icon
التغطية الحية

تدشين تمثال أبي العلاء المعري في باريس

2023.03.16 | 13:28 دمشق

المعري
تدشين تمثال أبي العلاء المعري في باريس (المهاجرون الآن)
إسطنبول- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

انطلقت مساء أمس الأربعاء مراسم تدشين تمثال للشاعر والفيلسوف السوري "أبي العلاء المعري" في بلدة "مونتروي" بضواحي العاصمة الفرنسية باريس.

ويأتي تدشين النصب التذكاري البرونزي الذي أنجزه النحّات السوري عاصم الباشا (1948، بالتزامن مع الذكرى الـ12 للثورة السورية التي اندلعت في الـ15 من آذار 2011.

ودعت منظمة "ناجون" التي أطلقت المشروع إلى التدشين الرسمي والشعبي بالتعاون مع بلدية مونتروي، باعتباره "مثالاً ناصعاً للمثقف الكوني الحر الذي لم يرتهن إلا لضميره الحي، وأيقونة انتظار السوريين للسلام والعدالة والديمقراطية في بلدهم"، وفق ما ورد في بيان المنظمة.

وبعد إزاحة الستار عن التمثال، بدأت فعاليات التدشين بكلمة لمنظمة "ناجون" ولبلدية مونتروي منظّمة المراسم. كما شاركت الفنانة نعمى عمران بفقرة موسيقية أعدتها خصيصاً لهذه المناسبة، ومسيرة حداد صامتة تكريماً لضحايا الثورة السورية، وضحايا الزلزال في سوريا وتركيا.

بعد ذلك، قدّم ناجيات وناجون سوريون "مائدة سورية"، ثم عُرض فيلم (ماء الفضة.. سوريا سيرة ذاتية)، تلاه نقاش مفتوح بين الناقد السينمائي الفرنسي نيكولاس غوديت والمخرج السوري أسامة محمد.

ووفق بيان "ناجون" فقد أهدى القائمون التمثال "إلى المعتقلين والمغيبين في كل المعتقلات والمعازل السرية في سوريا، والعالم".

نصب المعرّي التذكاري

وكان النصب التذكاري لرأس أبي العلاء المعري (973 - 1057م) قد وصل في الثاني من آذار الجاري إلى ضاحية مونتروي الباريسية، بعد رحلة استغرقت عدّة أيام انطلاقاً من مدينة غرناطة الإسبانية، وسيُحتفظ به في مونتروي كمحطّة أولى أو "وطن مؤقّت"، وذلك خلال في رحلة العودة المنتظَرة إلى مسقط رأس المعري في مدينة معرّة النعمان السورية بديلاً عن التمثال الذي نحته "فتحي محمد" عام 1940، وفجّره متشددون متطرفون قبل نحو عشر سنوات.

تمثّلت المرحلة الأولى من مشروع النصب في مطلع عام 2018، بتأمين المُساهَمَات من المنافي التي يتوزّع عليها السوريون، وكانت محصورةً بالناجين من معتقلات النظام، و"الذين آمنوا بخطاب الحريات والحقوق العامة"، وفقاً للبيان.

عاصم
مع المعمارية الإسبانية مارو مورينو أثناء إنجاز المشروع (تصوير: خافير لينارس)

وتزامنت الخطوات الأولى تلك مع أوقات تصاعد فيها العنف والقصف والتهجير، بدءاً من قصف النظام لبلدة سراقب قرب إدلب في كانون الثاني 2018، وصولاً إلى قصف الغوطة الشرقية بالكيماوي مجدداً في الـ7 من نيسان 2018، وما تبعه من تهجير.

تم الانتقال إلى مرحلة التحضير في الـ14 من نيسان 2018 في غرناطة، مكان إقامة النحّات السوري عاصم الباشا. وهناك وُضع الأساس الطيني للعمل الذي استغرق 26 يوماً. ومع مطلع حزيران بدأت مرحلة جديدة هي مرحلة الصبّ، وشُرع بأخذ القياسات من أجل صناعة القالب الذي تكوّن من 17 قطعة، ليستغرق الأمر عشرة أيام تقريباً، قبل أن تبدأ بعدها عمليات الصهر والصب والتركيب، التي امتدت لنحو 4 شهور. ويبلغ ارتفاع النصب 3:25 أمتار ووزنه نحو 1500 كيلوغرام.

وتولى الإشراف على المشروع فريق تنفيذي -بالإضافة إلى الباشا- وقوامُه فنانون وكتّاب وحقوقيون سوريون وأجانب، هم: فارس الحلو، وجلال الطويل، والمهندسة المعمارية الإسبانية مار مورينو، والفنان الإسباني خوسيه كارانزا، وغياث زهوة، ولمى زبد، وفرناندو هرنانديز، ونيكول الباشا، وأنور البُني، وسلافة عويشق، ويمان الشواف، وإيميلي غلاس مان، وبراء عويس، وعمر الخطيب، وأسامة محمد.

أبو العلاء المعري

شاعر وفيلسوف وأديب ومفكر عربي، وأحد رواد القرنين الرابع والخامس الهجري في عهد الدولة العباسية. واسمه أحمد بن عبد الله بن سلمان التنوخي المعري، ويُكنى بأبي العلاء، وقد لقب بالمعري نسبةً إلى مسقط رأسه معرة النعمان، ويُعد المعري أحد أعلام الشعر في العصر العباسي، وشخصية متميزة في الأدب العربي.

ومن خلال فكره الفريد من نوعه أسهم في تغيير الثقافة السائدة في عصره، ومحاربة التقاليد التي أوجدها من سبقه، كما كرّس شعره في التعبير عن تجاربه الخاصة وتأملاته ورأيه في الحياة والناس.

ورغم أنه كفيف البصر، إلا أن المعري ترك العديد من المؤلفات القيّمة في الشعر والأدب والفلسفة، والتي ما زالت مرجعاً أدبياً موثوقاً للباحثين والدارسين، كما كان لها دورٌ كبير في التأثير على فكر ممن جاء من بعده من المفكرين والعلماء والأدباء، ومن أهم مؤلفاته "رسالة الغفران".