icon
التغطية الحية

تدريب أطباء الأسرة في تركيا على التعامل مع الصحة النفسية للاجئين

2021.01.19 | 17:23 دمشق

41353867_401.jpg
منظمة الصحة العالمية- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تؤوي تركيا حالياً 3.6 مليون لاجئ سوري، ولهذا يلعب أطباء الأسرة دوراً حاسماً في مجال الرعاية الصحية الأولية، إذ يقوم هؤلاء بالتواصل الأولي مع اللاجئين ممن هم بحاجة للرعاية الصحية. كما أن طبيب الأسرة هو أول من يمكنه تحديد المشكلات والاحتياجات المتعلقة بالصحة العقلية بشكل كاف.

ويشرح لنا الدكتور آكفير كاراأولان كاهيلأوغولاري مدير مشروع الصحة العقلية لدى المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في تركيا، فيقول: "إن رعاية الصحة العقلية مسألة غاية في الأهمية، وذلك لأن مجال تأثر الصحة العقلية بجائحة كوفيد-19 سيتوسع كثيراً بلا ريب. كما أن الفئات الأضعف من السكان مثل اللاجئين والمهاجرين قد تأثرت بشكل أشد نتيجة لذلك، وذلك لأن إجراءات الصحة العامة مثل التباعد الاجتماعي والعزل وانعدام الأمن الغذائي مع عدم توفر الأدوية، والحجر الصحي كلها يمكن أن تحفز على ظهور الصدمات التي عانى منها الشخص في الماضي".

وللاستجابة لاحتياجات اللاجئين والمهاجرين المحددة بطريقة أشمل، يتدرب العاملون في مجال الرعاية الصحية من الأتراك والسوريين ضمن المستوى الأولي للرعاية الصحية عبر برامج جديدة قام المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بتركيا ووزارة الصحة التركية بتعديلها وتكييفها وتنفيذها، بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي.

الاعتماد على التجربة

تقوم منظمة الصحة العالمية في تركيا بتسهيل أمور التدريب في برنامج عمل حول فجوة الصحة العقلية وذلك بين الأطباء العامين الممارسين من السوريين والأتراك، وكذلك العاملين في مجال صحة المجتمع، وكوادر الصحة العقلية، بهدف تمكينهم على تحديد الظروف النفسية العامة ومعالجتها.

وعن ذلك تقول الدكتورة إسراء آلاطاش، رئيسة قسم الصحة العقلية لدى وزارة الصحة التركية: "نرغب بتزويد مقدمي الرعاية الصحية الأولية، لا سيما أطباء الأسرة، بمعارف متطورة وممارسات جديدة للتشخيص والإحالة وعمليات المعالجة، وذلك عند معالجتهم للاحتياجات النفسية واحتياجات الصحة العقلية لدى اللاجئين، وهذا هو جوهر البرنامج".

وقد كان أطباء الأسرة يمثلون جزءاً من التحضيرات والاستعدادات منذ البداية، إذ بناء على الخبرات السابقة، يمكن القول بأن التدريبات المقدمة في ظل هذا البرنامج قد تطورت بشكل أكبر لينبثق عنها برنامج تدريبي جديد، وعن ذلك يخبرنا الدكتور نعيم إيرهان أوزغولير، وهو أحد الخبراء في الطب العقلي ممن لعبوا دوراً فاعلاً في التخطيط لتلك التدريبات وتقديمها، فيقول: "أعتقد بأن نجاح التدريب الجديد يتعلق بعمليات التحضير والتنفيذ ضمن عدة اختصاصات. إذ من خلال هذا النهج الموحد، بوسعنا أن نرى أن أطباء الأسرة باتوا قادرين، بفضل هذه التدريبات، على تقديم تدخلات أسرع وأكثر فعالية، مع منع تدهور مشكلات الصحة النفسية، لاسيما بالنسبة للحالة التي تتصل بمشكلات الصحة العقلية التي يعاني منها مهاجرون".

طرح الأسئلة الصحيحة

يعتبر الدكتور رامي شيخ محمد الذي يعمل طبيباً للأسرة في مركز صحة المهاجرين في أليمداغ بأنقرة، أحد العاملين السوريين في مجال الصحة الذين شاركوا في تلك التدريبات، ويشرح لنا الأمر بالقول: "في المراكز، نقوم في معظم الأحيان بتقديم خدمات للاجئين، 80% منهم نساء وأطفال. إذ في أغلب الأحيان يعاني اللاجئون من صدمة واكتئاب بسبب الحرب وعملية الهجرة. وإننا نتعامل مع الصدمة والعنف القائم على التمييز بين الجنسين، واضطرابات الطفولة المبكرة أو اضطرابات التطور والنمو مثلاً. كما نقدم الخدمات الصحية دون أي عوائق تتصل باللغة، وذلك لأن تلقي الرعاية في مجال الصحة العقلية بلغة المريض نفسها يعتبر أمراً بالغ الأهمية".

ويضيف هذا الطبيب قائلاً: "في المراكز نتعاون مع أطباء نفسيين وعاملين في المجال الاجتماعي، وها نحن اليوم، أعني أطباء الأسرة، غدونا قادرين على تقييم الوضع العقلي للمرضى وتقديم دعمنا لهم. ولهذا يشعر المستفيدون منا بالسعادة والراحة عند تلقيهم الرعاية الخاصة بالصحة العقلية بلغتهم الأم، لأننا أصبحنا قادرين على العمل على إيجاد حلول سوية لمشكلاتهم التي تتعلق بالتكيف ضمن المجتمع والصحة العقلية".

ويوافق الدكتور نوري سيها يوكسيل، وهو طبيب أسرة من إزمير، على ذلك بقوله: "إن هذه التدريبات مفيدة للغاية بالنسبة لنا، نحن العاملين المختصين بالرعاية الصحية الأولية، لأننا نكون أول من يلاحظ التغييرات على صحة المريض العقلية في معظم الأحيان، بما أننا نقوم بمعاينتهم في معظم الحالات جراء المتابعات الدورية. ولقد زودنا هذا التدريب بالأسئلة الصحيحة التي يجب أن نطرحها لاكتشاف المشكلات التي تتصل بالصحة العقلية".

ويختتم الدكتور كاهيلأوغولاري الحديث بالإشارة إلى أثر ذلك البرنامج فيقول: "إن عدد الأطباء الذين تلقوا التدريب وكم المراجع والمصادر التي استخدمت معه كان غير مسبوق، وبسبب كوفيد-19 نواصل التدريب اليوم عبر الشابكة. وقد تمت ترجمة كتيبنا إلى التركية حتى يستخدم كدليل توجيهي بالنسبة لآلاف العاملين في المجال الصحي من السوريين والأتراك. وعموماً، استفاد 722 مختصاً في المجال الصحي من تلك التدريبات التي تعتبر الأكبر من حيث الجهود المبذولة فيما يتصل بالصحة العقلية والدعم النفسي في تركيا خلال السنوات الماضية".

المصدر: منظمة الصحة العالمية