icon
التغطية الحية

تفاهمات تعزز التعاون الاقتصادي.. وفد حكومة الأسد يختتم اجتماعاته في الأردن

2021.09.29 | 09:19 دمشق

img_20210928_121504_133.jpg
وصف وزير الاقتصاد في حكومة النظام الاجتماعات مع الجانب الأردني بأنها كانت "مهمة للغاية" - سانا
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

اختتمت في العاصمة الأردنية عمان، الاجتماعات الوزارية الأردنية مع حكومة نظام الأسد، التي عُقدت على مدار اليومين الماضيين، في حين أعلنت وزارة الداخلية الأردنية صباح اليوم الأربعاء إعادة فتح الحدود البرية الأردنية السورية في معبر حدود جابر - نصيب، عقب إغلاق دام نحو 60 يوماً، جرّاء الأحداث الأخيرة في درعا بالجنوب السوري.

وفور انتهاء الاجتماعات مساء أمس الأربعاء، أعلنت السلطات الأردنية عن عودة شركة "الخطوط الملكية الأردنية" إلى تسيير رحلات مباشرة لنقل الركاب بين الأردن وسوريا، اعتباراً من الأحد المقبل، بعد توقفها منذ تموز من العام 2012.

ووفق ما قالت وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، توصل الجانبان إلى "رؤى مشتركة وتفاهمات لأجل تعزيز التعاون الاقتصادي في مجالات التجارة والطاقة والزراعة والمياه والنقل، وبالشكل الذي يعود بالفائدة على البلدين".

وأضافت الوكالة أن الوزراء من الجانبين أكدوا على "أهمية وضع تصور لرفع مستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين ومعالجة أي صعوبات تواجه حركة التبادل التجاري والنقل، والدفع باتجاه تعزيز الشراكة في مجالات الطاقة والمياه والزراعة خدمة لمصالح كل طرف".

 

تفاهمات عديدة وتنفيذ فوري

وأعاد الأردن تفعيل لجنة المياه المشتركة، لمتابعة تنفيذ الاتفاقية الموقعة مع سوريا في العام 1987، إضافة إلى تفعيل اللجان المشتركة في أقرب وقت، والتعاون لتعظيم الاستفادة من مياه حوض اليرموك.

وفي مجال الطاقة والكهرباء، بحث الطرفان التعاون في قطاع الطاقة بشكل عام وقطاع الكهرباء على وجه الخصوص، وسبل إعادة تشغيل خط الربط الكهربائي الأردني - السوري، وضرورة وضع خريطة طريق واضحة لإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية المتضررة على الجانب السوري.

وفي مجال النقل، تم بحث سبل انسياب السلع وتسهيل حركة الشحن ونقل البضائع والركاب، ودراسة الرسوم المقررة على الشاحنات، بالإضافة لبحث أوضاع الشركة الأردنية - السورية للنقل، لإيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها.

واتفق الجانبان على تبادل قوائم السلع ذات الأولوية لتعزيز التبادل التجاري ليتم دراستها بما يحقق المنفعة المشتركة للنظام والأردن، كما تم بحث الإجراءات التنفيذية اللازم استكمالها لإعادة عمل المنطقة الحرة الأردنية - السورية، إضافة إلى الاتفاق على تبادل قوائم السلع الزراعية والتقويم الزراعي بين البلدين، تمهيداً لتنظيم التبادل السلعي التجاري الزراعي.

كما تم الاتفاق على ضرورة استكمال أعمال اللجنة الفنية الأردنية - السورية المشتركة، المشكلة من قبل وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية ووزارة الكهرباء السورية، التي بدأت منذ شهر آب الماضي، بعد زيارة وزيري النفط والكهرباء في حكومة نظام الأسد إلى الأردن في حزيران الماضي.

 

وفد النظام: الاجتماعات كانت مهمة للغاية

من جانبها، نقلت وكالة أنباء النظام "سانا" عن رئيس وفد النظام، وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، محمد سامر الخليل، قوله إن "الجانب السوري طرح خلال الاجتماعات الواقع القائم بين البلدين في مختلف المجالات، والصعوبات التي تعترضه، والآليات المقترحة للتغلب عليها"، واصفاً الاجتماعات بأنها كانت "مهمة للغاية".

وأضاف الخليل أنه "تم الاتفاق على الإجراءات التي تخدم قضايا التجارة والنقل والزراعة والطاقة والموارد المائية بين البلدين، مع وضع تصورات مستقبلية لها، وتحديد مواعيد لبحث واستكمال القضايا الفنية بما يضع ما تم الاتفاق عليه موضع التنفيذ الفعلي وصولاً للنتائج المرجوة".

وصرح القائم بأعمال سفارة النظام في عمان، عصام نيال، أن الاجتماعات "تأتي في نطاق اللقاءات الدورية بين مسؤولي البلدين، والتي من شأنها تعزيز العلاقات بينهما"، مشيراً إلى أن الاجتماعات تزامنت مع القرار الأردني بفتح معبر جابر - نصيب الحدودي بين البلدين.

من جهته أعلن وزير الزراعة في حكومة النظام، محمد حسان قطنا، أن المباحثات تطرقت إلى الاتفاقيات الزراعية الموقعة بين البلدين في مجال التعاون العلمي والفني الزراعي والصحة الحيوانية والأدوية البيطرية والمبيدات والحجر الصحي، مشيراً إلى أنه سيتم عقد اجتماع خاص، يوم الخميس القادم، في منطقة نصيب، لتسهيل تبادل الحيوانات والمنتجات الحيوانية.

بدوره، أشار وزير الموارد المائية في حكومة النظام، تمام رعد، إلى أنه تم بحث تنفيذ اتفاقية استثمار مياه نهر اليرموك والصعوبات التي تعيق تنفيذ بعض مكوناتها، وبشكل خاص بعد استعادة سيطرة النظام على المنطقة مؤخراً، في حين أوضح وزير الكهرباء، غسان الزامل، أن اجتماعاً خاصاً للجان الفنية سيعقد لدراسة اتفاقية المتعلقة بالشبكة الكهرباء الأردنية السورية يوم الأحد القادم.

 

الأردن و"تعويم الأسد"

ويحاول الأردن جاهداً إعادة تعويم نظام الأسد عربياً ودولياً عبر مبادرة حملها العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، إلى البيت الأبيض، وعرضها على الرئيس الأميركي، جو بايدن، تتضمن تقليص عقوبات واشنطن المفروضة على الأسد بما يخدم المصالح الأردنية.

وفضلاً عن زيارة الوفد الوزاري خلال اليومين الماضيين، شهدت الفترة الماضية عدة لقاءات بين مسؤولين في حكومة نظام الأسد والأردن، حيث التقى وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، الخميس الفائت، بوزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، على هامش الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في مدينة نيويورك الأميركية، حيث يوجد الاثنان.

وخلال الأسبوع الفائت، استقبل رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني، اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، وزير الدفاع في حكومة الأسد علي عبد الله أيوب، الذي وصل إلى العاصمة الأردنية عمان في زيارة لم يُعلن عنها رسمياً.

يشار إلى أن الأردن يعاني من أزمات اقتصادية كثيرة، ويعتقد مسؤولوه أن إعادة تأهيل الأسد عربياً، بعد سيطرته على مساحات واسعة من سوريا بمساعدة روسية إيرانية، من الممكن أن تساهم في إنقاذ المملكة الأردنية الغارقة اقتصادياً.