icon
التغطية الحية

تشمل زيارة أماكن الدمار.. شركة سياحية هولندية تنظم رحلات إلى سوريا

2022.08.01 | 16:24 دمشق

1
مجموعة من السياح الهولنديين أمام قلعة حلب وتظهر في الخلفية ملصقات رئيس النظام السوري بشار الأسد
+A
حجم الخط
-A

بدأت شركة سياحية هولندية مؤخراً بتنظيم "رحلات سياحية" إلى سوريا لأول مرة بعد أكثر من عشرة أعوام رغم تحذير السلطات في البلد الأوروبي لمواطنيها من أن سوريا التي استعاد نظام الأسد السيطرة على معظمها بدعم من روسيا وإيران "ما زالت غير آمنة".

وذكرت هيئة الإذاعة الهولندية في تقرير لها أنه على الرغم من وجود الحرب إلا أن السياحة في سوريا "تعود ببطء".

وبدأت شركة "CultureRoad" التي مقرها مدينة أوتريخت مؤخراً بتنظيم رحلات إلى سوريا، كما تعتبر أول شركة سياحية هولندية تقوم بمثل هذه الخطوة بعد عشرة أعوام من توقف الرحلات السياحية إلى سوريا.

ويقول مالك الشركة ريك برينكس إن أجزاء من سوريا "آمنة بما يكفي للسفر إليها"، مشيراً إلى أن هناك مرشدين من ذوي الخبرة يعملون معه ويطلعون السائحين على المناطق الآمنة.

لا تذهبوا إلى سوريا

و"على الرغم من أن أجزاء معينة من سوريا آمنة"، بحسب ما يزعم برينكس، إلا أن نصائح السفر ما زالت بـ "اللون الأحمر" رسمياً، هذا يعني أن الحكومة الهولندية تعتبر السفر إلى سورية "غير آمن".

وبحسب تحذير موقع وزارة الخارجية الهولندية على الإنترنت: "مهما كان وضعك.. لا تذهب إلى هناك".

بدورها، تقول الرابطة الهولندية لشركات التأمين إن "الأشخاص الذين يسافرون إلى البلدان التي لديها نصائح سفر حمراء أو برتقالية ليسوا مؤمنين في معظم الحالات".

ويقول برينكس إنه يأخذ نصائح السفر الخاصة بالوزارة "على محمل الجد"، لكنه يعتقد أنه يجب على كل شخص إجراء تقييمه الخاص، ويقول "إنها نصيحة.. علاوة على ذلك، يعرف مرشدونا أين يوجد أمان.. نحن لا نزور مناطق غير آمنة".

وتعد حمص وحلب أمثلة على المدن التي يمكن زيارتها ولقد تضررتا بشدة من الحرب، الأمر الذي ما يزال واضحاً للعيان، وفقاً لبرينكس.

ويضيف برينكس في تصريحات لإذاعة "NOS Radio": "سيرى المسافرون بالطبع المباني المدمرة بالإضافة إلى الأماكن التاريخية الأصيلة.. لكن للأسف تلك المباني جزء من التاريخ الحديث لسوريا".

ويوضح برينكس أن "التأمين ممكن أيضاً، لكن ليس مع الشركات الهولندية.. أما على الصعيد الدولي فهناك شركات تأمين تغطي أيضاً البلدان التي يوجد نصائح بعدم السفر إليها".

وتنظم "CultureRoad" أيضاً رحلات إلى وجهات أخرى لا يعرفها غالبية الهولنديين كدول مثل أنغولا وباكستان وفنزويلا.

ويشير برينكس إلى أن سوريا تتناسب مع حزمة تلك الدول، مضيفاً: "نريد أن نظهر أن الناس العاديين مثلي ومثلك يعيشون أيضاً في تلك البلدان.. وإنهم أيضاً يقعون في الحب ويتزوجون مثل معظم الناس هنا".

أموال السياحة تذهب لجيوب الأسد

ووفقاً للموقع الهولندي، فإن الناس في سوريا يحاولون ببطء استعادة الحياة مرة أخرى، ويوضح برينكس أن "السياحة تلعب دوراً مهماً في هذا"، كما تفيد الأموال التي ينفقها السياح السكان قدر الإمكان من خلال زيارة المطاعم والمحال التجارية، ومع ذلك، ينتهي جزء من المال أيضاً في جيوب نظام الأسد الديكتاتوري، على سبيل المثال من خلال التأشيرات، وفقاً لما ذكر الموقع.

وهناك أيضاً أجزاء من البلاد لا يزال القتال فيها مستمراً، ولا تزور رحلات "CultureRoad" تلك المناطق، ويقول برينكس: "هناك مناطق معينة لا نذهب إليها ولا نقترب منها.. نذهب فقط حيث يشعر مرشدونا المحليون بالراحة والأمان.. يمكننا زيارة كل ما نريده هناك".

وأغلقت هولندا سفارتها في سوريا منذ عشر سنوات، ونتيجة لذلك، فإن الحكومة غير قادرة على مساعدة السياح الذين يواجهون مشكلات هناك، ومن بين أمور أخرى، هناك تحذيرات بشأن عمليات الاختطاف في سوريا.

لكن وفقاً لبرينكس، "هناك طلب على هذا النوع من السفر، غالباً ما يكون هؤلاء أشخاصاً مهتمين بسوريا، أو زاروها قبل الحرب، كان في البلاد عدد من المعالم السياحية، مثل الأثار في مدينة تدمر والتي دمرها تنظيم داعش جزئياً".

الدمار ضمن برنامج الرحلات

وتقدم الشركة عدة برامج لرحلاتها إلى سوريا ويتضمن إحدى تلك البرامج بحسب ما رصد موقع "تلفزيون سوريا" على موقع الشركة الهولندية عدة مدن منها دمشق وحماة وحلب وتدمر إضافة إلى حمص التي سيكون أحد الأحياء المدمرة فيها على قائمة "المعالم" التي ستجري زيارتها.

ويضع موقع الشركة على صفحته الرئيسية صورة لقلعة حلب ومعلق عليها صورة بشار الأسد وعلم النظام وكتب على الصورة "دعنا نأخذك في رحلة العمر"، أما عن سعر التذكرة للرحلة (سبعة أيام) فهو 1295 يورو.

ولا يمكن ضمان السلامة الكاملة للمسافرين، ويقول برينكس: "الناس فضوليون بطبيعتهم ويتوقون إلى الاكتشاف.. ولهذا السبب تحظى وجهات مثل المكسيك وكولومبيا أيضاً بشعبية في هذه الأيام".

مرشدون على اتصال بالأجهزة الأمنية

ويضيف برينكس: "في سوريا، المرشدون السياحيون المحليون على اتصال وثيق بأجهزة النظام الأمنية.. لذلك نحن نعرف بالضبط إلى أين نذهب.. وإذا تغير الوضع، فإن المرشدين يعرفون على الفور ونقوم بتعديل جدولنا الزمني وفقاً لذلك، ولكن حتى الآن لم تكن هناك حاجة لذلك".

وعلى الرغم من أن برينكس يريد إظهار الجانب الإيجابي في سوريا، إلا أنه لا يتجاهل كل الفظائع التي تسبب فيها النظام السوري هناك.

كما أنه يدرك أن البعض يجد رحلة إلى بلد مزقته الحرب أمراً مثيراً للجدل من الناحية الأخلاقية "بالطبع نعتقد أنه أمر مروع ما حدث هناك.. ما نريد إظهاره هو أنه بالإضافة إلى الصور التي نعرفها من وسائل الإعلام، هناك أيضاً الكثير من الأشياء الجميلة التي يمكن رؤيتها".

كما نقل موقع "rtv أوتريخت" عن برينكس، قوله إن الأشخاص الذين يجرؤون على القيام بذلك سيحظون بتجربة لا تُنسى، ويضيف: "أفضل شيء في البلد هم السوريون أنفسهم.. إنهم أناس ودودون جداً وسعداء جداً بعودة السائحين مرةً أخرى. والطعام هناك رائع. السياحة تعني لهم التقدم أيضاً".

وبحسب الموقع الهولندي، يجب على السياح أن يستعدوا لرؤية آثار الحرب في كل مكان، ويزعم برينكس أنه "بسبب العقوبات الدولية، لم يصل سوى القليل لأنه لا توجد أموال ومواد.. لذلك في كل مكان على طول الطريق السريع ترى المباني المدمرة".