icon
التغطية الحية

تعزيزات إيرانية وتحريك كتائب للفرقة الرابعة.. ماذا يجري في درعا؟

2021.02.07 | 13:37 دمشق

alrabt.jpg
عناصر من قوات نظام الأسد في درعا (إنترنت)
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

أفادت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا، اليوم الأحد، أنّ تعزيزات لـ ميليشيات إيرانية وصلت إلى مدينة الصنمين شمالي درعا، تزامناً مع تحريك كتائب للفرقة الرابعة التابعة لـ قوات الأسد في بلدة المزيريب شمال غربي درعا.

وقال "أبو محمود الحوراني" - المسؤول الإعلامي في "تجمّع أحرار حوران" - إنّ نحو 50 عنصراً مِن الميليشيات الإيرانية - جلّهم مقاتلون أفغانيون - وصلوا، يوم الجمعة الفائت، إلى مقر الفرقة التاسعة التابعة لـ قوات النظام في مدينة الصنمين، ومِنها إلى الملعب البلدي في مدينة درعا، والتي وصلوا إليها، في وقتٍ سابق مِن صباح اليوم.

وجاءت التعزيزات العسكرية الجديدة - وفق الحوراني - بالتزامن مع إعطاء قيادات "الفرقة الرابعة" إيعازاً للعناصر في معسكر زيزون غربي درعا، يوم الخميس الفائت، بالتجهيز والتحضير مِن أجل نقلهم إلى نقاط عسكرية تابعة للفرقة في محيط مدينة طفس ومعملي "الكونسروة والصاعقة" ببلدة المزيريب المجاورة.

وفي وقتٍ سابق مِن صباح اليوم، نقلت "الفرقة الرابعة" عناصر الكتيبتين "43 - 44" التابعتين لها مِن معسكر زيزون - أحد أكبر تجمّعات الفرقة في درعا - إلى معسكر الصاعقة ومعمل الكونسروة في بلدة المزيريب.

وعمِلت "الفرقة الرابعة"، خلال الأيام القليلة الماضية، على تدشيم وتحصين ورفع سواتر ترابية لـ مواقعها في "البحوث العلمية ومؤسسة الري ومزرعة الأبقار وبناء الجامعات" بالمنطقة الممتدة بين بلدتي المزيريب واليادودة، وعلى الطريق الزراعي باتجاه مدينة طفس المجاورة.

 

مساع للسيطرة على ريف درعا الغربي

تسعى "الرابعة" ومِن ورائها الميليشيات الإيرانية - بحسب المصادر - إلى تضييق الخناق على أهالي ريف درعا الغربي تمهيداً للسيطرة على كامل الريف وإحكام القبضة الأمنيّة في حوض اليرموك وقرب الحدود مع الأردن، وذلك بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة، مطلع العام الجاري.

اقرأ أيضاً: إيران تعزز من وجودها العسكري في درعا والقنيطرة

وقد جرى اجتماع، يوم الخميس الفائت، ضم 13 ضابطاً مِن الفرقتين "الرابعة والخامسة" و"الفرقة 15"، إضافة إلى شخصيات مِن مجموعة “سيف الحق” التابعة لـ ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني، وشخص يمثّل ميليشيا "حزب الله" اللبناني يدعى "العميد حسن"، وممثل عن الشرطة العسكرية الروسية.

خلال الاجتماع طرح الحضور عدداً مِن المواضيع في مقدمتها السيطرة على ريف درعا الغربي، واستخدام القوة العسكرية إذا تطلب الأمر ذلك، واقترح بعض الحضور زيادة المجموعات والخلايا التابعة لـ قوات الأسد في المنطقة بهدف إثارة الفوضى وتسهيل عملية السيطرة، وتصفية الأشخاص الرافضين لـ دخول "النظام".

وبحسب "تجمّع أحرار حوران" فإن رئيس اللجنة الأمنية في الجنوب السوري اللواء "حسام لوقا" التابع لـ نظام الأسد حرّض الحضور على ضرورة القضاء على اللجنة المركزية في درعا، واصفاً كل مَن يتعاون معها بـ"الإرهاب".

وكان "لوقا" قد وصف اللجنة المركزية - خلال اجتماع عقد الثلاثاء الماضي -  في مقر "حزب البعث" بمدينة درعا، بأنها بقايا "الإخوان المسلمين"، ما دفع أعضاء اللجنة المركزية إلى رفض دعوة "النظام" إلى اجتماع كان مقرّراً إجراؤه، أمس السبت.

اقرأ أيضاً: درعا.. المركزية ترفض الاجتماع مع النظام بسبب وصفها بلجنة الإخوان

 

روسيا ترفض الحل العسكري في درعا

قالت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا: إنّ "الروس" يرفضون التصعيد العسكري في درعا حالياً رغم تهديدات سابقة بقصف المنطقة جوّاً، وإنهم يسعون الآن لـ فرض حل سلمي إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في سوريا المقرّر إجراؤها، في شهر تموز المقبل.

وقد دعا الممثل الروسي - الذي حضر الاجتماع في مقر "حزب البعث" - إلى مفاوضات جديدة مِن أجل التوصّل إلى اتفاق في المنطقة مِن دون عمليات عسكرية.

وذكرت المصادر أنّ "الروس" أمهلوا اللجنة المركزية في درعا، منذ مطلع شهر شباط القادم، 15 يوماً لـ تهجير بعض الأسماء المطلوبة إلى الشمال السوري، وغالباً يكفي تهجير "أبو طارق الصبيحي" المتهم بقتل 9 عناصر مٍن شرطة بلدة مزيريب، في  تشرين الثاني 2020، وهو ما سبق ورفضته اللجنة.

اقرأ أيضاً: درعا.. اتفاق مدينة "طفس" بين وجهاء المدينة والنظام لم يطبق بعد

اقرأ أيضاً: درعا.. استهداف أحد الذين طالب النظام بتهجيرهم إلى الشمال السوري

وهذا شرط مِن "الروس" حتى يمنعوا قوات الأسد وميليشياتها مِن تنفيذ أي عملٍ عسكري في المنطقة، وهو ما ستناقشه اللجنة المركزية في اجتماعٍ مغلق، اليوم، ورجّحت المصادر أنّها قد توافق على تهجير بعض الأسماء المطلوبة، لـ إنهاء ذريعة "النظام" باقتحام المنطقة.

الرفض الروسي للعمليات العسكرية والسيطرة على المنطقة بقوة السلاح والسعي إلى فرض حل سلمي حالياً، دفع خلايا الميليشيات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني - وفق المصادر - إلى تكثيف عمليات الاغتيال، أخيراً، وتمكّنت مِن اغتيال قيادي في مخيم درعا وآخر في بلدة المزيريب، ما يعني أنّ هذه العمليات ستشهد تزايداً ملحوظاً، خلال الأيام والأسابيع المقبلة، في ظل التجاذب بين إصرار "الإيرانيين" على السيطرة على المنطقة، ورفض "الروس" لذلك عن طريق العمليات العسكرية.

 

يشار إلى أنّ قوات الأسد وميليشياتها مدعومة بسلاح الجو الروسي سيطرت، منتصف تموز 2018، على محافظتي درعا والقنيطرة وفرضت "تسوية" هجّرت بموجبها بعض القيادات والمقاتلين في الفصائل العسكرية المعارضة وعائلاتهم إلى الشمال السوري، في حين سلّمت الفصائل المتبقية السلاح الثقيل والمتوسط لـ"النظام"، مقابل وعود - ضمنتها روسيا - بالإفراج عن المعتقلين وتسوية أوضاع المنشقين وعودة الموظفين المفصولين إلى دوائر عملهم، ومنذ ذلك الحين والمحافظتان تشهدانِ فلتاناً أمنياً وعمليات قتل واغتيالات، طالت مقاتلين سابقين في الجيش السوري الحر ورؤساء مجالس محلية.