icon
التغطية الحية

تعود إلى 2400 قبل الميلاد.. اكتشاف أقدم أبجدية بتاريخ البشرية في حلب |صور

2024.11.21 | 15:06 دمشق

آخر تحديث: 24.11.2024 | 11:06 دمشق

تاريخ الكتابة في العالم
الأسطوانات المكتشفة تعود إلى 2400 قبل الميلاد أي أنها أقدم بـ500 عام من النصوص المعروفة سابقاً وقد تكون علامات أو إشارات توضيح
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- اكتشف فريق من جامعة جونز هوبكنز أسطوانات طينية في تل أم المرا تعود إلى 2400 قبل الميلاد، مما يجعلها أقدم كتابة أبجدية معروفة، متقدمة بـ 500 عام عن النصوص السابقة، ويغير الفهم الحالي لأصل الأبجديات.
- أظهرت الحفريات في تل أم المرا وجود مجتمع معقد في العصر البرونزي المبكر، مع مقابر تحتوي على هياكل عظمية ومجوهرات وأواني، مما يشير إلى ممارسات تجارية وثقافية متطورة.
- يساهم الاكتشاف في تقديم رؤى جديدة حول تطور أنظمة الكتابة وتأثيرها، مؤكداً أن تطور الكتابة كان أكثر تنوعاً جغرافياً وحدث في وقت أبكر مما كان يُعتقد.

عثر فريق من الباحثين من جامعة جونز هوبكنز الأميركية على أسطوانات طينية في تل أم المرا شرقي حلب، تشير إلى أقدم كتابة أبجدية في تاريخ البشرية، أقدم بنحو 500 عام من أقدم النصوص المكتشفة سابقاً.

واكتشف فريق جامعة جونز هوبكنز، بقيادة أستاذ الآثار البروفيسور جلين شوارتز، أسطوانات طينية بطول الإصبع محفور عليها نقوش أبجدية، وذلك خلال حفريات قبر في تل أم المرّا شرقي حلب.

وكان هذا الموقع أحد المدن القديمة في الشرق الأوسط، ويعتبر أحد أول المراكز الحضرية متوسطة الحجم التي ظهرت في غربي سوريا.

وأشرف البروفسور شوارتز، الذي يدرس كيف تطورت المناطق الحضرية المبكرة في جميع أنحاء سوريا، وكيف ظهرت المدن الأصغر في المنطقة، على حفريات أثرية استمرت 16 عاماً في تل أم المرا، مع زملاء من جامعة أمستردام.

وكشفت أعمال الحفر المكثفة عن مقابر يعود تاريخها إلى العصر البرونزي المبكر، وبالإضافة إلى الأسطوانات الطينية، عثر الباحثون على ستة هياكل عظمية ومجوهرات من الذهب والفضة وأواني طهي ورأس حربة وأواني فخارية سليمة، وبجانب هذه الأواني عثر الباحثون على أربع أسطوانات طينية مخبوزة قليلاً، ويبدو أنها تحمل كتابات أبجدية.

وقال البرفسور شوارتز عن الأسطوانات إنها "كانت الأسطوانات مثقبة، لذا أتخيل خيطاً يربطها بجسم آخر ليكون بمثابة علامة. ربما كانت الأسطوانات توضح محتويات إناء، أو ربما من أين جاء الإناء، أو من كان ينتمي إليه"، مضيفاً أنه "بدون وسيلة لترجمة الكتابة، لا يمكننا إلا التكهن".

اكتشاف يقلب أصل الأبجديات

وباستخدام تقنيات تأريخ الكربون 14، أكد الباحثون أن تاريخ الكتابة على الأسطوانات يرجع إلى حوالي 2400 قبل الميلاد، أي ما يقرب من 500 عام أقدم من أقدم الأمثلة المعروفة للكتابة.

وتسبق الكتابة المكتشفة النصوص الأبجدية الأخرى المعروفة بحوالي 500 عام، في اكتشاف يقلب ما يعرفه علماء الآثار عن أصل الأبجديات، ويغير فهم كيفية مشاركة الأبجديات عبر المجتمعات.

تاريخ الكتابة في العالم

وذكر البرفسور شوارتز أنه "في السابق، اعتقد العلماء أن الأبجدية اخترعت في مصر أو حولها في وقت ما بعد عام 1900 قبل الميلاد، لكن القطع الأثرية التي لدينا أقدم ومن منطقة مختلفة على الخريطة، مما يشير إلى أن الأبجدية قد يكون لها قصة أصل مختلفة تماماً عما كنا نعتقد".

وأشار البرفسور شوارتز إلى أن الاكتشاف الجديد "يظهر أن الناس كانوا يجربون تقنيات الاتصال الجديدة في وقت أبكر بكثير وفي موقع مختلف عما تخيلناه من قبل".

اكتشاف يتجاوز التاريخ والأصل

ووفق البرفسور شوارتز، فإن "الأبجدية أحدثت ثورة في الكتابة، من خلال جعلها في متناول الناس خارج العائلة المالكة والنخبة الاجتماعية"، مضيفاً أن "الكتابة الأبجدية غيرت الطريقة التي يعيش بها الناس، وكيف يفكرون، وكيف يتواصلون".

ويمكن لاكتشاف هذه الأسطوانات أن يغير ما هو مفهوم عن الحضارات الحضرية المبكرة، من خلال توفير رؤى جديدة حول كيفية تطور أنظمة الكتابة وتأثيرها على الهياكل المجتمعية.

وتسهم نتائج الفريق الأثري في تل أم المرا في تقديم معلومات قيمة عن التطور الحضري المبكر في الشرق الأوسط، حيث توفر المقابر والقطع الأثرية المكتشفة لمحة عن حياة وممارسات الناس الذين عاشوا خلال العصر البرونزي المبكر.

مجتمع معقد ومتقدم

ويشير وجود عناصر قيمة مثل المجوهرات الذهبية والفضية وأواني الطهي ورأس الحربة والأواني الفخارية السليمة إلى "مجتمع معقد"، مع ممارسات تجارية وثقافية متطورة.

وأكد موقع جامعة جونز هوبكنز أن اكتشاف الأسطوانات الطينية التي قد تحمل كتابة أبجدية جدير بالملاحظة بشكل خاص، إذ يشير تصميمها المثقوب إلى أنها ربما كانت متصلة بأشياء أخرى، ربما كانت بمنزلة علامات أو إشارات تعريف، وهذا يعني الاستخدام المبكر للكتابة لأغراض عملية داخل المجتمع.

ولا يتحدى هذا الاكتشاف النظريات القائمة حول أصول الأبجدية فحسب، بل يؤكد أيضاً على تعقيد وتقدم الحضارات المبكرة في سوريا، وتشير النتائج إلى أن تطور الكتابة كان أكثر تنوعاً جغرافياً، وحدث في وقت أبكر مما كان يُعتقد سابقاً.