icon
التغطية الحية

تقرير: إسرائيل تخوض حرباً سرية في الجنوب السوري

2021.02.14 | 09:50 دمشق

2018-05-10t074934z_1856677884_rc11fa016100_rtrmadp_3_mideast-crisis-syria-israel_1_0.jpg
إسطنبول- خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

كشف موقع "واللا" الإسرائيلي حيثيات الحرب التي تخوضها إسرائيل في الجنوب السوري ضد ميليشيات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، ووصفها بـ "الحرب السرية"، بعد تغيير إيران استراتيجيتها للتموضع في المنطقة تفادياً للضربات الإسرائيلية.

وذكر الموقع في تقرير أعدّه محلل الشؤون العسكرية، أمير بوحبوط، أمس، السبت 13 شباط/فبراير،  على الرغم من أن الضربات الإسرائيلية أبعدت نشاطات إيران وحزب الله عن حدود الجولان لكن محاولتهم للسيطرة على الجنوب السوري اتخذت شكلاً مختلفاً.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يخوض حرباً سرية لمنع تحويل جنوب سوريا إلى نسخة شبيهة بجنوب لبنان، نفذ خلالها العشرات من الغارات في العام الماضي، ضد خطة إيران وحزب الله لإنشاء قواعد عسكرية في المنطقة.

ونقل الموقع عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن الخطة الإيرانية تغيّر شكلها فقط ولم تخرج عن صلب فكرتها الأساسية في التأسيس لوجود عسكري قرب الحدود مع إسرائيل على غرار جنوب لبنان.

تكتيك جديد

بحسب التقرير، قبل نحو عامين كانت القصة مختلفة، عندما كشفت إسرائيل محاولات التموضع العسكري الإيراني في الجنوب السوري إلى جانب قوات النظام، ولكن في عام 2019 أعادت إيران ترتيب خطة تموضعها، بطريقة أكثر سرية وبشكل محدود.

الخطة يشرف على تنفيذها حزب الله اللبناني وتتضمن انشغالاً مستمراً بجمع المعلومات الاستخبارية حول نشاط الجيش الإسرائيلي والتخطيط والاستعداد لهجمات ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي السورية.

وأوضح التقرير، أن حزب الله غيّر، وفقاً للخطة الجديدة، أنماط نشاطه نحو المزيد من السرية والابتعاد أكثر عن الجولان، وذلك لتفادي الضربات الإسرائيلية، الأمر الذي يسمح للحزب في المستقبل استيعاب الآلاف من عناصر الميليشيات التابعة لإيران.

ونقل موقع "واللا" عن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أمير برعام، قوله خلال اجتماعات مغلقة مع قادة عسكريين قبل نحو شهر ونصف، "أن حزب الله يحاول تأسيس نفوذ له في جنوب سوريا لخلق جبهة ثانية مع إسرائيل"، مشدداً على محاربة إسرائيل لهذا المخطط.

وأشار إلى أن "بنك الأهداف" المحكم والمتطور، الذي وضعته شعبة الاستخبارات العسكرية (آمان)، ساهم في الحد من قدرات حزب الله على تنفيذ مخططه.

ولفت التقرير إلى أنه على عكس السابق اعتمدت آلية بناء "بنك الأهداف" على أجهزة استشعار وتقنيات حديثة لجمع المعلومات وتحويلها إلى أهداف مرشحة للتنفيذ ومن ثم تدقيقها وغربلتها، بدلاً من اضطرار أجهزة الاستخبارات لمراقبة الهدف من منزل إلى منزل بحثاً عن نشاط إيراني أو حزب الله في قلب المنطقة الحضرية، كانت "مثل البحث عن إبرة في كومة قش".

كما ذكر التقرير أسماء أبرز قادة حزب الله المسؤولين عن تنفيذ الخطة، هما ضابطان بارزان الأول علي عساف والآخر ذو الفقار، اللذان يديران أنشطة لوجستية واسعة النطاق في الجنوب السوري لصالح الحزب.

مشهد معقد

يصف التقرير أن الوضع في الجنوب السوري معقد نتيجة تضارب مصالح عدة قوى، ما بين بيروت ودمشق وطهران وموسكو:

الإيرانيون يريدون السيطرة على المنطقة، من أجل إقامة قواعد عسكرية لتهديد إسرائيل حتى لا تهاجم بلادهم في المستقبل. أما حزب الله وكيل طهران وخادمها في لبنان هدفه استخدام الأرض السورية ضد الجيش الإسرائيلي من دون أن يضطر إلى دفع ثمن في لبنان.

أما بشار الأسد فهو مقيد بين الرضوخ للإيرانيين الذين حموا نظامه ومنعوه من السقوط وبين رغبته في استعادة سيطرته على كامل الأراضي السورية، بينما يريد الروس كسب أكبر قدر ممكن من المال والسيطرة والتأثير لذلك هم يناورون بين جميع الأطراف.

وبحسب التقديرات الأمنية الإسرائيلية التي أوردها الموقع في تقريره، فإن بشار الأسد غير راض عن هيمنة إيران وميليشياتها على قواته في الجنوب، لذلك أمر أخاه ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة للانتقال إلى المنطقة لفرض سيطرته.

كما يشكل ضعفه الأسد وعجزه عن مواجهة الهجمات الإسرائيلية عاملاً مهماً لإسراع في فرض سيطرته على الجنوب.

وختم الموقع تقريره بأن معركة السيطرة والنفوذ على المنطقة لا تزال مستمرة، ولكن في الوقت الحالي يحاول جميع اللاعبين في سوريا التأني ريثما تتبين سياسات الرئيس الأميركي الجديد تجاه الشرق الأوسط بشكل عام وسوريا بشكل خاص.