icon
التغطية الحية

تعليق عملية لم شمل عائلة سورية في كندا

2022.04.19 | 12:40 دمشق

أسرة الخالد السورية اللاجئة في كندا
أسرة الخالد السورية اللاجئة في كندا
ماي ماسكوكا ناو - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

حقّقت كنيستان في كندا هدفهما المتمثل بجمع 60 ألف دولار للم شمل عائلة سورية لاجئة مع أقاربها في مدينة بريسبريدج، ولكن مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا تتأخرت تلك العملية لبعض الوقت.

قبل خمس سنوات وصل حسان وبريفان الخالد إلى بريسبريدج برفقة ابنتهما بيلا التي لم يتجاوز عمرها حينذاك عاماً واحداً، وهناك تحولا إلى لاجئين بسبب الحرب في سوريا.

واليوم، يعمل حسان بدوام كامل كمساعد في مجال الرعاية، في حين تعتني بريفان بالأطفال، وقد حصل كل منهما على الجنسية الكندية، في شهر كانون الأول الماضي. كما أصبحت بيلا في السادسة من العمر وصارت ترتاد المدرسة، وانضم لها شقيقان في كندا هما فارس وعمره ثلاثة أعوام ونانسي وعمرها عامان.

كانت عائلة خالد تأمل خلال هذه السنة أن تستقبل غزوة وأردوان جانبالي مع أطفالهما الأربعة في بيتهما، وذلك لأن غزوة هي خالة بريفان وتصفها بأنها أعز صديقة لديها، وكذلك أولادها، خاصة الصغيرة بينهم.

ولذلك اشتركت كنيسة بريسبريدج الموحدة، التي سبق أن موّلت عملية استقدام عائلة الخالد، عام 2017، مع كنيسة كنوكس بريسبيتيريان في جمع مبلغ 60 ألف دولار، الذي اشترطت الحكومة الفيدرالية الكندية تأمينه لاستقدام أسرة جانبالي.

أوراق مركونة على الرف!

بعدما حقّقت الكنيستان ذلك الهدف، تطورت أمور أخرى، إذ بالرغم من استمرار الحرب في سوريا، يخبرنا حسان أن الغزو الروسي لأوكرانيا جعل الأولوية للاجئين الأوكرانيين، كما أن جائحة كوفيد-19 زادت الوضع سوءاً، ويعلّق على ذلك بقوله: "لقد أصبحوا طي النسيان، ولم يعد أي منهم يعرف إلى أين نقلت أوراقه ووثائقه، وإلى متى ستبقى تلك الأوراق مركونة على الرف، ألسنة؟ أم لسنتين؟ لا ندري على الإطلاق".

خلال تلك الفترة لجأت عائلة جانبالي إلى أربيل في العراق، حيث رحلت عن سوريا بسبب الحرب أولاً، وبسبب اقتراب عيد مولد ابنها الثامن عشر، ما يعني أن عليه تأدية الخدمة العسكرية الإلزامية.

تحدثنا بريفان عما جرى فتقول: "كانت خالتي خائفة أشد الخوف، وذلك لأن من ينضم من الشباب إلى الجيش لا يرجع أبداً، أي إن الوضع خطير للغاية".

وفي الوقت الذي تنعم فيه هذه الأسرة بأمان أكثر نسبياً في أربيل، تخبرنا بريفان أن أقاربها ما يزالون يواجهون تحديات ومصاعب كثيرة، وذلك لتصاعد الغارات الصاروخية وانعدام الاستقرار في المنطقة خلال الشهور القليلة الماضية، وعن ذلك تقول بريفان: "الحياة صعبة هناك أيضاً بالنسبة للاجئين، فهي ليست سهلة، كما أن الحياة مكلفة بالنسبة للاجئين، وهم يسعون بكل جهدهم للبقاء في العراق إلى أن يتم إنجاز المعاملات هنا كافة".

عشر سنوات من الفراق

بيد أن عائلة جانبالي ليست الوحيدة التي ما تزال بعيدة عن أسرة الخالد، وذلك لأن حسان يخبرنا أن معظم أقاربه ما يزالون يعيشون في سوريا، ولذلك سيقطع مسافة طويلة حتى يلتقي بهم عند نهاية هذا الشهر، بعد مرور أكثر من عقد على الفراق والبعد، ويصف لنا بأن الوضع في أوكرانيا أصبح مشابهاً لما قاسوه في سوريا، ويعلق على هذا بقوله: "الحرب هي الحرب، وهي مريعة أينما حلت، سواء في أوكرانيا أو في سوريا.

وثمة الكثير من المشاعر التي أحس بها تجاه الشعب الأوكراني، وأدرك تماماً ما يقاسونه لأني عانيت منه أنا أيضاً، وهذا ما لا أتمناه لأحد، حتى لأعدائي... ولهذا أحاول ألا أنظر إلى الخلف أبداً، ولكن هذه الأزمة التي حلت بأوكرانيا أعادت لي كل تلك المشاعر، وجعلتني أفكر بكل ما عانيته وكل ما مررت به، أي إنها فتحت جروحي، وهذا ليس بشيء لطيف، ولهذا لا أتمناه لهم، بل أتمنى أن ينتهي كل ذلك في أقرب وقت".

وبالطريقة ذاتها عبرت بريفان عن مشاعرها وذكرت أنها تشتاق للأهل والأصدقاء في سوريا ولأن يكونوا في حياتها لأنها تحس بالعزلة والوحدة هنا، ولهذا تعتقد بأن استقدام أسرة جانبالي قد تساعدها على التخفيف من تلك المشاعر إلى حد بعيد.

مشاريع وأحلام مؤجلة

تفكر بريفان بافتتاح مطعم سوري مع غزوة في بريسبريدج، في حين يمكن لأرداوان العمل بإصلاح الأجهزة الكهربائية، أما ابنه كنعان (18 عاماً) فيتمنى أن يصبح مصفف شعر، وأحمد (15 عاماً) يرغب بلعب كرة القدم، ورولا (14 عاماً) تريد أن تدرس الطب في كندا، أما الصغيرة إيما فما تزال في الثانية من العمر.

وعنهم تقول بريفان: "إن الأطفال متحمسون للغاية، لاسيما الكبير بينهم، فهو متحمس جداً للقدوم لرؤية كندا ولبدء حياة جديدة، بعدما عاشت تلك الأسرة حياة تعيسة جداً، ولهذا فهم يسألونني كل يوم: هل هناك أية أخبار؟ خاصة الجيدة منها؟ فأقول لا، ليست لدي أية أخبار، عندها يقولون لي إنهم سيواصلون الانتظار، فأقول لهم إن عليهم التحلي بالصبر".

وفي تلك الأثناء، زادت التبرعات للكنيستين الراعيتين فوصلت إلى 80 ألف دولار، وذلك لمساعدة أسرة جانبالي بالنفقات عند وصولها إلى كندا في نهاية المطاف.

وستستمر الكنيستان عبر الشراكة القائمة بينهما ببيع الكتب وألواح الشوكولا المصنوعة في معمل Peace By Chocolate الذي أسسته أسرة لاجئة وخصصت تلك الأنواع من الشوكولا لجمع التبرعات. كما سيجري بيع بيوت مطلية مخصصة للعصافير صنعها فنانون محليون، وذلك ضمن احتفالية ستقام في 27 أيار بحديقة  Memorial Park وفي سوق Spring Marketplace بتاريخ 11 حزيران، وفي سوق Gravenhurst وRosseau Farmers طوال فترة الصيف، وستذهب كل تلك التبرعات مباشرة لموقع الشراكة بين هاتين الكنيستين.

لهذا ما تزال عائلة الخالد متفائلة إذ يقول حسان: "بدعم من قبل المجتمع وبدعم من أسرتي بشكل مباشر، أعتقد بأننا سنعشق هذا المكان، لأنه مكان رائع للعمل والحياة والمتعة"، إلا أن بريفان قاطعت ضاحكة وهي تقول: "خلال فترة الصيف وليس في الشتاء".

 

المصدر: ماي ماسكوكا ناو