icon
التغطية الحية

تصعيد جديد من "هيئة تحرير الشام" تجاه تركيا.. إلى أين سيتجه؟

2023.01.31 | 07:57 دمشق

هيئة تحرير الشام
أكد مصدر أمني أن "تحرير الشام" أدخلت العشرات من العناصر الأمنية إلى منطقتي الباب وجرابلس شمال شرقي حلب - AFP
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

صعدت "هيئة تحرير الشام" من لهجتها تجاه تركيا، حيث اتهم قيادي بارز في الهيئة جهاز الاستخبارات التركي بالوقوف خلف عملية اغتيال القيادي في القطاع الشرقي لـ "أحرار الشام"، صدام الموسى، الذي قتل من جراء انفجار مجهول في 25 كانون الثاني الجاري، قرب منزله في بلدة الحدث بريف الباب.

وحمل القيادي جهاد عيسى الشيخ (أبو أحمد زكور) أطرافاً في جهاز الاستخبارات التركي مسؤولية اغتيال الموسى، وذلك في سلسلة تغريدات نشرها في تويتر.

وحذر "الشيخ" من احتمالية تنفيذ اغتيالات أخرى، مدعياً إعداد قائمة بأسماء شخصيات معينة لاستهدافها.

أسباب تصعيد "تحرير الشام"

أفادت مصادر خاصة لموقع "تلفزيون سوريا"، بأن الاتهام الذي وجهه "زكور" للجانب التركي، أتى بعد تحذيرات وجهت له وللقيادي الآخر أبو ماريا القحطاني، من مغبة استمرار نشاطهم الأمني في كلا منطقتي عمليات درع الفرات وغصن الزيتون.

وطلب المسؤولون الأتراك المكلفون بمتابعة شؤون المنطقة من حواجز الشرطة العسكرية التي تتبع للجيش الوطني السوري، التدقيق على الوافدين من إدلب باتجاه عفرين واعزاز، ومنع مرور قيادات الهيئة التي تعودت على التجول في هذه المناطق طيلة الأشهر الماضية، الأمر الذي قرأته الهيئة على أنه موقف تصعيدي ضدها.

وبحسب المصادر فإن الاعتقاد يسود داخل أروقة القيادة في "هيئة تحرير الشام"، بوجود تحول  في الموقف التركي، وبأن المشهد السوري مقبل على تبدل التحالفات الدولية، وترجيح اقتراب أنقرة أكثر من محور أستانا والابتعاد أكثر عن موقف الولايات المتحدة الأميركية، مما يعني زيادة احتمالية تنفيذ بنود اتفاق سوتشي وأستانا، بما في ذلك إنهاء ملف "هيئة تحرير الشام"، ولذا فإن الأخيرة تحاول جاهدة التمدد أكثر في عفرين واعزاز والباب، ويبدو أنها وجدت في مقتل صدام الموسى فرصة مؤاتية لتأليب الحاضنة الشعبية وحشدها لصالحها ضد الموقف التركي بحجة عرقلة فرض المصالحة مع النظام السوري.

مخاوف تركية من سلوك تحرير الشام

وعلم موقع "تلفزيون سوريا" من مصدر مطلع أن الجانب التركي على الأرجح، وصل إلى معلومات تؤكد أن "هيئة تحرير الشام" تسعى من خلال تعزيز نفوذها في جرابلس واعزاز وعفرين بريف حلب، للحفاظ على نقاط تماس مع تنظيم قسد، تحسباً لأي سيناريوهات سيئة في المستقبل، كتعرضها لضغوطات من أجل حل نفسها على سبيل المثال.

ورجح المصدر أن الهيئة بعد سيطرتها على نقاط تماس مع قسد، ستلجأ في حال تعرضها لضغوطات تركية إلى التلويح بالتواصل مع قسد وإقامة علاقات معها.

وتنتهج قيادة "هيئة تحرير الشام" منذ سنوات عديدة، نهجاً براغماتياً بالتعاطي مع الأوضاع المتغيرة في الشمال السوري، دفعتها للانقلاب على تنظيم القاعدة وقائده أيمن الظواهري وإعلان فك الارتباط عنه، ثم تبني خطاب إعلامي أقرب للحالة الوطنية، كما لاحقت التنظيمات الجهادية والمقاتلين الأجانب في إدلب، مما يجعل احتمالية فتح قنوات تواصل مع قسد أمراً ممكناً، حيث يجمع الطرفين حاليا الاستياء من الموقف التركي.

إضافة إلى ما سبق، فإن شكوك أنقرة باتخاذ تحرير الشام خطوات معاكسة للسياسة التركية في الشمال السوري ازدادت، نتيجة سعي الهيئة المستمر لفتح قنوات اتصال مع الدول الغربية عبر قنوات خلفية بهدف رفع اسمها من قوائم الإرهاب، بالإضافة إلى التنسيق المستمر حول المقاتلين الأجانب، حيث أجرى مسؤولون في العلاقات العامة التابعة للهيئة زيارة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 إلى فرنسا لمناقشة مصير مقاتلين يحملون الجنسية الفرنسية، قبضت عليهم الهيئة سابقاً.

تصعيد ميداني محتمل

لا يبدو أن الأمور ستقتصر على التصعيد الإعلامي من طرف "هيئة تحرير الشام"، بل على الأرجح فإن الشمال السوري مقبل على توتر ميداني جديد.

وأكد مصدر أمني لموقع "تلفزيون سوريا"، أن تحرير الشام أدخلت العشرات من العناصر الأمنية إلى منطقتي الباب وجرابلس شمال شرقي حلب، سيعملون على استغلال الشارع ضد الجانب التركي تحت عنوان "رفض التطبيع"، بالإضافة لتهيئة الأجواء لتنفيذ عملية عسكرية ضد فرقة السلطان مراد المقربة من تركيا، ومن ثم العمل لاحقاً على استكمال السيطرة على كامل المنطقة، مستغلة اقتراب موعد الانتخابات التركية وانشغال الأوساط التركية فيها.

وكانت الهيئة تعول بشكل كبير على صدام الموسى ونفوذه العشائري، في تنفيذ أجنداتها بالمنطقة، حيث أصبح يدين لها بالولاء الكامل قبل مقتله.