icon
التغطية الحية

"تحرير الشام" تدعو إلى "تنازلات مؤلمة" في سبيل المُصالحة الشاملة

2020.12.02 | 10:39 دمشق

thryr_alsham_2.jpg
رتل عسكري لـ"هيئة تحرير الشام" (إنترنت)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

دعا القاضي الشرعي والعسكري البارز في "هيئة تحرير الشام" (يحيى بن طاهر الفرغلي) المعروف بـ"أبي الفتح الفرغلي" إلى تنازلات مؤلمة في سبيل المُصالحة الشاملة مع جميع الفصائل العسكريّة.

وقال "الفرغلي" في بيان نشره تحت وسم "#المصالحة_العامة_في_الشام" - عبر قناتهِ في تطبيق تليغرام - إنّ "أي نظرة لـ وضع الساحة الشامية الآن تُدرك أنها أحوج ما تكون إلى مُصالحة عامّة بين جميع مكوناتها السنيّة".

وأضاف أنّه "لا بدّ أن نقدم جميعاً - بلا استثناء - تنازلات مؤلمة مِن أجل المصالحة، وأنّ هذا الحل الوحيد للاستمرار والتقدم لتحقيق الهدف الأعلى، وإلا سندفع الثمن باهظاً"، مشدّداً على ضرورة إتمام المُصالحة "مهما كان الماضي مؤلماً والحاضر أسود".

وأشار "الفرغلي" إلى الآية (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) بأن تكون رايةً حقيقيةً وشعاراً صادقاً "على أساس التشارك وليس الهيمنة"، وفقاً لـ قولهِ.

اقرأ أيضاً.. هيئة تحرير الشام.. عن المستقبل والمصير

يذكر أنّ تسجيلاً صوتياً لـ"الفرغلي" سُرّب، مطلع نيسان الماضي، كان يتحدث فيه عن العلاقة مع الجيش التركي وإمكانية الاستفادة مِن وجوده في إدلب "شرعاً" واحتمالات المواجهة معهم قائلاً "الوضع القائم الآن ليس بمقدورنا إيقافه، ولا نستطيع أن نمنع الأتراك من الدخول، ولم نرغب بدخولهم أو نستعن بهم، ولا يوجد عندنا طاقة لمنعهم".

وتابع "إذا استعدنا المناطق التي خسرناها، فأسهل شيء هو أن يَخرج الأتراك منها، وإذا لم يخرجوا فسنعتبرهم (قوة احتلال) ونقاتلهم كما نقاتل أي قوة أخرى"، ما أثار جدلاً واسعاً بين الفصائل العسكرية في الشمال السوري وتساؤلات حول مستقبل المنطقة ومصيرها، معتبرين أنّه يندرج في إطار الضغط غير المباشر الذي تمارسه "تحرير الشام" لـ تحقيق مكاسب مِن اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة إدلب، الموقّع بين تركيا وروسيا، في الخامس مِن شهر آذار الماضي.

اقرأ أيضاً.. ناشطون سوريون يناشدون تركيا لإنقاذ إدلب من "تحرير الشام"

كذلك دار سجال بين "الفرغلي" و"عبد الرزاق المهدي" - الشرعي الآخر في "هيئة تحرير الشام" - بشأن مسألة فتح معبر تجاري مع المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، مطلع شهر أيار الماضي، حيث اعتبر "الفرغلي" أنه "مِن الأفضل مناقشة المسألة (حرمة فتح المعابر) بين أهل العلم والفتوى، بدلًا مِن إظهارها على وسائل الإعلام وإحداث تشويش وفتنة بين العوام" (في إشارة إلى ما تحدّث به "المهدي" حينئذ).

الفرغلي والمهدي.jpg
يحيى بن طاهر الفرغلي (يمين) وعبد الرزاق المهدي (يسار)

اقرأ أيضاً.. اعتصام "إم 4" في إدلب.. مصالح اقتصادية وتحدٍّ وجودي

اقرأ أيضاً.. سجال بين "الجهاديين".. كيف رد قادة تحرير الشام على المتظاهرين؟

ويعتبر "أبو الفتح الفرغلي" - مصري الجنسيّة - أحد أبرز قيادات "هيئة تحرير الشام" وعضوا أساسيا في مجلس الشورى التابع لها، فضلاً عن كونه أحد أكثر الشخصيات قرباً مِن "أبو محمد الجولاني" زعيم "هيئة تحرير الشام".

يذكر أنّه قبل أسبوعين، أصدرت "هيئة تحرير الشام" بياناً استنكرت فيه دعوة (الائتلاف السوري لـ قوى الثورة والمعارضة السوريّة) تشكيل مفوضية للانتخابات الرئاسية، قائلةً إن مفوضية الانتخابات "لا تمثل الخيار الثوري، بل تتعارض مع أهداف الثورة المتمثلة بإسقاط النظام المجرم، ولا تعدو هذه الخطوات أن تكون محاولات عبثية متماشية مع توجهات المحتل الروسي لإضفاء الشرعية على المجرم بشار".

اقرأ أيضاً.. "هيئة تحرير الشام": نرفض دعوة الائتلاف "تشكيل مفوضية للانتخابات"

يرى مراقبون أنّ "هيئة تحرير الشام" تسعى - بشتّى الوسائل - إلى "تبييض أوراقها عالمياً وإزاحةِ ستار التطرّف عنها، ورفع اسمها مِن قائمة الإرهاب العالمي"، وتسعى للظهور بمظهر يجعلها مقبولةً في الأوساط الدوليّة"، خاصّةً بعد محاربتها لـ فصائل "متشدّدة" ومحسوبة على تنظيم "القاعدة" مثل "حرّاس الدين"، وانتقادها للعديد مِن منظري "التيار السلفي الجهادي" أبرزهم "أبو محمد المقدسي".

اقرأ أيضاً.. البحث عن الجولاني.. هل تتراجع "تحرير الشام" عن براغماتيتها؟

اقرأ أيضاً.. "تحرير الشام" تتبرأ من "المقدسي" وتصفه بـ"مثير الفتن"