icon
التغطية الحية

تصريحات ماكرون عن الإسلام تثير ردود أفعال غاضبة

2020.10.03 | 11:12 دمشق

1440x810_cmsv2_312a8054-0402-56ac-b27f-a720e2833438-4937824.jpg
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

أطلقت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم أمس الجمعة بأن "الإسلام دين يعيش أزمة اليوم في جميع أنحاء العالم"، موجة من ردود الأفعال الغاضبة والمنددة بانتقاد الدين الإسلامي الذي يمثل الديانة الثانية في البلاد.

وردّ أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محيي الدين القرة داغي، على ماكرون بالقول إن الإسلام "لا يتحمل وزر قيادات كرتونية مزيفة من صناعتكم"، مشدداً على أن "الدين الإسلامي لا يمر بأي أزمات".

ماكرون يدعو لـ "التصدي للنزعة الإسلامية الراديكالية"

وجاءت تصريحات ماكرون في خطاب ألقاه في ليه موروه بضواحي باريس، حيث دعا إلى "التصدي للنزعة الإسلامية الراديكالية" الساعية إلى "إقامة نظام مواز" و"إنكار قيم الجمهورية".

وعرض خطة عمل حول "النزعات الانفصالية"، والتي من المزمع تقديم مشروع قانون حولها لمجلس الوزراء بداية كانون الأول ثم مناقشته في البرلمان في النصف الأول من عام 2021، أي قبل الانتخابات الرئاسية عام 2022.

وبعد أن اعتبر أن "الإسلام دين يعيش أزمة اليوم في جميع أنحاء العالم"، تحدث ماكرون بإسهاب عن "الانفصالية الإسلامية" في فرنسا التي أدت إلى "تسرب الأطفال من المدارس، وتطوير ممارسات رياضية وثقافية خاصة بالمسلمين والتلقين العقائدي وإنكار مبادئنا على غرار المساواة بين الرجال والنساء".

وقال ماكرون "ثمة في تلك النزعة الإسلامية الراديكالية عزم معلن على إحلال هيكلية منهجية للالتفاف على قوانين الجمهورية وإقامة نظام مواز يقوم على قيم مغايرة، وتطوير تنظيم مختلف للمجتمع".

وأعلن ماكرون في كلمته عن تدابير عدة مثل إرغام أي جمعية تطلب مساعدة من الدولة التوقيع على ميثاق للعلمانية، وفرض إشراف مشدد على المدارس الخاصة الدينية والحد بشكل صارم من التعليم الدراسي المنزلي. لكنه اعتبر أن السلطات تتحمل قسما من المسؤولية إذ سمحت بتطوير ظاهرة "تحول الأحياء إلى معازل". وقال "قمنا بتجميع السكان بموجب أصولهم، لم نعمد إلى إحلال ما يكفي من الاختلاط، ولا ما يكفي من مكان الانتقال الاقتصادي والاجتماعي". مضيفاً "بنوا مشروعهم على تراجعنا وتخاذلنا".

وفيما يتعلق "بالماضي الاستعماري" لفرنسا، أوضح ماكرون: "لم تُحل بعض الصدمات بعد، بسبب حقائق راسخة في النفس الجماعية"، حسب قوله، في إشارة إلى الحرب الجزائرية.

وألقى ماكرون هذا الخطاب الذي كان منتظرا بترقب شديد وأُرجِئ مرارا، في ظل ظروف ضاغطة بعد الاعتداء بالساطور الذي نفذه شاب باكستاني قبل أسبوع في باريس، والمحاكمة الجارية في قضية الهجوم على شارلي إيبدو عام 2015 والذي أودى بحياة عدد من موظفيها.

وقالت وكالة فرانس برس "يأتي هذا الخطاب المناهض لـ "النزعة الانفصالية" في سياق حساس في فرنسا حيث تعد العلمانية قيمة أساسية ويمثل الإسلام الديانة الثانية في البلاد. كما يتزامن مع تعرض ماكرون لنيران اليمين واليمين المتطرف اللذين يتهمانه بالتراخي، واليسار الذي يندد بوصم المسلمين لأسباب انتخابية".

 

"فهم أفضل للإسلام".. بحسب رؤية ماكرون

ودعا الرئيس الفرنسي إلى "فهم أفضل للإسلام" وتعليم اللغة العربية. كما تمنى "إسلاماً يكون في سلام مع الجمهورية"، وخالياً من "التأثيرات الخارجية".

وقال إنه سيتم تعزيز الرقابة على تمويل دور العبادة، من خلال تشجيع الجمعيات الدينية الإسلامية على تغيير نظامها، ووضع حد لما وصفه بـ "نظام التعتيم". وأضاف "إن المسألة ليست مسألة حظر التمويل الخارجي، بل تنظيمه". وإنه سيتم تضمين القانون "آلية تمنع الانقلاب" لمنع استيلاء متطرفين على المساجد.

كما أشار ماكرون إلى إعلان صدر في شباط يقوم على إنهاء نظم الأئمة المبتعثين في غضون أربع سنوات. ويوجد من هؤلاء الأئمة 300 ترسلهم تركيا والمغرب والجزائر إلى المساجد الفرنسية، فضلاً عن جامعي الزكاة خلال شهر رمضان.

ولكي تتمكن فرنسا من تعويض هذا النقص، أكد إيمانويل ماكرون أنه "اتفق مع المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية"، المحاور الرئيسي للسلطات العامة، على أن ينتهي "في غضون 6 أشهر على الأكثر" من إعداد برنامج "تدريب الأئمة في بلادنا".

وقال "علينا معا، في صحوة جمهورية، أن نتصدى لأولئك الذين يبتغون الفصل فيما بيننا".

 

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: الإسلام لا يتحمل وزر قيادات كرتونية من صنعكم

قال أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محيي الدين القرة داغي، إن الإسلام "لا يتحمل وزر قيادات كرتونية مزيفة من صناعتكم"، مشدداً على أن "الدين الإسلامي لا يمر بأي أزمات".

جاء ذلك في تغريدة عبر حسابه على "فيسبوك"، الجمعة، ردا على تصريحات لماكرون زعم فيها أن "الدين الإسلامي يمر اليوم بأزمة في كل أنحاء العالم".

ووجه القرة داغي في منشور على فيسبوك، حديثه لماكرون قائلاً "السيد الرئيس لا تقلق على ديننا فهو لم يعتمد في يوم من الأيام على دعم سلطة ولا رفع سيفاً في وجه من عارضه ليفرض رايته".

وأضاف "الإسلام حقائق وجودية خالدة تملك حلا للمشكلات المستعصية على السلطات.. هو دين الله وليس نظام حكم يعتمد على مزاج الناخبين ولا تزييف الوعي.. الإسلام هو الحضور المستمر للعقل والبرهان وحماية الإنسان".

وتابع "الإسلام حيث تكون الحرية تجده في خير، وحيث يكون الاضطهاد ينبت رغم أنف المستبدين.. لا يمر ديننا بأزمة ولن يمر فليس الإسلام صناعة بشرية كي نخاف الضمور والكساد، هو إسلام وكفى يتنفس رغم مكائد الآخرين، ورغم الإسلاموفوبيا.. لسنا في خوف على ديننا ولا نحتاج يا سيادة الرئيس لمن يبصرنا بوجود أزمة".

وأردف "نحن نشفق على حاكم ما زال يعيش أزمة وشبح حروب دينية، يعيش في قرونها الوسطى ونحن في القرن الحادي والعشرين.. أنتم في أزمة، أزمة انتكاس أخلاقي وإنساني وسياسي ولا يتحمل الإسلام وزر قيادات كرتونية مزيفة صنعت الأزمات برعاية منكم".

ومن جهته قال الصحفي والكاتب أسعد طه في تغريدة على تويتر "كانوا يقولون (المتطرفون المسلمون) اليوم يتهمون الإسلام مباشرة كدين.. الذي يوجه الاتهام نسي جرائم بلده في البلاد التي احتلها.. المتطرفون يتهمون الناس بالتطرف ".

 

 

وقال علي التواتي القرشي "تصريحات ماكرون المعادية للإسلام ما هي إلا تمهيد لإعادة محاكم تفتيش إيزابيلا وفريدريك بعد سقوط الأندلس بنسخة فرنسية محدثة أشد وطأة وأعمق خبثاً.. فرنسا التي أنهت محاكم التفتيش في إسبانيا، هي التي تسعى الآن لإعادتها من جديد.. ما هذه الرداءة التي انحدرت إليها فرنسا في عهد ماكرون؟".

 

 

ونشرت رئيسة تحرير موقع بوابة تونس وجديني بوعبدالله مقطع فيديو وكتبت تعليقاً عليه "كم مرةً استخدم ماكرون كلمات إسلام والإسلام الراديكالي في خطابه أمس؟ شاهدوا ولاحظوا سؤال الصحافي في نهاية الفيديو".