تركيا.. قرار جديد يعقّد استخراج رخصة قيادة للسوريين

شروط جديدة لـ استخراج رخصة قيادة في تركيا

2020.07.21 | 17:40 دمشق

نوع المصدر
تلفزيون سوريا - خاص

أصدرت السلطات التركيّة قراراً جديداً بخصوص استخراج رخصة قيادة المركبات، تتضمن اشتراط تصديق وتعديل الشهادة الدّراسية بالنسبة للأجانب، وإرفاقها مع الأوراق المطلوبة للحصول على شهادة القيادة (السواقة) التركية، الأمر الذي صعّب على كثير مِن السوريين استخراج رخصة القيادة.

وأرسلت مديريات التربية والتعليم في الولايات التركية القرار الجديد الصادر عن وزارة التعليم الوطني إلى مدارس القيادة في الولايات، تطلب منهم الالتزام بالقرار الذي يشترط تقديم شهادة دراسيّة مصدّقة مِن جميع المتقدمين الأجانب، وبالنسبة للسوريين أن تكون معدّلة (دنكليك) أيضاً.

وحسب القرار فإنه يُشترط على الطلاب الأجانب مِن الصف الأول إلى الثاني الثانوي إحضار جلاء موقّع ومختوم مِن مدارسهم أو وثيقة دوام، وعلى خريجي الثانويات إحضار الشهادة الثانوية مصدّقة مِن وزارة الخارجية في بلدهم أو سفارتها في تركيا.

وبالنسبة للسوريين، فإن القرار يفرض عليهم تصديق ومعادلة شهاداتهم الدراسيّة مِن مكتب وزارة التربية التابع للحكومة السورية المؤقّتة في ولاية غازي عنتاب (جنوبي تركيا)، أو مِن القنصلية التابعة لـ نظام الأسد في ولاية إسطنبول، وذلك لوضع حدٍّ للتقديم بشهادات دراسيّة مزوّرة.

وفي تصريح لـ موقع تلفزيون سوريا قال محمد المحمود - مسؤول التنسيق مع الطلاب العرب في مدارس "الأناضول" لـ قيادة المركبات - إن هذا القرار الفجائي أدّى إلى حرمان آلاف الطلاب السوريين والعرب مِن التسجيل على رخصة القيادة، وأن أكثر مِن 75 % مِن نسبة الطلاب المسجّلين في المدارس تضرّروا، لأن قيودهم لم تُسجّل في وزارة التربية التركيّة بعد.

وأرجع "المحمود" السبب لـ عدم قدرة الطلاب السوريين على تأمين الشهادات الأصلية المطلوبة لـ تصديق نسخٍ منها، مِن مدارسهم وجامعاتهم في مناطق سيطرة نظام الأسد، أو بسبب فقدانها أساساً خلال سنوات الحرب في سوريا، إضافةً لـ عدم امتلاك الكثير شهادة أعلى مِن الإبتدائية، وهي غير قابلة للتعديل والتسجيل.

وعن عملية تصديق الشهادات الدراسيّة وتعديلها أشار "المحمود" إلى أن تعديل الشهادة الجامعية تستغرق عدة أشهر لأنها تمر بمراحل متعددة، في حين أن تصديق الشهادة الثانوية (البكالوريا) أسهل نوعاً ما، ولكن يُشترط وجود الشهادة الأصلية (الكرتون) عند التصديق.

وأشار "المحمود" إلى أن الطلاب العرب والأجانب بالنسبة لـ تأمين شهاداتهم مِن بلادهم، لا يجدون صعوبة - مع القرار الجديد - كما السوريين، كما أنها تحتاج للتصديق فقط مِن وزارة التربية التركية في منطقة "السلطان أحمد" بمدينة إسطنبول، بعد حجز موعد لدى الوزارة.

وطالب "المحمود، بإلغاء القرار بالنسبة لشرط الحصول على الشهادة الأصلية (الكرتون) لـ تصديقها والاكتفاء بصورة عنها وتسجيلها لدى "النوتر" (كاتب عدل في تركيا)، وبالنسبة للتزوير يمكنهم التأكّد مِن رقمها طالما أن لديهم "داتا عن الشهادات السوريّة"، كما طالب الحكومة السورية المؤقّتة بفتح مكاتب فرعية تابعة لها للتصديق على الشهادات في إسطنبول وغيرها مِن الولايات التي يوجد بها عدد كبير مِن السوريين، وذلك لـ تسهيل الأمر على الطرفين.


حل بديل ولكن صعب

ولِمَن يصعب عليه تأمين شهادته الدراسية أو تعديلها مِن الطلاب السوريين، أو لِمَن لا يملك غير شهادة ابتدائية أو لا يملك أي شهادة دراسيّة أساساً، قال مسؤول التنسيق في مدارس "الأناضول" لـ قيادة المركبات إن الحل البديل هو الحصول على شهادة "محو أميّة" مِن مراكز التعليم التابعة لـ وزارة التربية التركيّة.

وتستغرق دورة "محو الأمية" ثلاثة أشهر، إلّا أن الحصول على شهادتها قد يكون صعباً ويقترب مِن الاستحالة أيضاً، خاصةً لـ كبار السن ومَن لا يجيد اللغة التركيّة.

مِن جانبه اعتبر باسل خوجة - مسؤول عن مدرسة لـ قيادة المركبات في إسطنبول - أن القرار الأخير "غير مدروس إطلاقاً" مطالباً بإعادة النظر فيه، لأن معظم السوريين لا يملكون نسخاً عن شهاداتهم الأصلية، وكثير منهم غير حاصلين على شهادة أكثر مِن الابتدائية.

وأشار "خوجة" إلى أن ضرر القرار سيكون كبيراً على كثير مِن السوريين، خاصة كبار السن والذين يرتبط عملهم أساساً بقيادة السيارة كـ سائقي التكسي، وتعثّر أمر حصولهم على شهادة القيادة التركية لـ عدم وجود شهادة دراسيّة لديهم، أو يملكون شهادات ابتدائية غير قابلة للتصديق والتعديل.

 

متضررون مِن القرار

حسين أبو محمد (سوري يبلغ من العمر 43 عاماً - يقيم في إسطنبول) أحد المتضررين مِن القرار - وقد فقد معظم أوراقهِ في سوريا ولا يملك سوى صورة عن شهادة ابتدائية قديمة - قال لـ موقع تلفزيون سوريا "لدي سيارة صغيرة أعمل عليها في تأمين بعض الطلبات والتوصيلات مقابل أجور قليلة أعيل بها عائلتي، ولم أتمكّن سابقاً مِن التسجيل على شهادة القيادة لعدم تأميني كلفتها التي أعتبرها باهظة بالنسبة لي، وعندما اضطررت لذلك قالوا لي شهادتك هذه لا تنفع".

وتابع "ليس لدي عمل آخر غير هذا، وإن لم أستطع الحصول على رخصة قيادة تركيّة في ظل تشديد الدوريات المرورية على الشهادة السوريّة التي لم تعد مقبولة لديهم، غالباً سأضطر إلى بيع سيارتي وصرف ثمنها على عائلتي"، متسائلاً "أنا أقود السيارة فقط وأعمل عليها ولست طبيباً، لماذا يطلبون منّي شهادات مصدّقة ومعدّلة، ألا تكفي شهادة السادس (شهادة ابتدائية)؟".

وكان "مركز خدمة المواطن" التابع للأمانة العامة في الحكومة السورية المؤقتة قد صرّح مؤخّراً، أنه يجب على حاملي شهادة الابتدائية أو شهادة غير نظاميّة مِن الراغبين بالحصول على رخصة قيادة تركيّة، مراجعة وزارة التربية التركيّة "هالك إيتم" مِن أجل اتباع دورة والحصول على شهادة "محو أميّة".

وأضاف "مركز خدمة المواطن" - وهو الوحيد في الحكومة المؤقتة ومقره ولاية عنتاب - أن يُصدّق شهادات الثانوية العامة بكل فروعها والتعليم الأساسي والإعدادية فقط، مشيراً إلى أن عملية التصديق الشهادات الدراسيّة تكون حصراً عن طريق البريد، بسبب جائحة كورونا.

وبيّن مدير المركز بأن المطلوب مِن أجل تصديق الشهادة الدراسيّة هو النسخة الأصلية أو صورة مصدّقة بأختام حيّة للوثيقة أو الشهادة الثانوية العامة بكل فروعها والتعليم الأساسي والإعدادية، إضافةً لـ صورة بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك).

 

تفاصيل استخراج رخصة قيادة في تركيا

بالنسبة للسوريين الراغبين في التسجيل بإحدى مدارس تعليم قيادة المركبات المرخّصة مِن وزارة التربية والتعليم الوطني في تركيا، فإن الأوراق المطلوبة مِن أجل الحصول على وثيقة قيادة هي:

1- صورة عن الإقامة السياحية أو إذن العمل أو بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك).
2- صورة عن الشهادة الدراسيّة، مصدّقة مِن الحكومة السوريّة المؤقّتة، ومعدّلة مِن الجهات الرسمية التركيّة، أو وثيقة طالب لِمن يدرس في المدارس والجامعات التركيّة.
3- تقرير طبي خاص برخص قيادة المركبات (مِن المشافي الحكومية أو المراكز الطبية الخاصة في تركيا).
4- سجل عدلي يُستخرج مِن مراكز العدلية، أو عبر الإنترنت عن طريق موقع "بوابة الحكومة الإلكترونية" (e-Devlet).
5- أربع صور شخصيّة على ألا يكون مضى عليها أكثر مِن ستةِ أشهر.

ويخضع الطلاب في مدارس تعليم قيادة المركبات لـ تدريبات نظرية وعملية، وتختلف رسوم التسجيل في المدارس مِن ولاية إلى أُخرى وتتراوح مِن "1000 ليرة تركيّة إلى 1500 ليرة" وفق عدد محدّد مِن الدروس العملية، ويرتفع المبلغ في حال زيادة عدد الدروس، خاصّةً لِمَن لا يعرف القيادة مِن قبل.

وغير رسم التسجيل في المدارس، يبلغ رسم كل امتحان نظري 175 ليرة تركيّة، ورسم الامتحان العملي 200 ليرة تركيّة، يدفعها كل مرّة يرسب بالامتحان، ويحق له إعادة الامتحان في حال الرسوب ثلاث مرات فقط - مع دفع رسم كل امتحان -، وإن رسب في جميع المرات المسموحة، عليه التسجيل برسوم جديدة مِن البداية.

ويمتد التدريب النظري مِن 10 إلى 12 جلسة بمعدّل ساعتين لـ كل جلسة، وهناك مَن يكتفي بقراءة كتاب قيادة المركبات المترجم للعربية وتقدّمه المدرسة لكل طالب مسجّل لديها، كذلك يمتد التدريب العملي إلى عدد الجلسات ذاتها، بمعدّل 45 دقيقة لكل درس.

ويُحدّد موعد الامتحان النظري والعملي مِن قبل مديرية التربية والتعليم في كل ولاية، ويتضمن الامتحان النظري 50 سؤالاً في مدة 60 دقيقة، وتتوزع الأسئلة كالتالي "28 سؤالاً عن القواعد المرورية، و12 سؤالاً عن الإسعافات الأولية، و10 أسئلة عن ميكانيك السيّارات"، وعلامة الحد الأدنى للنجاح 70 درجة مِن أصل 100، وبالنسبة للامتحان العملي يتضمن قدرة الطالب على قيادة السيّارة بشكل سليم مع الالتزام بالقواعد المرورية.

وبشكل عام تبلغ كلفة استخراج شهادة القيادة بمختلف رسومها ما يتراوح بين "1800 ليرة تركيّة (لِمَن يتقن قيادة المركبات ويخضع لـ درس أو درسين عملي) - 2500 ليرة تركيّة (لِمَن لا يتقن القيادة ويضطّر لـ زيادة عدد الدروس)"، والكلفة تتضمن رسم الدولة عند استخراج الشهادة ويبلغ 989 ليرة تركيّة، وذلك بالنسبة للفئة (B) التي يُسمح للسوريين باستخراجها حالياً، مع الفئة A الخاصة بقيادة الدرّاجات.

وازداد عدد السوريين المتقدّمين للتسجيل في مدارس تعليم القيادة في تركيا، في الفترة الأخيرة، نظراً لـ تشديد دوريات المرور على شهادة القيادة السوريّة التي لم تعد مقبولة، حيث باتت تلك الدوريات تعمل على حجز الآلية وتحرير مخالفة قيادة دون رخصة، خاصةً لـ شهادات القيادة سوريّة الصادرة بعد العام 2011.

يذكر أن السلطات التركية سبق أن أصدرت قراراً يحظر على السوريين القيادة في أراضيها وفق "شهادة سوريّة مترجمة ومصدّقة" - كما يفعل غالبية السوريين في تركيا - وطالبتهم - بعد أن انتقل ملف اللاجئين السوريين مِن "أفاد" إلى إدارة الهجرة - باستخراج رخصة قيادة تركية، على اعتبار أن معظم شهادات القيادة السوريّة "مزوّرة"، وأن بعض حامليها تسبّبوا بالعديد مِن حوادث السير، حسب ما ذكر سوريون يعملون كـ مترجمين في دوائر حكومية بتركيا.