كشفت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية عن تدريبات يجريها الجيش الإسرائيلي في إطار استعداده لتوجيه ضربة عسكرية تستهدف برنامج إيران النووي إذا اقتضت الظروف ذلك.
وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الأحد، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتنفيذ "الخطة ب" إذا فشلت المحادثات النووية الإيرانية المقبلة في العاصمة النمساوية فيينا، حيث من المقرر استئناف المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران اليوم الإثنين، بمشاركة دول وسيطة في الاتفاق النووي على أمل إعادة التوصل إلى اتفاق يكبح طموحات إيران النووية.
وفي حين لا ترى مؤسسة الدفاع اندلاع حرب مع إيران أو وكلائها في المنطقة، كـ"حزب الله" اللبناني، إلا أن الجيش الإسرائيلي ما يزال يراقب الشمال والجنوب، وفق الصحيفة.
تدريبات عسكرية مكثفة
وأجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات واسعة النطاق في الشمال في شهري تشرين الأول والثاني الأخيرين، وهناك خطط لإجراء تدريبات في العام القادم، أكثر بنسبة 50 في المئة مقارنة بعام 2020، و30 في المئة أكثر من عام 2021.
تأتي التدريبات المتزايدة المقرر إجراؤها في عام 2022 بعد سنوات من الركود، وستكون أكبر عملية تدريب منذ خمس سنوات، خاصة لقوات الاحتياط.
وبعد توقيع اتفاقية "إبراهام" التطبيعية بين إسرائيل ودولتي الإمارات والبحرين، بدأ الجيش الإسرائيلي أيضًا في إجراء مناورات مع دول الخليج العربية.
وفي رسالة خفية إلى إيران، شاركت إسرائيل أيضاً في تدريب أمني بحري متعدد الأطراف في البحر الأحمر مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والقيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية (NAVCENT).
كانت التدريبات في أوائل تشرين الثاني الجاري هي الأولى من نوعها، بحسب الصحيفة، وأظهرت نوع التحالف البحري الذي قد تنضم إليه إسرائيل إذا كان هناك عمل عسكري ضد إيران.
تلميحات عن تحالف جوي
رافقت الطائرات الإسرائيلية مؤخرًا قاذفة ثقيلة استراتيجية من طراز B-1B وKC-10 للتزود بالوقود في طريقهما إلى الخليج. كما رافقت طائرات من مصر والأردن والبحرين والسعودية تلك الطائرات في أثناء تحليقها في المجال الجوي لكل منها.
تدريبات "العلم الأزرق"
أما تدريبات "العلم الأزرق" الإسرائيلية، التي أصبحت أكثر شعبية مع مرور السنين، فتوفر أيضًا دليلًا على ما يمكن أن يشارك به سلاح جو الدول الأخرى إلى جانب إسرائيل عندما يحين الوقت.
وشارك في تدريبات العلم الأزرق هذا العام طائرات من ألمانيا (ست طائرات يوروفايتر)، وإيطاليا (خمس طائرات إف -35 وخمس طائرات جي 550)، وبريطانيا (ست طائرات يوروفايتر)، وفرنسا (أربع طائرات رافال)، والهند (خمس طائرات ميراج)، واليونان (أربع طائرات إف 16) والولايات المتحدة (ست طائرات F-16 CJ).
مارست القوات، خلال التدريبات، معركة جوية بالإضافة إلى سيناريوهات معركة أرض- جو باسستخدام صواريخ أرض- جو قتالية متطورة في أراضي العدو، وتدريبات أخرى.
ونقلت الصحيفة عن قائد فرقة "ماروم" العقيد أفيران ليرير، قوله إن "التدريبات تهدف إلى تعزيز العلاقات مع الحليف الرئيسي لإسرائيل ومشاة البحرية الذين يشكلون قوة مهمة في الجيش الأميركي، ولدينا الكثير من المصالح المشتركة معهم".
وأردف: "تحارب الولايات المتحدة دائمًا كتحالف، وقد يكون ذلك جزءًا من تحالف مستقبلي. علينا كجيش أن نفعل كل ما في وسعنا لنكون مستعدين لنزاع مستقبلي. نحن نرى الأميركيين كحليف استراتيجي، وقد يكون هناك وقت نعمل فيه ونقاتل معًا".
"التركيز على البرنامج النووي والصواريخ البالستية"
وبينما يعمل الدبلوماسيون الإسرائيليون على مدار الساعة للتأثير على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا في محادثات إيران، قال وزير الدفاع بيني غانتس إن "أفضل سيناريو" سيكون صفقة لا تركز فقط على تخصيب اليورانيوم ولكن أيضًا على برنامج الصواريخ الباليستية لطهران وعدائها الإقليمي.
وأضاف غانتس: "فيما يتعلق بإيران، يجب أن نؤثر على شركائنا ونجري مناقشات مستمرة معهم. واجبنا الآخر هو بناء قوة عسكرية، وهو أمر مهم بحد ذاته. أمرت الجيش بتحسين تعزيز قوته، بالتوازي مع مناقشاتنا مع شركائنا الاستراتيجيين".