؤول عن مقتل ضحية مدنية وحيدة في القتال الدائر ضد تنظيم الدولة، وذلك خلال عمليات القصف التي نفذتها جماعة من الإرهابيين على متن مركبة عسكرية في شهر آذار من عام 2018 في منطقة وادي الفرات بسوريا. إلا أن هنالك مخاوف حيال تأخر ذلك التأكيد لبضع سنوات بعد تسريب الاعترافات الأميركية وغيرها من الجهات، وذلك لأن الولايات المتحدة أعلنت عن مقتل 1437 مدنياً بشكل غير مقصود خلال 35 ألف غارة جوية.

يعد سلاح الجو الملكي البريطاني جزءاً أساسياً من الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة، حيث صوت النواب البريطانيون لصالح مشاركة سلاح الجو البريطاني في الغارات التي تستهدف مواقع في العراق في شهر أيلول من عام 2014 وفي سوريا في شهر كانون الأول من عام 2015، وبناء على ذلك، نفذت طائرات عسكرية ومسيرات بريطانية أكثر من 5500 مهمة قتالية وأطلقت أكثر من 4300 صاروخ.

وحول هذا الموضوع، أعلن د. إيين أوفرتون، وهو المدير التنفيذي لمنظمة Action on Armed Violence بأن التأخر في الإعلان عن وقوع ضحايا أو عدم تقديم بيان شامل بهذا الخصوص قد صعب من مهمة تقييم أثر وضرر الغارات الجوية البريطانية بالنسبة للمنظمات المستقلة، غير أن التحقيق كشف عن "أسئلة كبرى يتعين على سلاح الجو الملكي البريطاني الإجابة عنها فيما يتصل بالضرر الذي لحق بالمدنيين من جراء المهمات التي نفذت من خلال غارات جوية، وهذه الأسئلة كثيراً ما تعرضت جميعها للإهمال والنبذ".

من جانبها، أعلنت بريطانيا بأنها تأخذ التقارير حول سقوط الضحايا المدنيين على محمل الجد إلى أبعد حد، وأضاف ناطق رسمي باسم وزارة الدفاع البريطانية بأن: "المملكة المتحدة تعمل على الدوام على الحد من خطر وقوع إصابات مدنية خلال عملياتنا الدقيقة، وتدرس بدقة سلسلة من الأدلة المعنية بتنفيذ ذلك، وتشمل تحليلاً شاملاً لبيانات ومعلومات المهمة المخصصة لكل غارة".

يذكر أن مسيرتين من نوع ريبر ضربتا أهدافاً في البوكمال بسوريا في 21 نيسان 2016، حيث استعانتا بصواريخ جهنم التي استهدفت معملاً مرتجلاً لصناعة الأسلحة والملغمات.

وحول ذلك أعلنت منظمة  Airwars أي الحروب الجوية البحثية التي تقوم بمراقبة عمليات القصف الغربية في الحرب على تنظيم الدولة بأن: "أربعة أفراد على الأقل من عائلة واحدة" قد قتلوا عند استهداف بيتهم، وقد يرتفع هذا العدد ليصل إلى عشرة أشخاص. وقد بنت هذه المنظمة تقديراتها على مجموعة من التقارير والأخبار التي جمعتها من الإعلام السوري.

إثر تنفيذ الغارة، أعلن سلاح الجو الملكي البريطاني بأنه: "لا يوجد ما يشير لوقوع ضحايا مدنيين ضمن تقييماتنا المفصلة" للحادثة، إلا أن التحقيق خلص إلى أن حجم التقارير البريطانية التي صدرت حول هذا الأمر أفضت إلى نتيجة مفادها بأن: "سلاح الجو الملكي البريطاني مسؤول أو متورط على الأقل في الاستهداف الذي تسبب بمقتل مدنيين".

على الرغم من تركيز البحث على فترة لا تتعدى السنتين تنتهي في عام 2018، إلا أن هنالك أسئلة وشكوكاً ما تزال تحوم حول غارات سلاح الجو البريطاني، إذ في مطلع هذا الشهر، رشحت معلومات تفيد بأن وزارة الدفاع رفضت الإعلان عما إذا كان لديها تقارير مبنية على تحقيقات حول وقوع ضحايا مدنيين من جراء غارة نفذتها مسيرة بريطانية على موقع إرهابي في الشمال السوري خلال شهر كانون الأول الماضي.

أما التحليل لمعلومات الغارة الذي ظهر أخيراً فيقوم على الجمع بين تقييمات أميركية ومعلومات رشحت عن الإدارة الداخلية للبنتاغون ونُشرت في صحيفة نيويورك تايمز، إلى جانب تحليلات صادرة عن منظمة Airwars وتقارير وأخبار بثها الإعلام العالمي والبريطاني.

المصدر: The Guardian