icon
التغطية الحية

تشكيل جهاز أمني استخباراتي في مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري.. ما الهدف؟

2021.06.19 | 10:25 دمشق

alshrtt_alhrt.jpg
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

كشفت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا، عن بدء العمل بتشكيل جهاز أمني في مناطق تسيطر عليها فصائل الجيش الوطني السوري، بهدف ملاحقة خلايا تنظيم "الدولة" و"قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" ونظام الأسد في المنطقة.

وأشارت المصادر إلى أن مشاورات تجري مع ضباط شرطة منشقين عن نظام الأسد للإشراف على الجهاز الأمني الجديد، الذي تشير المصادر إلى أنه سيكون بعيداً عن أي تبعية للفصائل العسكرية في المنطقة، ويقتصر عمله على الجانب الأمني الاستخباراتي.

وأضافت أن نسبة الإنجاز في الجهاز الجديد ما زالت محدودة، إلا أنه تم الاتفاق على تقسيم المنطقة إلى فروع، على أن تتبع جميع تلك الفروع لقيادة مركزية، تدير جميع المناطق التي تسيطر عليها الفصائل في سوريا.

فروع أمنية:

وأشارت المصادر أنه ووفق ما اتفق عليه مبدئياً فإن مناطق درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام قسمت إلى تسعة مراكز، كل مركز يديره ضابط شرطة، ويحظى باستقلالية كاملة، مضيفة أن الهيكلية الأمنية الجديدة تقوم على جمع المعلومات وتحويلها إلى جهاز الاستخبارات الذي يتولى عمليات الاعتقال لخلايا تسعى لضرب الاستقرار في المنطقة.

وحيال فوضى المكاتب في الشمال السوري، قالت المصادر إنه وبمجرد الإعلان عن الجهاز رسميا فإن جميع المكاتب الأمنية التي تتبع للفصائل ستحل، كونها لم تحقق المراد الأمني المطلوب منها، واقتصر عملها على الحواجز التي قد تلقى رشاوى أو ما شابه.

وحيال القدرة على العمل، قالت المصادر إن تركيا ستلعب دورا كبيرا في دعم الجهاز الجديد، لما له من أهمية في ضبط المنطقة، ومنع الخروقات التي تتم في شمالي حلب، مضيفة أن تصاعد عمليات قسد وتنظيم "الدولة" أخيراً أظهر ضعف الاستخبارات الفصائلية في المنطقة، وهذا من الممكن أن يفتح تعاونا استخباراتيا بين الجهاز الجديد وتركيا.

استنساخ تجربة:

تعد "هيئة تحرير الشام" المسيطرة على أجزاء واسعة من شمال غربي سوريا، السباقة في تشكيل جهاز أمني لمواجهة خصومها ولا سيما تنظيم "الدولة" الذي أحبطت الهيئة مساعيه للتوغل في إدلب وحلب، إذ قالت مصادر محلية إن "تحرير الشام" شكلت جهازا خاصاً بتنظيم "الدولة" قبل نحو 3 سنوات، يقوده ويديره أمنيون يلاحقون خلايا وعناصر التنظيم الواصلين إلى إدلب.

وحيال هذا قالت المصادر إن وساطات لتقريب وجهات النظر والوصول إلى صيغة تفاهمية تجري الآن بين "هيئة تحرير الشام" والجهاز الجديد، لفتح قنوات تبادل استخباراتي حيال تنظيم "الدولة" أو "قسد" والنظام، مشيرة إلى أن الطرفين لا يرغبان بالتعاون في الوقت الراهن، لاعتبارات "أيدلوجية".

وقالت المصادر إن "تحرير الشام" تقول إن جميع عناصر تنظيم "الدولة" الذين وصلوا إلى إدلب عبروا مناطق المعارضة في شمالي حلب، وإنها طالبت الطرف الثاني بتعزيز قدراته الأمنية لوقف تسلل عناصر التنظيم.

واعتبرت المصادر أن مسألة التبادل الاستخباراتي قد يوافق عليها الطرفان مستقبلا لما لها من نتائج على كامل الشمال، وأن الأمر في المرحلة الأولى يقتصر على تقديم معلومات وتحقيقات حيال أنشطة أشخاص مشبوهين في كلا المنطقتين، ما يفتح الباب لتبادل أكبر.

لكن مصادر مطابقة نقلت تخوف فصائل عسكرية في أن يفتح التبادل الأمني باب "هيئة تحرير الشام" على مناطق المعارضة، معتبرة أن التبادل لا يكون مع الهيئة وإنما مع فصائل عسكرية أخرى تنشط في المنطقة وتتمتع بالقدرة الأمنية المطلوبة.

حواجز عفرين صمام الهيئة:

تشير المصادر إلى أن "هيئة تحرير الشام" بنشرها حواجز تفصلها عن منطقة غصن الزيتون الغاية الرئيسة منها معرفة الداخلين إلى مناطق سيطرتها، مشيرة أيضا أن الحواجز المماثلة للجيش الوطني تحظى بالاهتمام ذاته لما لها من دور بمعرفة القادمين من إدلب.

وحيال هذا اعتبرت المصادر أن الحواجز الفاصلة من الممكن أن تعتبر مستقبلا صمام أمان لكلا المنطقتين كونها الطريق الوحيد الذي يسلك للتنقل بين ضفتي النفوذ، وما يليه من نشرات أمنية متبادلة إن توافق الطرفان.

وشددت المصادر أن مسألة الجهاز الأمني الجديد طرحت للعلن قبل آذار عام 2019، لكنها لم تحقق أيّة نتائج ولم تبصر النور، مضيفة أن تحريك ملف الجهاز جاء مع تنامي عمليات التفجير التي طالت مدنا وبلدات عدة في شمالي سوريا.