"تحرير الشام" تتبرأ من "المقدسي" وتصفه بـ"مثير الفتن"

"أبو محمد الجولاني" و"أبو محمد المقدسي"

2020.10.11 | 16:05 دمشق

نوع المصدر
إسطنبول - تلفزيون سوريا

أصدر "المجلس الشرعي" التابع لـ"هيئة تحرير الشام"، أمس السبت، بياناً يوضّح فيه موقف "الهيئة" مِن الشيخ عاصم البرقاوي المعروف بـ"أبي محمد المقدسي"، ويُعلن "تبرؤّها مِن منهجهِ وسلوكهِ".

وقالت "هيئة تحرير الشام" في البيان إنّ "أبا محمد المقدسي" مِن الشخصيات التي كان لها "أثر سيئ" في سوريا، وذلك بعد بيان لـ"المقدسي" يتهم فيه "الهيئة" بالتعاون مع الاستخبارات التركيّة، وجدال طويل ثار بينه وبين أنصار "الهيئة" على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأعلنت "تحرير الشام" التبرؤ مِن "المقدسي" قائلةً "نحن منه ومِن منهجه براء، فليس منا ولسنا منه ولا على طريقته، ونفرّق بين منهجه البدعي في التوحيد، وبين منهج التوحيد الذي تلقيناه عن أهل العلم سلفاً وخلفاً"، مضيفةً "نبرأ إلى الله مِن منهج البرقاوي وسلوكه".

وأشارت "تحرير الشام" إلى أبرز ملاحظاتها على منهج "المقدسي" والتي تمثلت - وفق ما جاء في البيان - بالآتي:

- إطلاقاته عبارات "التكفير والعمالة والخيانة".

- انحيازه الظاهر لـ"جماعة الخوارج" ( في إشارة إلى تنظيم "الدولة").

- إثارة للفتن في "الساحات الجهادية" سواء في أفغانستان أو العراق.

- الفجور في الخصومة وعدم مراعاة فقه الخلاف ولا أدبه.

وبرّرت "تحرير الشام" بيانها ضد "المقدسي" قائلةً إنه توضيح لـ موقفها منه وواجب لـ"الدفاع عن الأمة"، وذلك بعد تدخل أشخاص مِن خارج الحدود "أدّت فتاويهم إلى تمزيق الممزق وزيادة الشرخ، مِن خلال توصيفات التخوين والعمالة أو توصيفات الخارجية والغلو، دون اعتبار لـ مشايخ الساحة"، طبقاً لِما جاء في البيان.

ويُعد "المقدسي" مِن أبرز منظري "التيار السلفي الجهادي" وأحد مرجعيات "الجهاديين" في مختلف دول العالم، وكان سابقاً مسؤولاً شرعياً في معسكرات تنظيم "القاعدة" بأفغانستان، وقضى نحو 16 عاماً مِن السنوات العشرين الأخيرة في السجون الأردنية، وكانت "تحرير الشام" تدرس كتبه ومنهجه سابقاً، كما كان أحد المرجعيات الدينية لها وتُدرّس منهجه في معسكراتها.

فتوى "المقدسي" واتهامهِ "تحرير الشام"

جاء بيان توضيح "هيئة تحرير الشام" لـ موقفها مِن "المقدسي" بعد جدال ثارَ بينه وبين أنصارها على مواقع التواصل الاجتماعي، كما جاء البيان ردّاً على فتواه حول الالتحاق بالجهاز الأمني التابع لـ"الهيئة"، واتهامها بالتعاون مع الاستخبارات التركية.

وكان "المقدسي" قد قال عبر قناته في تطبيق "تلغرام"، يوم الجمعة الفائت، إنّه "ثبت لدينا ظلم وظلمات أمنيي هتش (هيئة تحرير الشام)، بل وتعاونهم مع الاستخبارات التركية في كشف عورات المسلمين، وتسليمهم تفاصيل تحقيقاتهم معهم، وقد واجهت المخابرات التركية العشرات بهذه التفاصيل والصور والتحقيقات التي أخذها منهم أمنيو هتش في سجونهم".

ورأى "المقدسي" أنّه "لا يجوز لمسلم والحال كذلك أن يعمل في هذا الجهاز الخبيث (الجهاز الأمني للهيئة)، الذي يعمل سنداً وعوناً وذنباً لاستخبارات دولة علمانية عضو في حلف الناتو"، مردفاً "مَن أعان الاستخبارات التركية على المسلمين، فقد ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام المعروفة، وهو (مظاهرة المشركين وإعانتهم على المسلمين)".

وجاء بيان "المقدسي" بعد ساعات مِن شنّ "هيئة تحرير الشام" هجوماً على مجموعة تابعة لـ تنظيم "حرّاس الدين" في بلدة تلعادة بريف إدلب.

اقرأ أيضاً.. إدلب.. لماذا هاجمت "هيئة تحرير الشام" بلدة تلعادة؟

وذكرت حسابات مقرّبة مِن "المقدسي" أنّ "معظم مَن يطعنون بماضي المقدسي اليوم، كانوا يعرفون تلك الأحداث التي جرت سابقاً ومُطلعون عليها، ومع ذلك قدّموه كـ مرجعية لهم، ويقبلون بالتقاضي عنده، ولا يلتفتون إلى مكان إقامته أو جنسيته أو أن فتاواه عابرة للحدود".

وحسب ناشطين فإنّ إعلان "تحرير الشام" عن موقفها مِن "المقدسي" يأتي في سياق "محاولاتها إثبات بُعدها الفكري والمنهجي عن تنظيم القاعدة، والظهور بمظهر جديد يجعلها مقبولةً في الأوساط الدولية".

يذكر أنّها ليست المرّة الأولى التي تختلف بها "هيئة تحرير الشام" مع جهات "جهادية"، حيث سبق أن اتهمت "الهيئة" القيادة العامة في تنظيم "القاعدة" بتبنّي رواية فرعه في سوريا أي تنظيم "حرّاس الدين"، بشأن الاشتباكات التي جرت بين الطرفين في محافظة إدلب، بشهر حزيران الماضي، موضحةً أنّ بيان "القاعدة" كان "مليئاً بالمغالطات والقراءات الخاطئة للواقع".

حسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد اعتبر كريستوف ميللر مدير "المركز القومي الأميركي لمكافحة الإرهاب" أن "حرّاس الدين" يعاني في محافظة إدلب، مِن جراء الخسائر التي مُنِي بها في المعارك مع "تحرير الشام"، مشيراً إلى أن الصراع الأخير مع الهيئة "أعاق نموه".

اقرأ أيضاً.. أميركا تعتزم بدء حملة سريّة لـ"تصفية" قيادات في إدلب؟

وكانت "هيئة تحرير الشام" قد أطلقت، في شهر حزيران الماضي، عملية عسكرية ضدّ مكونات غرفة عمليات "فاثبتوا" في ريف إدلب، وذلك بعد 10 أيام مِن تشكيل الغرفة، وتمكّنت خلالها مِن تفكيك عدة مجموعات مِن تنظيم "حرّاس الدين" والسيطرة على عدد مِن مقارّها وسلاحها.