ترمب لولاية رئاسية ثانية.. رغم إجراءات العزل

2019.12.12 | 16:21 دمشق

images_4.jpg
+A
حجم الخط
-A

يبدو أن ترقب الساسة ورجال الاقتصاد في مراكز القرار العالمية، للتطورات الدولية وعلى وجه الخصوص في منطقة الشرق الأوسط، ليست بأقل أهمية من ترقب نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة المزمع إجراؤها العام القادم.

لاسيما أن العديد من الدول تنتظر نتائج الانتخابات الأميركية القادمة لتحديد سياستها تجاه الأزمات المتصاعدة في العالم، بالإضافة إلى التحالفات الإقليمية والدولية التي تجري حاليا، نتيجة لتصرفات الرئيس دونالد ترمب، والتي أحدثت صدمة، باتخاذه قرارات جريئة، وغير متوقعة تجاه الأصدقاء والأعداء معاً، ما دفع العديد من حلفاء الولايات المتحدة الأميركية للبحث عن حليف أكثر ثقة مثل روسيا والصين.

وبالرغم من الإجراءات الحالية، لعزل ترمب من منصب الرئاسة بتهم عدة، لم يثبت أي منها حتى الآن، وانتظار دول أخرى رئيساً جديداً للولايات المتحدة لتعقد معه الاتفاقيات، أو تعيد تثبيت التحالفات السابقة، إلا أن هناك جانباً آخر يراه المراقبون للشأن الأميركي، باستمرارية ترمب لولاية رئاسية ثانية، لأسباب عدة ترجح فرضية فوزه مجدداً.

وبحسب الخبراء المختصين بالوضع الأميركي الداخلي، هناك ثلاثة أنواع من الأطراف التي تدعم ترمب، "المجموعة الأولى" هم الأشخاص الذين كانوا دائما محافظين، وصوتوا باستمرار لصالح الحزب الجمهوري، كما فعل آباؤهم وأجدادهم سابقاً، ربما يكون بعضهم متديناً، أو ذوي ثراء إلى حد ما، وتعليمهم عالياً، لكنهم فقط محافظون سياسياً، رغم أنهم كانوا على علم أن ترمب لا يمثلهم بالفعل، إلا أنهم

إذا لم يرشح الحزب الديمقراطي، شخصاً ليبرالياً متشدداً، مثل بيرني ساندرز أو إليزابيث وارين، يعني إذا خاضوا الانتخابات بمرشح معتدل، فإن الكثير من مؤيدي ترمب يمكنهم التبديل

فعلوا ذلك، معتقدين أن الرئيس ليس لديه الكثير من القوة، وفي النهاية سيحمي القيم المحافظة التي يهتمون بها، من المتحمل أن تصوت هذه المجموعة في الغالب لصالح ترمب خلال انتخابات عام 2020.

في حين يعتقد البعض من المتابعين أن الكثير منهم لن يصوتوا على الإطلاق، أو ربما يتحولون إلى ديمقراطيين، إذا لم يرشح الحزب الديمقراطي، شخصاً ليبرالياً متشدداً، مثل بيرني ساندرز أو إليزابيث وارين، يعني إذا خاضوا الانتخابات بمرشح معتدل، فإن الكثير من مؤيدي ترمب يمكنهم التبديل.

النوع الثاني هم فقراء الريف البيض، أصحاب المستوى التعليمي غير العالي، المزارعون، عمال المناجم، عمال المصانع، المدن الصغيرة، هم ممثلون بجدية، وينقصهم كل شيء في أميركا، لذلك لا أحد يلومهم على التصويت لصالح ترمب لأنه فهم عقليتهم، وقال لهم، أنا أسمعكم، أنا أراكم، سأجعل حياتكم أفضل، والسؤال المطروح هنا: هل فعل ذلك؟ عموماً لا بحسب رأي المراقبين للوضع الأميركي.

لكن نظراً لأن هذه المجموعة ذات التعليم الأقل ولا تلتقي غالبا بأشخاص خارج طبقتها، فمن غير المحتمل أن يروا أن هناك خيارات أفضل، لذا من المرجح أنهم سيصوتون لصالح ترمب ولا يلامون على ذلك، فقد فشلت أميركا تجاه هذه المجموعة منذ عقود، لذا لا يمكن توقع أن يكون لديهم تحول وأن يفعلوا شيئاً من أجل الصالح العام.

المجموعة الثالثة هي "مؤيدو ترمب الآخرون"، هؤلاء هم الذين نراهم في الأخبار ونسمع عنهم، إنهم أشخاص متعصبون كما يراهم بعض الأميركيين، ولا يهتمون حقاً بالسياسة، لكنهم يملكون عنصرية وكراهية الأجانب، إنهم أقلية صغيرة بالفعل، لكنهم يملكون صوتاً عالياً في كل وسائل الإعلام، ويحبون ترمب لأن ما فعلته إدارته هو تطبيع العنصرية وكره الأجانب، على سبيل المثال: ربما لم ينجح قرار "حظره دخول المسلمين إلى أميركا" بشكل قانوني، لكنه استطاع التحدث بشكل واسع عن مدى سوء أفعال المسلمين وكيف يجب ألا يسمح لهم بدخول البلاد علناً.

بناء على ذلك، يرى البعض أن الديمقراطيين سيخسرون الانتخابات عام 2020، إذا رشحوا ليبرالياً متطرفاً مثل بيرني ساندرز أو إليزابيث وارين، فسيخسرون المجموعة الأولى، وفي حال رشحوا ليبرالياً معتدلاً يمثل جزءاً من النظام مثل جو بايدن أو حتى كامالا هاريس، فسيخسرون المجموعة الثانية، بالإضافة إلى ذلك، المجموعة الثانية لن تصوت لصالح امرأة ولن تصوت لصالح شخص يرونه سياسياً معتدلاً، تصرف بسوء معهم طوال العقود الماضية.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الديمقراطيين لا يملكون أي شخص يجعل كلا المجموعتين راضياً، ويبدو أن هؤلاء الناس سوف يصوتون مرة أخرى لصالح ترمب، أو لا يصوتون على الإطلاق.

في هذا السياق، تحدثت صحيفة "ذا هيل" الأميركية، في تقرير لها عن مخاوف

محاولات الديمقراطيين بدء إجراءات العزل تجاه ترمب، لن تأتي بأي شيء، وهم فقط يشعرون بأن عليهم القيام بشيء ما

وتحذيرات أطلقها الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، للحزب الديمقراطي من احتمال فوز ترمب مرة أخرى في حال عدم تقديم مرشح مناسب، وتقديم وعود انتخابيه تلبي رغبات أغلبية الشعب الأميركي.

كما تجدر الإشارة، أن محاولات الديمقراطيين بدء إجراءات العزل تجاه ترمب، لن تأتي بأي شيء، وهم فقط يشعرون بأن عليهم القيام بشيء ما، ولكن ما يقومون به، لا معنى له، إنما هو فقط للدعاية وتحقيق أهداف سياسية، وفق الكثير من المراقبين.

رغم كل ذلك، يبقى الصندوق الانتخابي الأميركي هو الفيصل، وعند الانتخابات الرئاسية القادمة إما أن يكرم ترمب بالرئاسة مجدداً، أو يهان بالخسارة، في ظل وجود الكثير من الترقب والانتظار في كل أصقاع العالم.

كلمات مفتاحية