icon
التغطية الحية

ترامب مهاجماً نتنياهو: قدمت له الجولان "هدية انتخابية".. لكنه خذلني "تباً له"

2021.12.10 | 17:32 دمشق

gettyimages.jpg
دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو (GettyImages)
تلفزيون سوريا - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

شن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، هجوماً "لاذعاً" على رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، منتقداً نكران الأخير لخدماته، منها تقديمه مرتفعات الجولان السوري المحتل كـ "هدية انتخابية" لنتنياهو، معرباً عن خيبة أمله به.

وقال ترامب في مقابلة حصرية مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تُنشر اليوم الجمعة في الملحق الأسبوعي للصحيفة،  لولا اعترافي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان عام 2019، لما فاز نتنياهو بالانتخابات التشريعية آنذاك".

وشتم الرئيس الأميركي السابق، صديقه القديم نتنياهو بعبارة جنسية نابية، رداً على ما اعتبره شعوراً بالخذلان من قبل الأخير.

وقال ترامب معلقاً على الانتخابات الأميركية التي خسرها نهاية العام الماضي، إن الانتخابات كانت مسروقة، رغم ذلك سارع نتنياهو لمباركة جو بايدن، ولهذا السبب لم أتحدث معه (نتنياهو) منذ ذلك الحين.. تباً له".

وانتقد الرئيس الأميركي السابق خذلان نتنياهو له في أعقاب الانتخابات الأميركية السابقة، التي ما يزال يرفض الاعتراف بها ويصورها على أنها "مؤامرة حيكت ضده" وفاز بها المرشح الديمقراطي جو بايدن.

وقال ترامب، لقد تمت سرقة الانتخابات في هذا البلد، وكان نتنياهو أول شخص قدم تهنئة لجو بايدن مباركاً فوزه.

وأضاف، لقد أحببت "بي بي" حقاً، ولم يكن هناك مَن قَدم له ولإسرائيل أكثر مني.

يشار إلى أن الإسرائيليين يطلقون لقب "بي بي" على بنيامين نتنياهو، وهو الأكثر تداولاً وشيوعاً من اسمه الصريح.

وشدد ترامب على أنه أنقذ إسرائيل من التدمير، وقال "لولا وجودي في البيت الأبيض لكانت إسرائيل دُمرت"، في إشارة منه إلى قراره إزاء الاتفاق النووي الإيراني في 2018، واصفاً مساعي خلفه بايدن للعودة إلى الاتفاق بـ "الكارثة" وأن الأخير "لا يعي شيئاً".

الجولان "هدية بقيمة 10 مليارات دولار"

وأشار الرئيس الأميركي السابق إلى "الخدمات الجليلة" التي قدمها لإسرائيل في عهد نتنياهو، وضرب مثالاً قراره الاعتراف بـ “السيادة الإسرائيلية" على الجولان السوري المحتل، لافتاً إلى أنه اتخذ هذا القرار قبل أيام قليلة من الانتخابات الإسرائيلية في نيسان/أبريل 2019.

وقال ترامب، "لقد كانت صفقة كبيرة، وأخبرني الناس أنها كانت هدية لنتنياهو كانت تساوي قيمتها عشرة مليارات دولار".

وأضاف الرئيس الأميركي، "لقد فعلتها قبل الانتخابات، وقد ساعدته كثيراً، كان سيخسر الانتخابات من دوني وبفضلي ارتفعت أسهمه".

وكان ترامب وقّع، في 25 آذار/ مارس 2019، على قرار اعتراف رسمي أميركي، أحادي الجانب، بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السوري المحتل، الخطوة التي تكرر الأمم المتحدة رفضها وتطالب تل أبيب بالانسحاب من الجولان باعتباره "أرضاً سورية محتلة".

في المقابل، وتكريماً لترامب على قراره هذا، أعلن نتنياهو في 23 نيسان/أبريل من العام ذاته، عن بناء مستوطنة إسرائيلية جديدة أطلق عليها اسم "مستوطنة ترامب" في الجولان المحتل.

واحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان في حرب 1967، "حرب النكسة"، ولم تنجح سوريا في استردادها خلال حرب 1973  عدا أجزاء بسيطة منها، وفي أواخر 1981 أصدرت تل أبيب قراراً، أحادي الجانب، بضم الجولان، إلا أن مجلس الأمن اعتبره قراراً "لاغياً وغير قانوني".

 

لم تتراجع الإدارة الأميركية الجديدة، بقيادة بايدن، عن القرار الذي اتخذه سلفه ترامب بخصوص السيادة على الجولان، في ظل تعنت الجانب الإسرائيلي في عدم مناقشة "الانسحاب من الجولان"، لا سيما مع تبدل الظروف الجيوسياسية في العقد الأخير في المنطقة.

وعلاوة على ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في 12 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عن مخطط لزيادة عدد المستوطنين والمستوطنات في الجولان السوري المحتل بمقدار أربعة أضعاف مما هو عليه الآن.

الصداقة "الحميمة"

تزامنت فترة ولاية دونالد ترامب في الرئاسة الأميركية (2017-2020) مع وجود نتنياهو في رئاسة الوزراء في إسرائيل، وتربط الاثنين علاقة قوية على المستوى الشخص والرسمي.

وصوّرت العديد من تقارير الخبراء العلاقة التي بين الاثنين على أنها تزاوج بين "الشعبوية الترامبية" و"اليمين المتطرف" الذي مثّله نتنياهو طيلة أكثر من 12 سنة في حكم إسرائيل.

ويتمتع ترامب بشعبية واسعة داخل إسرائيل، وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية، أشارت في العام الماضي، إلى أن ترامب لو ترشح لمنصب رئاسة الوزراء في إسرائيل لفاز بالانتخابات.

وامتازت العلاقة بين ترامب ونتنياهو بروابط متينة، انعكست لصالح إسرائيل، نتيجة القرارات "غير المسبوقة" التي اتخذها ترامب خلال ولايته، أبرزها خطة ترامب للسلام "الغامضة" والمعروفة باسم "صفقة القرن"، إضافة للعديد من القرارات التي لم يتوقع الإسرائيليون تحقيقها بسهولة.

وفي عهد ترامب تفاخر نتنياهو بتحقيق "إنجازات تاريخية"، مطلقاً على نفسه لقب المؤسس لعهد "السلام مقابل السلام" بدل "السلام مقابل الأرض"، في إشارة إلى التطبيع مع أربع دول عربية، الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، المعروفة باسم "اتفاقيات أبراهام".

44444444444444.jpg
دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو (EPA)

 

خدمات ترامب "الجليلة" 

لم تكن مرتفعات الجولان السوري المحتل هي "الهبة" الوحيدة، التي يقدمها ترامب لإسرائيل خلال عهد نتنياهو، بل تضمنت الهبات قائمة طويلة، لدرجة أن ترامب بات يشار إليه على أنه "منسق أعمال" نتنياهو، و "صديق إسرائيل الحميم".

أبرز ما قدمه ترامب خلال ولايته لإسرائيل في عهد نتنياهو:

  • صفقة القرن، تعود بداياتها إلى 2017 مع قدوم ترامب إلى البيت الأبيض، هندسها صهره ومستشاره، جاريد كوشنير، ويطلق عليها البيت الأبيض اسم "الازدهار على طريق السلام".

أعلن عنها ترامب، في مطلع كانون الثاني/يناير 2020، بحضور نتنياهو في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض من دون التنسيق مع سلطة رام الله.

يكتنف الخطة كثيرا من الغموض، إلا أن ما رشح عنها في التقارير الإعلامية يشير إلى أنها تتضمن استمرار سيطرة إسرائيل على معظم الضفة الغربية التي احتلتها عام 1967، وضم الكتل الاستيطانية في الضفة وبقاء مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الإسرائيلية.

  • الاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها.

في 6 كانون الأول/ديسمبر 2017، أعلن ترامب أن القدس، بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل، وفي 14 أيار/مايو من العام ذاته افتتح مبنى للسفارة الأميركية فيها.

لاحقاً، انضمت كل من غواتيمالا وكوسوفو والهندوراس إلى الولايات المتحدة في نقل سفارتها إلى القدس.

  • الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، في 8 أيار/مايو 2018، بشكل أحادي الجانب.
  • الاعتراف بـ "السيادة الإسرائيلية" على مرتفعات الجولان السوري المحتل، في 25 آذار/ مارس 2019.
  • اغتيال قاسم سليماني، القيادي الإيراني البارز في الحرس الثوري، في 3 كانون الثاني/يناير 2020.
  • اتفاقيات التطبيع (اتفاقيات أبراهام)، في 15 أيلول/سبتمبر 2020، وقعت إسرائيل مع الإمارات والبحرين، اتفاقية تطبيع كامل للعلاقات برعاية شخصية من ترامب، وانضمت لاحقاً المغرب والسودان.
  • التطبيع مع كوسوفو، في 7 أيلول/سبتمبر 2020، أي بعد أسابيع قليلة من إعلان توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاقية تطبيع، قررت كوسوفو -ذات الغالبية المسلمة- تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ويشار إلى أن معظم القرارات الأميركية التي اتخذها ترامب لصالح إسرائيل ما تزال سارية المفعول، ولم يبطلها خلفه بايدن، فيما عدا نية الأخير للعودة إلى الاتفاق النووي، وإجراء بعض التوازنات السياسية في القضية الفلسطينية عبر إعادة طرح شعار "حل الدولتين" كأساس لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

خذلان نتنياهو

شكلت تهنئة نتنياهو لجو بايدن بعد فوز الأخير بالانتخابات الرئاسية الأميركية، نهاية العام الماضي، نقطة الخلاف والقطيعة بين ترامب ونتنياهو.

وأعرب الرئيس الأميركي السابق خلال المقابلة عن غضبه من فيديو التهنئة الذي نشره نتنياهو غداة إعلان فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، بعد ساعات من إعلان النتائج.

وقال ترامب، إن زوجتي ميلانيا هي أول من شاهد الفيديو ولفتت انتباهي إليه، وأضاف معاتباً، "لقد أحببت بي بي وما زلت أحبه.. ولكنني أحب الوفاء أيضاً".

وأضاف، "لقد ارتكب نتنياهو خطأ فادحاً، شعرت بخيبة أمل منه على المستوى الشخصي فقط، لا سيما أن الانتخابات ونتائجها كانت محط جدل".

وتابع ترامب حديثه متسائلاً باستغراب، "قبل أن يجف حبر القلم، نتنياهو سارع لتسجيل تهنئة مصورة!".

واستطرد الرئيس الأميركي في عتبه، "كانت تهنئة نتنياهو لبايدن مبكرة جداً.. حسناً!" و "قد سبقت معظم مباركات معظم قادة العالم، لذلك لم أتحدث معه منذ ذلك الحين.. تباً له".

ترامب: لولاي لتدمرت إسرائيل

وحول إيران والاتفاق النووي، قال ترامب، "إنها كارثة، والآن يعود بايدن إلى هذه الصفقة لأنه ليس لديه أدنى فكرة".

وأضاف الرئيس الأميركي السابق، "لقد قاتل الإسرائيليون من أجل منع الاتفاق النووي.. ولم يستمع أوباما إليهم".

وأشار إلى أن قرار انسحابه من الاتفاق قبل أكثر من ثلاث سنوات كان خدمة لإسرائيل وليس لنتنياهو، لافتاً لو كان هذا قراره  لكانت إسرائيل دُمرت، على حد زعمه.

وقال ترامب موجهاً حديثه لمحاوره، "استمع إلى ما سأقوله لك، لولا وجودي في البيت الأبيض، أعتقد أن إسرائيل كانت ستدمر.. حسنًا"

وأضاف، "هل تريد أن تعرف الحقيقة؟ أنا أعتقد أن إسرائيل كانت ستبقى مدمرة إلى وقتنا الحالي".

وانتقد ترامب المفاوضات النووية الجارية في فيينا الرامية للعودة إلى الاتفاق، محذراً إسرائيل من النتائج، وقال "سيفعلون ذلك الآن مرة أخرى، وإذا عادوا إلى الاتفاق النووي، ستكون إسرائيل في خطر كبير.. خطر كبير جداً".

وحول إمكانية خوض السباق الرئاسي في 2024، كان ترامب متفائلاً، وقال “يبدو أنني قد أحصل على فترة ولاية ثانية".